الاثنين 19 مايو 2025 | 07:13 مساءً
أعلنت مؤسسة جيه بي مورجان أنها رفعت تصنيفها لأسهم الأسواق الناشئة من “محايد” إلى “أداء يفوق السوق”، مشيرة إلى أن هذا القرار يستند إلى عدة عوامل إيجابية بدأت تبرز في البيئة الاقتصادية والمالية العالمية، أبرزها انخفاض التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى تراجع أداء الدولار الأميركي خلال الشهور الماضية.
اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين يدعم شهية المخاطر
التحسن في الأجواء التجارية جاء بعد اتفاق مؤقت بين الولايات المتحدة والصين لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، حيث خفضت واشنطن تعريفتها على البضائع الصينية من 145% إلى 30%، بينما قامت بكين بتخفيض رسومها على الواردات الأميركية من 125% إلى 10%.
هذه الخطوة، بحسب مراقبين، ساهمت في إعادة بعض الاستقرار إلى التجارة العالمية بعد سنوات من التوتر والرسوم التصاعدية.
وأشارت "جيه بي مورجان" في مذكرة حديثة إلى أن هذا الاتفاق يزيل واحدة من أكبر العقبات التي كانت تواجه أسهم الأسواق الناشئة، مشيرة إلى أن هذه الأسواق ستكون من أكبر المستفيدين من تراجع حدة الصراع التجاري وعودة الثقة للمستثمرين الدوليين.
آفاق إيجابية لأسهم آسيا وأميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية
حددت الشركة عددًا من الدول التي ترى فيها فرصًا استثمارية واعدة، من بينها الهند، البرازيل، الفلبين، تشيلي، الإمارات، اليونان وبولندا، مشيرة إلى أن هذه الأسواق تتمتع بمرونة ونمو اقتصادي جيد، يدعمه استقرار نسبي في السياسات النقدية.
أما في الصين، فأكدت "جيه بي مورجان" أن قطاع التكنولوجيا بدأ يستعيد زخمه مع عودة المستثمرين وتحسن العلاقات التجارية، مما يفتح الباب أمام تحقيق عوائد قوية في المرحلة المقبلة.
وبالرغم من أن الشركة لا تستبعد استمرار بعض "الضجيج التجاري"، فإنها ترى أن المرحلة الأسوأ قد ولّت، وهو ما يعزز شهية المستثمرين تجاه القطاعات التي كانت عرضة لتقلبات حادة خلال السنوات الأخيرة.
تقييمات مغرية ومؤشرات داعمة للتفاؤل
تدعم المؤشرات المالية هذا التوجه الجديد، إذ ارتفع مؤشر MSCI لأسهم الأسواق الناشئة بنسبة 9% منذ بداية عام 2025، في ظل تراجع جاذبية الدولار الأميركي الذي انخفض مؤشره (DXY) بنسبة 7.5% خلال نفس الفترة. هذا التراجع يجعل الأصول المقومة بعملات محلية أو أجنبية أخرى أكثر جذبًا للمستثمرين العالميين.
ورغم هذه التحركات الإيجابية، ما تزال أسهم الأسواق الناشئة متأخرة عن نظيراتها في الأسواق المتقدمة بفارق تراكمي يبلغ 40% منذ عام 2021، ما يجعلها تبدو أكثر جاذبية من حيث التقييم والأسعار الحالية.
وأوضحت بيانات "جيه بي مورغان" أن مضاعف الربحية للأسواق الناشئة بلغ 12.4 مرة للأرباح المتوقعة خلال 12 شهرًا، مقارنةً بـ 19.1 مرة في الأسواق المتقدمة. هذا الفارق الكبير قد يدفع مديري الصناديق إلى إعادة تخصيص المحافظ باتجاه هذه الأسواق خلال الفترة المقبلة، خاصة مع وجود إشارات على تحسن السياسات النقدية في العديد من الدول الناشئة.
0 تعليق