تواضروس , أشاد البابا بموقع “أبو مينا” الأثري في الكينج مريوط بالإسكندرية، مؤكدًا أنه يمثل مكانًا مقدسًا يفتخر به كل المصريين. وقد شهد هذا الموقع العديد من المعجزات عبر العصور، ويعد من أبرز المعالم التاريخية التي تروي قصة الحضارة المصرية العريقة. في القرن السادس الميلادي، كانت المنطقة تعرف بالمنطقة “المرمرية” نظرًا لتغطيتها بالرخام، مما أضفى عليها طابعًا مميزًا. وتُعتبر “أبو مينا” مقصدًا سياحيًّا هامًا، يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، سواء من السياح أو من الأقباط والمسلمين الذين يأتون لزيارة هذا الموقع المبارك.
زيارة البابا تواضروس للموقع الأثري ودعمه للجهود الوطنية
خلال زيارة البابا إلى منطقة أبو مينا الأثرية، أبدى إعجابه بالجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المصرية للحفاظ على هذا الموقع الأثري الهام. وكان البابا يرافقه في الزيارة العديد من الشخصيات البارزة مثل وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، ومحافظ الإسكندرية، الفريق أحمد خالد حسن، إلى جانب عدد من مسؤولي قطاع الآثار. كما تم استقبال البابا من قبل الأنبا كيرلس آڤا مينا، أسقف ورئيس دير الشهيد مار مينا العجائبي بمريوط. وقد أشار قداسته إلى أن هذا الموقع ليس مجرد نقطة سياحية، بل هو مكان روحاني وثقافي يعبر عن وحدة الشعب المصري بمختلف طوائفه، حيث يزور هذا المكان المصريون المسلمون والمسيحيون على حد سواء.
البابا تواضروس عن دور الأديرة القبطية في إثراء المجتمع المصري
أضاف قداسته أن الأديرة القبطية تمثل “طاقة مضافة” للمجتمع المصري، حيث إنها تلعب دورًا حيويًا في نشر القيم الروحية والثقافية. وأوضح أن الراهب في الدير لا ينعزل عن المجتمع بل يعيش ضمن منظومة تشمل العبادة، الدراسة، والعمل. بذلك، يصبح الراهب عنصرًا مؤثرًا في بناء المجتمع من خلال إنتاجه الفكري والروحي الذي يعود بالنفع على الجميع. وفي هذا السياق، ذكر البابا أن العديد من رهبان منطقة أبو مينا كان لهم دور كبير في نشر المسيحية في دول أخرى مثل أيرلندا، حيث غادر سبعة من رهبانها في القرن الرابع الميلادي إلى أيرلندا، وقد أسسوا هناك كنيسة تحمل اسمهم.
أهمية الموقع كمصدر للروحانية والثقافة
يعد دير مار مينا في أبو مينا من أقدم الأديرة في مصر، ويُعد رمزًا للإرث القبطي. لا يقتصر دور الموقع على كونه معلمًا تاريخيًّا فقط، بل إنه مكان يحفل بالروحانية والتاريخ الثقافي، مما يجذب الزوار الذين يسعون للتبرك والاطلاع على تاريخ الأقباط في مصر. أكد قداسته أن أبو مينا يمثل صفحة مضيئة في تاريخ مصر، ويعتبر مصدرًا هامًا للرسائل الروحية والوطنية. ولهذا السبب، يبقى الموقع محط اهتمام ليس فقط من المصريين ولكن من الزوار الدوليين أيضًا، مما يعكس أهمية هذا الموقع التاريخي والثقافي في ترسيخ الهوية المصرية.
0 تعليق