سياسات ترامب التجارية تثير أسئلة عميقة أمام شركات التكنولوجيا العملاقة

الجريدة العقارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الاحد 18 مايو 2025 | 04:37 مساءً

ترامب - أرشيفية

ترامب - أرشيفية

وكالات

تنطلق فعاليات معرض "كومبيوتكس" (Computex) يوم الإثنين في تايبيه في تايوان، وسيضم رواد الصناعة، من هوانغ وكريستيانو آمون، رئيس شركة "كوالكوم"، إلى يونغ ليو، رئيس شركة "فوكسكون"، التي تُصنّع الجزء الأكبر من هواتف أيفون وخوادم "إنفيديا" في العالم.

مؤتمر شركة "إنفيديا"، يتصدر نسخة عام 2025 لكونه أكبر مؤتمر إلكترونيات في آسيا، والذي ظل لسنوات معرضاً لرقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة التي تنتجها شركته، وتتسابق الشركات إلى شرائها. لكن هذا العام، قد تُسلّط الأضواء على شخصية أخرى أكثر تأثيراً: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 

سيُقدّم معرض هذا العام، الأجهزة اللازمة لتجسيد الذكاء الاصطناعي. فإلى جانب شرائح "إنفيديا"، يشمل ذلك رفوف الخوادم التي تُجمّعها شركة "هون هاي بريسيجن إندستري" (Hon Hai Precision Industry)، المعروفة أيضاً باسم "فوكسكون"؛ ومكونات الطاقة الكهربائية من شركة "دلتا إلكترونيكس" (Delta Electronics)، وأنظمة تبريد مراكز البيانات من شركة "آسيا فايتال كومبوننتس" (Asia Vital Components Co). ولكن بينما تُروّج هذه الشركات لمنتجاتها الجديدة على المسرح، تُواجه أيضاً أسئلةً عميقة حول نظام التعريفات الجمركية الذي تفرضه الإدارة الأمريكية.

المواضيع التي يتناولها المؤتمر

التحولات الجغرافية في تصنيع الرقائق

يريد ترامب عودة التصنيع إلى الوطن. ولتحقيق هذه الغاية، حصل البيت الأبيض على تعهدات رئيسية في مجال صناعة الرقائق، أبرزها استثمار إضافي بقيمة 100 مليار دولار من شركة "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ" (Taiwan Semiconductor Manufacturing). وبينما تُوسع شركة "تي إس إم سي" (TSMC) عملياتها في أريزونا بإضافة خطوط إنتاج، تنضم إليها أيضاً شركات سلسلة التوريد في الولايات المتحدة، مما يُسرّع من وتيرة هذه الخطط بفضل الرسوم الجمركية الجديدة.

قد تجد كبرى شركات الإلكترونيات في آسيا فرصاً جديدة في الشرق الأوسط. ففي الأسبوع الذي سبق معرض "كومبيوتكس"، زار وفد أمريكي قاده الرئيس، وضمّ شخصيات بارزة في مجال التكنولوجيا، مثل هوانغ وإيلون ماسك وسام ألتمان، المؤسس المشارك لشركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، المملكة العربية السعودية، حاملاً وعوداً طموحة بعقد صفقات تجارية جديدة. وإلى جانب تخفيف قواعد تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي، تُبرز هذه الزيارة الأهمية المتزايدة للشرق الأوسط كلاعب رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي.

"التركيز الجديد على قواعد التصدير المتعلقة بالصين وهواوي يعني المزيد من الفرص لتايوان" بحسب دان نيستدت، محلل الصناعة المقيم في تايبيه.

عوائد الذكاء الاصطناعي محل تساؤل

امتدت الإشادة بالذكاء الاصطناعي التوليدي في معرض "كومبيوتكس" العام الماضي من شركات مثل "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (Advanced Micro Devices) إلى "إنفيديا" و"كوالكوم"، حتى وُصف بأنه مشابه لظهور الإنترنت.

لم يستجب المستهلكون بنفس الحماسة. فقد نمت شحنات الهواتف الذكية بنسبة 2.4% فقط، بينما زادت شحنات أجهزة الكمبيوتر بنسبة أقل بلغت 1.8% خلال الربع الأخير من العام الماضي، وفقًا لشركة "آي دي سي" (IDC) المتخصصة في تتبع الصناعة. لم تتحقق وعود شركات مثل "سامسونغ إلكترونيكس" (Samsung Electronics Co) حول مدى تأثير الذكاء الاصطناعي التحويلي في الحياة اليومية. ولم تُطلق "أبل" حتى الآن حزمة الذكاء الاصطناعي الكاملة لأجهزة "أيفون". لذا، سيواجه المسؤولون التنفيذيون في معرض "كمبيوتكس" أسئلة حول موعد جني العوائد.

سيتعين عليهم أيضاً معالجة المخاوف بشأن فقاعة الذكاء الاصطناعي. لا تزال استثمارات أكبر شركات الإنترنت الأميركية مرتفعة. ومع ذلك، تراجعت شركة "مايكروسوفت" عن بعض خططها التوسعية، وحذر جو تساي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "علي بابا القابضة"، من بناء مراكز بيانات ضخمة دون معرفة الغرض منها.

الرئيس التنفيذي الجديد لشركة "إنتل"

لن يحضر ليب بو تان، الرئيس التنفيذي المُعيّن حديثاً لشركة "إنتل"، معرض "كمبيوتكس" بصفة رسمية، حيث لن تُلقي شركته خطابها الرئيسي التقليدي. لكن من المرجح أن يعقد اجتماعات أكثر من أي شخص آخر في المعرض، بينما يواصل استطلاعاته للشركاء والعملاء. وقد صرّح مؤخراً بأنه يعقد اجتماعات لا تُحصى بشكل يومي، ويتناول عشاءي عمل أو ثلاثة في محاولة لتكون رؤية ثاقبة.

يدرس تان حالياً خيارات إصلاح شركة صناعة الرقائق الأميركية العريقة. لا تزال "إنتل" أكبر مورد لمعالجات أجهزة الكمبيوتر والخوادم، على الرغم من أنها تفقد حصتها السوقية. سيعمل تان على إقناع عملاء شركة "تي إس إم سي" بأن مصانع إنتل تُمثل بديلاً عملياً، وأن شركة التصنيع الأميركية -التي لطالما كانت منافساً لها- يمكن أن تكون شريكًا موثوقاً به. وقد أدى الضغط المالي الناجم عن إنفاق سلفه بات جيلسنغر على خطة إعادة هيكلة الشركة إلى انخفاض أسهم" إنتل"، خاصة لأنها لم تُحقق فوائد ملموسة بعد. والآن، يُعيد تان ضبط كل شيء مع التركيز على تحسين التنفيذ.

"لطالما كان معرض كمبيوتكس حدثاً يركز على أجهزة الكمبيوتر، ومع ذلك يبدو أن إنتل تتجنب المشاركة بهدوء" بحسب برايان ما المحلل لدى "آي دي سي". وأضاف: "هذا أمر مفهوم بالنظر إلى كل ما يجري في الشركة حالياً، لكن غيابهم ملحوظ بالنظر إلى كل حديثهم عن أجهزة الكمبيوتر الذكية العام الماضي".

تان، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "كادنس ديزاين سيستمز" (Cadence Design Systems)، المتخصصة في صناعة برمجيات تصميم الرقائق، لمدة 12 عاماً، يتمتع بخبرة تمتد لعقود في الاستثمار وإبرام الصفقات في قطاع أشباه الموصلات. سيعمل تان، خلال معرض "كومبيوتكس" والفعاليات المرتبطة، على طمأنة واستقطاب الشركاء للمساهمة في جهود تضييق الفجوة مع شركتي "إنفيديا" و"تس إس إم سي".

الظهور الأول لـ"فوكسكون"

تحظى شركة "فوكسكون" بحضور بارز بشكل غير معتاد. سيُلقي رئيس مجلس الإدارة ليو كلمة رئيسية يوم الثلاثاء، مما يُرجح أن يُبرز دورها المتنامي كمُجمّع لخوادم الذكاء الاصطناعي. في الدورات السابقة من المعرض، مثّلت "فوكسكون" شركات تابعة مثل "إنغراسيس تكنولوجي" (Ingrasys Technology).

تسعى شركة "فوكسكون" إلى تنويع إيراداتها بعيداً عن تجميع الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية. وقد طورت قسماً للسيارات وتأمل في الحصول على طلبات أكبر للسيارات الكهربائية. واستقطب هذا المشروع عميلاً مهماً هذا الشهر، حيث طلبت شركة "ميتسوبيشي موتورز" سيارة كهربائية مصنوعة في تايوان لأستراليا ونيوزيلندا. كما تحرص الشركة على تطوير الروبوتات.

قال ليو عن التركيز في معرض "كمبيوتكس": "بالطبع، الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى الروبوتات".

ما هو التالي من إنفيديا؟

قال جينسن هوانغ يوم الجمعة، وهو يخرج من مطعم إلى جانب سي. سي وي الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة "تي سي إم إس": "ليلتي الأولى في تايبيه دائماً ما تكون عشاء مع سي. سي". لا يزال رئيس "إنفيديا" شخصيةً بارزةً في تايوان، حيث تُتابعه الحشود في كل خطوة. وينتظر أن يتطلع المستثمرون إلى معرفة المزيد عن استراتيجية مُصمم الرقائق لتوسيع نطاق عمله.

لطالما كانت الشركة صريحة في طرح خططها لتحديث رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها سنوياً تقريباً، كما تحدث هوانغ عن إمكانات الذكاء الاصطناعي في صناعة الروبوتات. يُقام مؤتمر "مايكروسوفت" للمطورين، "بيلد" (Build)، في نفس الأسبوع في سياتل، وقد ازدادت التكهنات مؤخراً حول انضمام "إنفيديا" إلى "كوالكوم" في تطوير المزيد من الرقائق، القائمة على تكنولوجيا "إيه آر إم" (Arm)، الملائمة لقدرات الذكاء الاصطناعي، لأجهزة الكمبيوتر.

وقال ما من "آي دي سي": "أبقي عينايّ وأذناي مفتوحتين لأي شيء قد تؤكده "إنفيديا" و"ميديا تك" (MediaTek) حول الحل الذي تروج حوله الشائعات عنه ويندوز أون آرم (Windows-on-Arm)". قد يُشكل ذلك تحدياً أكبر لمعقل "إنتل" التقليدي.

في الأيام التي سبقت معرض "كمبيوتكس"، انضم هوانغ إلى وفد أميركي إلى الشرق الأوسط بقيادة الرئيس، مُشيداً بانفتاح التجارة. سيساعد إلغاء قواعد رقائق الذكاء الاصطناعي التي تم إقرارها في عهد بايدن الإمارات والسعودية في الحصول على المزيد من تقنيات "إنفيديا" الرائدة في الصناعة وتوسيع قدراتهما في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقال هوانغ لـ"بلومبرج نيوز" يوم السبت: "مع التنبؤ السليم، سنكون قادرين على بناء التقنيات اللازمة للجميع". 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق