سياسي إسرائيلي يهاجم سلوك جيش الاحتلال في حرب غزة: "العقلاء لا يقتلون الأطفال كهواية"

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثار يائير جولان، زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي والجنرال المتقاعد، جدلا واسعا بتصريحاته الناقدة لسلوك إسرائيل الشائن في الحرب على غزة.

صرح السياسي الإسرائيلي في مقابلة مع برنامج "هذا الصباح" على راديو "كان ريشيت بيت" بأن "الدولة العاقلة لا تخوض حربا ضد المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تتبنى أهدافا تتمثل في طرد السكان"، وفقا لما نقلته صحيفة جيروزاليم بوست اليوم الثلاثاء الموافق 20 مايو 2025. 

وأضاف جولان: "إسرائيل في طريقها لتصبح دولة منبوذة بين الأمم، مثل جنوب إفريقيا في السابق، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة"، مشيرا إلى أن الشعب اليهودي، الذي عانى من الاضطهاد والإبادة عبر التاريخ، لا يمكن أن يقوم بأفعال "غير معقولة"، حسبما أوردت صحيفة الإندبندنت البريطانية. 

جاءت هذه التصريحات في سياق هجوم إسرائيلي عنيف على غزة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 شخصا خلال ليلة واحدة، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.

ومن جانبه، رد رئيس وزراء سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بغضب على تصريحات جولان، واصفا إياها بـ"التحريض الفاضح" ضد الجنود الإسرائيليين، واتهمه بترديد "افتراءات معادية للسامية"، كما ورد في الإندبندنت البريطانية. 

وهاجم نتنياهو جولان، قائلا إن "جيش الدفاع الإسرائيلي هو أكثر الجيوش أخلاقية في العالم"، واتهمه بالتقليل من شأن الجنود في وقت يخوضون حربا على جبهات متعددة. 

وانضم إلى الانتقادات وزراء وسياسيون آخرون، من بينهم وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي وصف تصريحات جولان بـ"افتراء دموي" ضد إسرائيل وجيشها، معتبرا أنها ستغذي معاداة السامية عالميًا، وفقا لما نقلته جيروزاليم بوست. 

كذلك، دعا رئيس حزب "يسرائيل بيتنو" أفيجدور ليبرمان، ورئيس حزب الوحدة الوطنية بيني جانتس، جولان إلى التراجع عن تصريحاته والاعتذار، مؤكدين أنها تضر بأخلاقية الجيش وأمن الدولة.

تفاقم الجدل بعد أن طالب منتدى "جيفوراه"، الذي يمثل عائلات الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في حرب "سيوف الحديد"، بفتح تحقيق جنائي ضد جولان، حسبما ذكرت صحيفة إسرائيل ناشيونال نيوز. 

وفي رسالة وجهتها العائلات إلى الشرطة الإسرائيلية ومكتب المدعي العام، اتهموا جولان بـ"الدعاية الهزيمية" التي قد تضر بروح الجنود المقاتلين، معتبرين أن تصريحاته تتجاوز حدود النقاش العام المشروع. وأشار المنتدى إلى أن هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، وقد تساهم في إضعاف الروح المعنوية للجنود والجمهور، وتغذي نزع الشرعية الدولية عن العمليات العسكرية الإسرائيلية.

ويعد هذا الاتهام خطيرا، حيث يمكن أن يؤدي إلى عقوبة تصل إلى 10 سنوات في السجن إذا ثبتت إدانته بمحاولة الإضرار بأمن الدولة.

في المقابل، دافع عضو الكنيست عن حزب الديمقراطيين جلعاد كاريف عن تصريحات جولان، مؤكدا أنها لم تستهدف جنود الجيش الإسرائيلي أو قادته، بل وزراء الحكومة الذين "يدعون يوميا إلى ارتكاب جرائم حرب"، حسبما نقلته جيروزاليم بوست. 

وأضاف كاريف أن الحكومة الإسرائيلية تضعف الجيش وتجره إلى حرب عقيمة تعرض حياة الرهائن والجنود للخطر. 

كما رد جولان على انتقادات جانتس، قائلا إن "نهج التملق لنتنياهو وسموتريتش وبن جفير فشل"، وأكد أن الحرب تجسد "أوهام" هؤلاء الوزراء، داعيا إلى إنهائها وإعادة الرهائن وبناء إسرائيل من جديد.

على صعيد العمليات العسكرية، كثفت إسرائيل هجومها في غزة، معلنة أنها تهدف إلى استعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس وتدمير الجماعة.

 لكن هذه العمليات أدت إلى مقتل أكثر من 300 شخص منذ بداية الهجوم الأخير، وتسببت في نزوح مئات الآلاف، وفقا لما أوردته الإندبندنت البريطانية. 

وتحت ضغط الحلفاء، سمحت إسرائيل بدخول كمية محدودة من المساعدات إلى غزة بعد حصار استمر شهرين ونصف، تسبب في تحذيرات من خطر المجاعة. 

ومع ذلك، أفادت وكالات الأمم المتحدة أن المساعدات الحالية، التي اقتصرت على عدد قليل من الشاحنات، لا تكفي لتلبية الاحتياجات الهائلة مقارنة بـ600 شاحنة كانت تدخل يوميا خلال هدنة سابقة.

كما واجهت إسرائيل انتقادات دولية متزايدة، حيث هددت دول مثل كندا وفرنسا والمملكة المتحدة باتخاذ "إجراءات ملموسة"، بما في ذلك فرض عقوبات، ضد إسرائيل بسبب تصرفاتها العسكرية في غزة.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق