"خبز انتخابي بائت" .. رئاسيات الجزائر تكشف "سعار" المرشحين ضد المغرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

أثبت مرشح حركة مجتمع السلم للانتخابات الرئاسية في الجزائر، عبد العالي حساني شريف، أن المغرب يشكل بالفعل “خبزاً انتخابيا” لدى جميع الأطياف السياسية، التي دخلت سباق الانتخابات الرئاسية في الجارة الشرقية، حتى لو كانت مختلف الترشيحات “تؤثّث فضاء اللعبة لتمنحها بعض المصداقيّة”، فالخبراء الدوليون والمغاربيون يعتبرون “الانتخابات محسومة سلفاً لصالح الرئيس الحالي عبد المجيد تبون الحائز على تأشيرة النظام العسكري”.

المرشح الإسلامي حساني شريف قال في مقابلة إعلامية مع أحد المواقع الإخبارية الشرق أوسطية إن “قرار التطبيع مع الكيان الصهيوني كان سبباً مباشراً في توتر العلاقات الجزائرية المغربية، التي كان الحوار مفتوحا بشأنها، ولكن التهديد الجدي، الذي يمثله هذا القرار وما تبعه من تداعيات، ساهم في تعقد العلاقات وأجّل كل رغبة في التقارب رغم حضور بعض الاتصالات المتواضعة”.

وتابع قائلا: “ما نعرضه من مسارات لاستعادة العلاقات نحو طبيعتها يقوم على أساس رفض التطبيع ومواجهة الأطماع الجديدة للمستعمر القديم في المنطقة وتصفية الاستعمار وتثبيت حقّ الشعوب في تقرير المصير”، وهو ما يكشف، وفق خبراء تحدثوا لهسبريس، أن “الوعي السياسي الجزائري بمختلف ألوانه يبدو شارداً عن الحقيقة الموجودة على الأرض؛ وهي أن الرباط كشفت مرات كثيرة أن عقدة الجزائر هي الصحراء المغربية وصعوبة الحصول على منفذ بحري للتعاون مع بلدان الأطلسي”.

“خبز انتخابي بائت”

شادي البراق عبد السلام، الخبير في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع، قال إن “تصريحات الإسلامي أو المرشح الصوري للانتخابات الجزائرية المحسومة سلفا لمرشح النظام العسكرتاري الجزائري هي جزء من المشاهد الكوميدية التي ألفناها في هذه المسرحية السياسية، التي تؤثث مشاهدها مجموعة من الشخصيات المغمورة، التي تدفع بها المخابرات الجزائرية لترديد الترهات في محاولة لإضفاء نوع من الشرعية على النقاش العمومي المصاحب للاستحقاقات الرئاسية”.

وأبرز البراق، في حديثه لهسبريس، أن “هذه التصريحات الغريبة لا تشكل حدثا لكون الانتخابات برمتها ستكرس هيمنة النظام العسكرتاري على مفاصل الدولة بالدفع بالرئيس الحالي عبد المجيد تبون الذي قام بإجهاض الدينامية الإصلاحية، التي كان من الممكن أن تعرفها الجزائر في حالة نجاح الحراك الشعبي”، مسجلا أن “المسؤول الأول والأخير تاريخيا وسياسيا عن القطيعة بين الجزائر و المملكة المغربية هو النظام العسكرتاري الجزائري المتشبع بالفكر البومديني البائد”.

وأوضح أن “هذا النظام، الذي ما زال يعيش على وقع صدمة الهزيمة في حرب الرمال، لا يزال يرتكز حتى اليوم على السيطرة على مقدرات وثروات الشعب الجزائري خدمة لمشروع الرغبة في الهيمنة الإقليمية والقوة الإقليمية الوهمية”، مسجلا أن “مواقفه العدائية للشعب المغربي واضحة لا غبار عليها، عبر احتضان وتمويل وتسليح وتدريب ميليشيا البوليساريو الإرهابية، وصار هؤلاء يتجاوزون الوضع الطبيعي لمفهوم السيادة من خلال التدخل في الاختيارات الاستراتيجية للدولة المغربية”.

وأضاف أن “النظام الجزائري يحاول اليوم إعادة صياغة العقيدة الديبلوماسية الجزائرية بما يتناسب وخططه التوسعية على حساب محيطه الإقليمي بالاستغلال البشع والرديء للقضية الفلسطينية، ومحاولة ربطها بنزاع مفتعل الهدف الأساسي من ورائه هو التدخل في الملفات الإقليمية، وتقديم الجزائر كعاصمة للوساطات الملغومة، التي يبقى هدفها المستتر هو التدخل في سياسات دول الجوار، والوصول إلى منفذ بحري من خلال تمزيق المغرب وخلق وضع نشاز يمثل دولة داخل دولة بالمنطقة”.

“توظيف سيئ”

الأكاديمي والمحلل السياسي محمد نشطاوي قال إن “ما يجري فيما يمكن اعتباره انتخابات رئاسية جزائرية أمام تعبيد الطريق لعبد المجيد تبون لولاية ثانية، باعتباره مرشح الجيش، يعرف دائماً وفي كل التجارب الانتخابوية الجزائرية توظيفا سيئا لملف المملكة المغربية، وقد ألفنا أن يكون المغرب حاضرا في سياق الانتخابات، إما باعتباره العدو الذي يجب إعداد العدة له، أو على اعتبار أن كلّ التّهديدات آتية منه؛ وهي أسطوانة جزائريّة مشروخة تكسّرت على صخرة مواصلة المغرب تحقيق انتصارات دبلوماسية الواحد تلو الآخر”.

وأبرز نشطاوي، في تصريحه لهسبريس، أن هناك حاليّا موضة جديدة هي التّطبيع مع إسرائيل، وبالتالي كل المرشحين يدفعون بأن المشكل مع المغرب يتخذ وجهاً ما في التطبيع، وهذا تهجم سافر على خيارات دولة لها سيادتها”، لافتا إلى أن “الادعاء بكون الأمن القومي الجزائري مهدد هو خدعة تروجها الدعاية الجزائرية وتصدّقها”. وأضاف أن “كل ذلك شعارات غير ذات مصداقية أو حتى طرافة سياسية يتم اللجوء إليها لتغذية الحراك الانتخابي؛ وبالتالي بدل الحديث عما يعيشه المواطن الجزائري من مشاكل يتم جرّ المغرب إلى نقاش هو بعيد عنه ولا ينفق أي وقت فيه”.

ولفت إلى أن “المرشحين في الجزائر يتجاوزون مشاكل الجزائريين، من غياب المواد الأساسية وضعف عروض الشغل والهجرة، التي أغرت عدداً من الشباب الجزائري، ويجدون في الإساءة للمغرب بهارات يمكن إضافتها إلى الخطاب الانتخابي”، مضيفا أن “كل المرشحين حاولوا بطريقة أو بأخرى جر المغرب كموضوع للانتخابات، وكعدو استراتيجي جلب إسرائيل إلى الحدود الغربية، والحال أننا لم نشهد حتى الآن أي مؤشرات على هذا التهديد الذي يوجد فقط في العقل العسكري والسياسي الجزائري”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق