يخضع مغني الراب الأميركي شون "ديدي" كومز، اليوم الإثنين، للمحاكمة في نيويورك بتهم خطيرة تتعلق باستخدام إمبراطوريته الموسيقية في شبكة عنيفة للاتجار بالبشر بهدف الاستغلال الجنسي.

ويواجه كومز، البالغ من العمر 55 عامًا، والذي اكتسب شهرة واسعة وثروة طائلة بدءًا من التسعينات من خلال عمله في الموسيقى وصناعة المشروبات الكحولية، عقوبة السجن المؤبد في حال إدانته، وتعد هذه المحاكمة واحدة من أكثر المحاكمات التي يتم انتظارها هذا العام في الولايات المتحدة.

تتعلق التهم التي يواجهها كومز، مؤسس شركة "باد بوي ريكوردس" والتي أنتج من خلالها لعدد من نجوم الموسيقى البارزين مثل "ذي نوتوريوس بيغ" الذي قتل في لوس أنجلوس عام 1997، وجميع أعماله مع ماري جي بلايج، بجرائم الاتجار بالبشر بغرض الاستغلال الجنسي، بالإضافة إلى اتهامات بنقل الأشخاص لأغراض الدعارة والخطف وارتكاب أعمال عنف تُصنف تحت الجرائم المنظمة.

كومز، المعروف أيضًا بلقب "باف دادي"، يقبع في السجن منذ حوالي ثمانية أشهر، ويواجه أيضًا دعاوى مدنية تتعلق بالعنف الجنسي من أكثر من 100 امرأة ورجل.

وعلى الرغم من ذلك، يصر كومز على براءته، ويؤكد أنه لا علاقة له بالاتهامات، مشيرًا إلى رفضه للعرض الذي تقدمت به النيابة العامة لاتفاق إقرار بالذنب، والذي لم يتم الكشف عن تفاصيله بعد.

تبدأ المحاكمة اليوم باختيار هيئة المحلفين، وهو أمر قد يستغرق أسبوعًا، ومن جهته يؤكد كومز أن جميع العلاقات الجنسية التي أُتهم بها كانت تتم بالتراضي، وهو ما أكده محاميه مارك أغنيفيلو.

ومن بين القضايا التي سيتم النظر فيها، هناك مزاعم عن تنظيم "ماراثونات جنسية" تحت اسم "فريك-أوفس"، حيث تم إقحام النساء في علاقات طويلة الأمد مع أشخاص من صناعة الجنس تحت تأثير المخدرات.

تتهم لائحة الاتهام كومز بتوثيق هذه الأحداث في بعض الأحيان من خلال تسجيلات فيديو تحمل طابعًا عنيفًا أو تهديديًا، ما يشير إلى وجود متواطئين في هذه العمليات من دون تحديد أسمائهم حتى الآن، وبالرغم من حجم القضية وتعقيدها، يُتوقع أن يكون كومز هو المتهم الوحيد في هذه المحاكمة.

لقد شكلت هذه القضية صدمة كبيرة في الوسط الموسيقي الأميركي، الذي نجا إلى حد كبير من موجة #مي_تو، باستثناء نجم موسيقى "آر أند بي" آر، كيلي، الذي تم سجنه لمدة 30 عامًا في 2022 بعد إدانته بجرائم جنسية.