أعرب الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، عن ترحيبه وتقديره لمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاحتفالات بالذكرى الثمانين لعيد النصر بالعاصمة الروسية موسكو، بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين، مؤكداً أن هذه الزيارة تمثل امتداداً طبيعياً للعلاقات التاريخية العميقة التي جمعت بين مصر وروسيا منذ أكثر من 80 عاماً، والتي رسختها مواقف سياسية واستراتيجية متبادلة عبر مختلف الحقب.
هشام عبد العزيز: العلاقات المصرية الروسية تأسست على أرضية صلبة من التعاون المشترك في المجالات الدفاعية والاقتصادية والتنموية
وأشار رئيس الحزب إلى أن الزيارة تأتي في توقيت دقيق تشهده الساحة الدولية، بما يعزز مكانة مصر كلاعب إقليمي يحظى باحترام القوى الكبرى، ويعكس سياسة مصر المتوازنة في بناء علاقاتها الخارجية، مؤكداً أن مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات موسكو تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية مهمة، تعزز من عمق الشراكة مع روسيا، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون الثنائي في ملفات استراتيجية.
وأوضح عبد العزيز أن العلاقات المصرية الروسية تأسست على أرضية صلبة من التعاون المشترك في المجالات الدفاعية والاقتصادية والتنموية، مشيراً إلى أن روسيا كانت الداعم الأكبر لمصر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بدءًا من بناء السد العالي، أحد أعظم المشروعات التنموية في القرن العشرين، مروراً بدعم الصناعات الثقيلة، ووصولاً إلى شراكات استراتيجية في مجالات الطاقة والتسليح.
وأوضح عبد العزيز أن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا سجل نحو 4.7 مليار دولار في عام 2023 وفقاً لبيانات وزارة التجارة والصناعة المصرية، مع تصدر الحبوب والأسمدة والمنتجات الهندسية قائمة الصادرات الروسية إلى مصر، فيما تصدر المنتجات الزراعية المصرية مثل الموالح والخضروات الطازجة قائمة الصادرات المصرية إلى روسيا. وأكد أن هذا التعاون الاقتصادي يشهد زخماً إضافياً بفضل المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس، والتي من المتوقع أن تجذب استثمارات تتجاوز 7 مليارات دولار وتوفر نحو 35 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة وفقًا لبعض التقديرات الأولية.
وأضاف أن من الملفات الحيوية المتوقع مناقشتها خلال الزيارة التعاون في مجالات الطاقة، خاصة مع مساهمة روسيا في بناء أول محطة نووية مصرية في الضبعة بقدرة 4800 ميجاوات، بتكلفة إجمالية تبلغ 25 مليار دولار، وهو المشروع الذي يعكس الشراكة الاستراتيجية طويلة الأجل بين البلدين كما أشار عبد العزيز إلى أن الزيارة تحمل بعداً مهماً في مجال التعاون العسكري، حيث تُعد روسيا أحد أبرز موردي الأسلحة للجيش المصري خلال العقد الأخير، فضلاً عن التعاون في مجالات التعليم والثقافة والسياحة، مشيداً بعودة حركة السياحة الروسية إلى مقاصد البحر الأحمر، والتي تجاوز عدد زوارها مليون سائح في 2023، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتنشيط القطاع السياحي .
واختتم عبد العزيز تصريحه بالتأكيد على أن زيارة الرئيس السيسي إلى موسكو تعبر عن حرص الدولة المصرية على تنويع شراكاتها الدولية، وتعزيز استقلالية قرارها السياسي، وبناء توازنات استراتيجية تحمي الأمن القومي المصري، وتحقق مصالح الشعب المصري في التنمية والاستقرار، داعياً إلى الاستفادة المثلى من نتائج هذه الزيارة في تعميق التعاون الاقتصادي والثقافي، وتعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية.
0 تعليق