شدد رؤساء أكثر من 80 شركة، خلال مشاركتهم في فعالية استضافتها الإمارات، على أهمية الترابط من أجل تلبية الطلب العالمي المتزايد على الكهرباء من مختلف مصادر الطاقة.
ودعا المشاركون الذين يمثلون شركات تعمل في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي والاستثمار والمناخ، إلى زيادة الاستثمار في مختلف مصادر الطاقة لتأمين النمو في الطلب على الكهرباء من قبل مراكز البيانات التي يستعملها الذكاء الاصطناعي ودفع النمو المستدام على المدى الطويل.
وانعقدت في الإمارات، اليوم الإثنين 4 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، فعاليات مجلس "تفعيل العمل" (ENACT) بدعوة من وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك سلطان أحمد الجابر، بمشاركة 80 من قيادات قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والمناخ والاستثمار في العالم.
ويستهدف الاجتماع المنعقد على هامش فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) استكشاف ومناقشة سبل الاستفادة من فرص الترابط الوثيق بين قطاعات الذكاء الاصطناعي والطاقة والمناخ.
الذكاء الاصطناعي والطاقة
عُقدَ المجلس تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي والطاقة معًا لتمكين مستقبل مستدام"، إذ ركز على تطوير إستراتيجيات لتعزيز الشراكات بين قطاعي التكنولوجيا والطاقة لتلبية طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة، وتوفيرها بشكل مستدام لدعم التوسع المتنامي في قطاع الذكاء الاصطناعي.
وشدد المشاركون في المجلس على الفرص الاقتصادية التي يمكن تحقيقها من خلال تعزيز التعاون عبر مختلف القطاعات والتركيز على الترابط الوثيق بين والطاقة الذكاء الاصطناعي.
وقال الجابر: "تماشيًا مع توجيهات القيادة بترسيخ مكانة الإمارات مركزًا عالميًا للتكنولوجيا المتقدمة والابتكار الهادف إلى إيجاد حلول عملية ملموسة لأبرز التحديات من أجل ضمان أمن الطاقة وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، يأتي انعقاد مجلس "ENACT" ليجمع أبرز العقول الرائدة في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والاستثمارات لتحفيز الفرص وتطوير الحلول التي تعزز من إمكانات الذكاء الاصطناعي على تحقيق نقلة نوعية في النمو والتقدم في مختلف القطاعات".
وأضاف أن "النمو الكبير للذكاء الاصطناعي يؤدي إلى زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة لا يمكن تلبيتها بالاعتماد على مصدرٍ واحدٍ للطاقة، وهذا يؤكد ضرورة تنسيق إستجابة مشتركة ومتكاملة عبر جميع القطاعات بهدف إيجاد حلول مبتكرة، والاستفادة من الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي.
الطلب على الكهرباء
نجح مجلس تفعيل الأعمال في إطلاق أجندة عمل لاستثمار الفرص وتحقيق قيمة مستدامة للجميع، إذ سلط المشاركون الضوء على الحاجة الملحة لتسريع الاستثمارات في حلول الطاقة منخفضة الكربون.
وأشار المشاركون إلى توقعات تضاعف الطلب على الكهرباء من قِبل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي ليصل إلى 150 غيغاواط بحلول عام 2030، وأنه سيرتفع إلى 330 غيغاواط بحلول عام 2040؛ ما يؤكد الحاجة إلى استثمار 600 مليار دولار سنويًا في البنية التحتية، وتحديث 80 مليون كيلومتر من شبكات الكهرباء بحلول عام 2040.
وأكدوا عدم وجود حلول قائمة على مصدر واحد للطاقة، منوهين بالحاجة لمصادر الطاقة النووية والمتجددة والغاز.
واتفق القادة المشاركون في المجلس على قدرة الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة إنتاج الطاقة بالتزامن مع خفض الانبعاثات عبر قطاع الطاقة؛ إذ ناقشوا سبل تحسين استهلاك الطاقة في مختلف القطاعات، كما سلطوا الضوء على تحديات وفرص توسيع استعمال تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر النظم الصناعية المترابطة.
وبحث المشاركون في الاجتماع دور الذكاء الاصطناعي في تحديث البنية التحتية للطاقة، وبشكل خاص في مجال نقل الكهرباء، مشددين على الحاجة إلى تنفيذ تحسينات كبيرة في تطوير البنية التحتية.
تمويل الترابط
شكّلت آليات تمويل الترابط بين الذكاء الاصطناعي والطاقة، أحد الموضوعات الرئيسة في الحدث، إذ تناولت المناقشات الاستثمار في التقنيات بما يتماشى مع احتياجات الطلب على الطاقة في مراكز البيانات.
وأكدت نقاشات المجلس الحاجةَ إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة يضمن دعم التقدم العالمي من خلال معالجة التحديات الاقتصادية والبنية التحتية، ولا سيما في دول الجنوب العالمي.
ويأتي انعقاد المجلس بعد نشر تقرير مشترك بين "أدنوك" و"مصدر" و"مايكروسوفت" بعنوان "تعزيز الإمكانات.. الذكاء الاصطناعي والطاقة من أجل مستقبل مستدام".
واستطلع التقرير آراء أكثر من 400 من المفكرين في مجالات التكنولوجيا والطاقة والاستثمار، واستكشف دور الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الطاقة، وإدارة النظم المعقدة، والحدّ من الانبعاثات، ودعم بناء مستقبل محايد مناخياً، مع تلبية الطلب المتزايد على الطاقة لدعم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
أدبيك 2024
أقيم المجلس عشية انطلاق معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2024"، إحدى أكبر الفعاليات العالمية وأكثرها تأثيرًا في مجال الطاقة العالمية، والذي تقام فعاليته في المدة من 4 إلى 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك".
ضمت قائمة المشاركين في المجلس كًلا من: مؤسس شركة "بي واي-إي كيو" الأميرة بياتريس، ونائب رئيس مجلس الإدارة رئيس شركة "مايكروسوفت" براد سميث، والرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة "كروق" جوناثان روس، ورئيس مجلس الإدارة والمؤسس لشركة "إي كونيت" سترايف ماسييوا، وأستاذ الحوسبة والعلوم الرياضية بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا برين أنيما أناندكومار، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "غلوبال إنفراستركتشر بارتنرز" أديبايو أوغونليسي.
كما ضم الاجتماع المبعوث الخاص للعمل المناخي والتمويل لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ورئيس مجلس إدارة شركة "بروكفيلد" لإدارة الأصول مارك كارني، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "إي دي إف" لوك ريمونت، والرئيس التنفيذي لشركة "شل" وائل صوان، والرئيس التنفيذي لشركة "بي بي" موراي أوشينكلوس، والرئيس التنفيذي لشركة "إيني" كلاوديو ديسكالزي.
وشارك في الاجتماع الرئيس والمدير التنفيذي "المؤسسة الوطنية الكورية للنفط" دونغ ساب كيم، والمدير التمثيلي والرئيس والمدير التنفيذي لشركة "إنبكس" تاكايوكي أويدا، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "توتال إنرجي" باتريك بويانيه، والرئيس والرئيس التنفيذي لمجموعة "بتروناس" تنجكو محمد توفيق.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق