الثلاثاء 06 مايو 2025 | 03:39 مساءً

الدولار الأمريكي
كشف استطلاع أجرته وكالة "رويترز" أن جاذبية الدولار الأمريكي كملاذ آمن آخذة في التآكل، وسط تزايد التوترات التجارية والمالية، وقلق متنامٍ من احتمال تقويض استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
الدولار الأمريكي
بحسب الاستطلاع، الذي شمل 83 من كبار استراتيجيي العملات بين 30 أبريل و6 مايو، أعرب 55% من المشاركين عن قلقهم من تراجع دور الدولار كعملة ملاذ آمن، مقابل نحو الثلث فقط في استطلاع الشهر السابق، ورغم ذلك، أقر أغلب المشاركين بعدم وجود بديل واضح يمكنه لعب الدور ذاته على المستوى العالمي في الوقت الراهن.
وجاء ذلك في وقت يتعرض فيه الدولار لضغوط متزايدة، حيث تراجع يوم الثلاثاء بنسبة 0.5% مقابل الين الياباني إلى 142.99، كما خسر جزءاً من زخمه أمام العملات الأوروبية، مع ارتفاع اليورو إلى 1.1341 دولار والجنيه الإسترليني إلى 1.3328 دولار.
وتراجع مؤشر الدولار (DXY) بنحو 9% أمام سلة من العملات الرئيسية منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مدفوعًا بسياسات جمركية متقلبة أثرت سلبًا في معنويات المستثمرين وزادت حالة عدم اليقين في الأسواق.
وقال ستيف إنجلاندر، رئيس أبحاث العملات العالمية في بنك "ستاندرد تشارترد": "الوضع الحالي للدولار يشبه خيانة الثقة من صديق قديم. حتى إن بررت موقفك، فإن الذاكرة تبقى، وهذا ما تعانيه العملة الأميركية حاليًا على الساحة الدولية".
التعريفات الجمركية
يتخوف المستثمرون من استمرار الانكماش الاقتصادي الذي سجّلته الولايات المتحدة في الربع الأول من العام، وهو الأول منذ ثلاث سنوات، في ظل تدفق الواردات وارتفاع التكاليف الناجمة عن التعريفات الجمركية، ما يزيد من الضغوط على السياسة النقدية والمالية الأمريكية.
ورغم أن الأسواق تتوقع ثلاث خفضات محتملة في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، لا يبدو أن صناع القرار في البنك المركزي متعجلون للمضي قدمًا في هذه الخطوة، ما يفاقم حالة الحذر بين المستثمرين.
وفي هذا السياق، قال إريك نيلسون، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في "ويلز فارجو": "مع وضوح علامات التباطؤ في الاقتصاد الأميركي، وزيادة رهان الأسواق على تخفيضات الفائدة، من المرجح أن تعود المخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي لتؤثر على أداء الدولار".
من جانبه، حذر بريان روز، كبير الاقتصاديين في "يو بي إس"، من أن فقدان الثقة في استقلال البنك المركزي من شأنه أن يقوض بشكل جوهري وضع الدولار كعملة احتياطية آمنة، مشيرًا إلى أن عملات مثل الين الياباني والفرنك السويسري قد تستفيد من هذا التراجع.
ووفقًا للاستطلاع، من المتوقع أن يرتفع اليورو إلى 1.14 دولار في غضون ستة أشهر، ثم إلى 1.16 دولار خلال عام، وهي أكبر ترقية في التوقعات الشهرية منذ نوفمبر 2010، كما يُتوقع أن ترتفع قيمة الين الياباني والفرنك السويسري بنسبة 2.8% و0.4% على التوالي خلال 12 شهرًا.
0 تعليق