يُعد يوم النحر، الموافق للعاشر من ذي الحجة، أبرز أيام موسم الحج وأكثرها شعائر وعبادات، حتى وصفه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه "أعظم الأيام عند الله"، وفيه يؤدي الحجاج عددًا من المناسك التي تُعد من أركان الحج وواجباته، وتحتاج إلى فهم دقيق حتى يُتم الحاج نسكه على الوجه الصحيح، فماذا يجب على الحاج فعله في هذا اليوم المشهود؟ وما الترتيب الأفضل للنسك؟
ما هو يوم النحر؟
يبدأ يوم النحر بعد وقوف الحاج بعرفة ومبيته في مزدلفة، حيث يتوجه الحجاج مع فجر يوم العيد إلى منى لأداء مناسك هذا اليوم، الذي يجمع بين الطاعة، التضحية، والتقرب إلى الله بأعمال عظيمة، وفي هذا اليوم، يُشرع للحاج القيام بأربعة أعمال رئيسية تُعرف بأعمال يوم النحر، ويُلاحظ أن ترتيب هذه المناسك مستحب، لكن لو قدم الحاج بعضها على بعض فلا حرج، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "افعل ولا حرج" لمن سُئل عن التقديم أو التأخير في يوم النحر، وهي:
1. رمي جمرة العقبة الكبرى
أول ما يبدأ به الحاج في منى هو رمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات متعاقبة، يكبّر مع كل حصاة، وهذا الرمي يُعبّر عن الطاعة والانقياد لله واتباع سنة إبراهيم عليه السلام في رفض وساوس الشيطان.
2. نحر الهدي (للمتمتع والقارن)
بعد الرمي، يقوم الحاج بنحر الهدي، وهو واجب على المتمتع والقارن، بينما لا يجب على المفرد، ويمكن أن يُوكل الحاج جهة رسمية أو شخصًا موثوقًا للذبح عنه، خاصة في ظل وجود أنظمة تنظيمية تيسر هذه العملية، ويتم توزيع لحم الهدي على فقراء الحرم والمحتاجين.
3. الحلق أو التقصير
ثم يُحلق الحاج شعره أو يقصره، والحلق أفضل للرجال، أما النساء فيقمن بقص قدر أنملة (2-3 سم) من شعرهن، وبهذا يتحلل الحاج التحلل الأصغر، ويُسمح له بلبس ثيابه العادية وارتداء الطيب، لكن لا يُباشر النساء حتى يؤدي طواف الإفاضة.
4. طواف الإفاضة والسعي
بعد التحلل، يتجه الحاج إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، وهو ركن لا يصح الحج بدونه، ثم يسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعًا أو لم يكن قد سعى بعد طواف القدوم، وبهذا يتم التحلل الأكبر، وتُباح له جميع محظورات الإحرام.
0 تعليق