في إطار التوجهات الحديثة لتطوير التعليم الجامعي، تحدث الدكتور شريف صالح، رئيس جامعة بورسعيد، عن خطط الجامعة المستقبلية التي تشمل تطوير منظومة الامتحانات وتحديث أساليب التقييم، بالإضافة إلى توفير برامج تدريبية تواكب احتياجات سوق العمل، مع أهمية استخدام التقنيات الحديثة في عملية التصحيح الإلكتروني وإعداد بنك أسئلة متطور. 

ماذا عن استعداد الجامعة للامتحانات وتطوير منظومة الاختبارات والتصحيح؟ 

وأكد رئيس جامعة بورسعيد خلال حواره بندوة جريدة "الجمهورية" أن منظومة الامتحانات في الجامعة محكمة ولا يجوز تعديلها بشكل عشوائي، لكننا نعمل على تطوير مركز تقويم الامتحانات في الجامعة، حيث نقوم بتطوير بنك الأسئلة والتصحيح الإلكتروني، لأن الهدف هو إنشاء مركز امتحانات إلكتروني حديث.

وتابع صالح:"سنطبق هذا العام نظام خليط بين الأسئلة متعددة الخيارات والأسئلة المقالية، لكن نتائج التصحيح الإلكتروني لن تظهر هذا العام، وأشيرهنا  إلى تجربة مدارس النيل المصرية التي تعتمد على أسئلة مقالية تصحح بنفس طريقة الأسئلة متعددة الخيارات، حيث يتم احتساب أي جزء من الإجابة من قبل الطالب".

وأشار،  إلى أن:"الأهم من ذلك هو فحص فهم الطالب والخطوات التي قام بها أثناء الإجابة، وليس مجرد النتيجة النهائية، مستشهدًا بالدول المتقدمة، حيث يُحاسب الأساتذة على نتائج الطلاب، وليس الطلاب أنفسهم فقط، حيث يُراجع المنهج إذا لم يحقق الأهداف التعليمية المطلوبة.

وقال، رئيس جامعة بورسعيد:" لقد لاحظت أنه في حال كان هناك سؤال غير صحيح وترتب عليه سؤال آخر، فيجب على الطالب أن يحصل على درجة إذا أجاب على السؤال الثاني بشكل صحيح، كما أنه يجب احتساب درجات الطالب بناءً على خطوات حل الأسئلة، مثل مسائل الرياضيات."

فيما يتعلق بالحضور، سيكون هناك قرار بمنع الطلاب الذين لم يحققوا نسبة الحضور المقررة من حضور الامتحانات، وفي العام المقبل، سيتم تطبيق بصمة الحضور والانصراف لجميع الطلاب لدخول الجامعة، مشيرً إلى أنه  تم بالفعل تطبيق بصمة الحضور في المدينة الجامعية، لحجز الوجبات إلكترونيًا، مما وفر حوالي 3000 وجبة، كما ساهم في تقليل التكلفة حيث كانت الدولة تتحمل 4000 جنيه لكل طالب، فيما يتم الآن حجز الوجبات مسبقًا، وفي حال عدم استخدامها، يتعين على الطالب دفع ثمنها، هذا النظام وفر للجامعة حوالي 30 مليون جنيه.

ماهى خطة التدريب وتطوير مهارات طلاب جامعة بورسعيد؟ 

سنعمل على استقدام هيئة فولبرايت لتدريب الطلاب وفقًا لمتطلبات سوق العمل، حيث طلبنا ورش عمل تخصصية لتأهيل الطلاب في المجالات المطلوبة. 

كيف ترى منظومة مكتب التنسيق ؟ 

أؤمن بأن تقييم الطلاب بناءً على قدراتهم وميولهم أفضل من الاعتماد على مكتب التنسيق فقط، على سبيل المثال، كنت أرغب في دخول كلية الهندسة، لكنني لم أتمكن بسبب نقص درجة واحدة رغم أنني كنت متفوقًا في الرياضيات والفيزياء، من غير المنطقي أن يتأثر مصير الطالب بسبب مواد ليست أساسية في مساره الأكاديمي، كما أنه إذا كان الطالب قد منعته ظروف قاهرة مثل مرض أحد أفراد أسرته من أداء الامتحان، فيجب أن يحصل على فرصة لإعادة الامتحان بناءً على مادة مؤهلة.

ماهى عن خطة جامعة بورسعيد المستقبلية والبرامج المميزة المستهدفة؟

الجامعة لديها خطة طموحة للمستقبل تتضمن إنشاء كلية للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تقديم 10 برامج دولية بالتعاون مع فرنسا، والتي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الأخيرة، ستُطبق هذه البرامج في شهر أكتوبر المقبل، وتشمل مجالات البيزنس، الذكاء الاصطناعي، والموضة، كما سنعمل على إنشاء وحدة للعلاقات الثقافية والوافدين في الجامعة، وهو الأول من نوعه في الجامعات المصرية.

وفيما يتعلق بكليتي الحقوق والآداب، فإننا لا نخطط لإلغائهما، بل سنستفيد من الموارد الموجودة فيهما، وسنقوم بإعادة هيكلة المباني والموارد لتوفير أقصى استفادة منها دون التقليل من دور الكليات النظرية. فالعلوم الإنسانية لها دور ثقافي وتعليمي لا يمكن الاستغناء عنه، خاصة أنها تساهم في تنمية المهارات العامة للطلاب فمثلًا، من الضروري أن يدرس الطبيب مواد عن اللغة والتاريخ، حيث أن هذه المواد لا تقتصر على كونها تعليمية فحسب، بل تساعد في إعداد الطلاب للتعامل مع القطاعات الجديدة.

بالنسبة لقطاع الجغرافيا، على الرغم من أهمية التقنيات الحديثة مثل الـ GPS، فإنه من الضروري تقنين أعداد الخريجين بما يتناسب مع احتياجات السوق، كما يمكن استغلال هذه التخصصات لتدريس مواد متعلقة للهندسة في أقسام المساحة، أو تدريس اللغة الإنجليزية في السياقات المختلفة