تستعد مسرحية “فيرست كلاس”، التي تقدمها فرقة “يانيس”، لبدء جولة فنية وطنية تشمل عددا من المدن المغربية، في تجربة مسرحية غير مسبوقة تروم دمج شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة مع ممثلين محترفين فوق الخشبة؛ وهي خطوة فنية وإنسانية تسعى إلى كسر الصور النمطية وإبراز قدرات هذه الفئة في مجال الإبداع المسرحي.

وكشف الممثل مهدي تكيطو، أحد المشاركين في هذا المشروع المسرحي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا العرض، الذي جاء بعد أكثر من سنة من العمل المتواصل بين التحضيرات والتدريبات المكثفة، يمزج بين الحكي المسرحي والتقنيات السمعية البصرية.

وفي هذا الصدد، أوضح تكيطو أنه جرى إدماج مقاطع سينمائية داخل المسرحية، جمعت بين الممثل عادل أبا تراب وأحد الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، في أداء تمثيلي أثبت من خلاله هذا الأخير موهبة لافتة واحترافية كبيرة.

وتابع المتحدث عينه أن مسرحية “فيرست كلاس” ليست كباقي العروض، بل هي تجربة فريدة من نوعها لأنها تدمج أشخاصا من ذوي الاحتياجات الخاصة في المسرح، وتمنحهم مساحة للتعبير والإبداع، لافتا إلى أن “هؤلاء الشباب ليسوا مختلفين عنا كما يعتقد البعض؛ بل هم أشخاص أذكياء للغاية، ولديهم طاقات مبهرة. ولقد كنت سعيدا جدا لأنني تقاسمت معهم خشبة المسرح، وتعلمت منهم الكثير خلال هذه التجربة.. فشكرا لهم من القلب لأنهم منحوني فرصة لأعيش مشاعر خاصة، وجعلوا من هذا العرض تجربة إنسانية وفنية ذات نكهة مميزة، لا تشبه غيرها من العروض”.

وأكد الممثل ذاته أن هذا العمل المسرحي الذي سيجوب مدن المملكة يسعى، إلى جانب المتعة الفنية، إلى تمرير رسائل اجتماعية نبيلة تلامس وجدان الأطفال والجمهور بشكل عام، مشيرا إلى أن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في مشروع مسرحي متكامل هو رسالة قوية في حد ذاتها تؤكد أن الإبداع لا يعرف حدودا وأن الفن بإمكانه أن يكون وسيلة حقيقية للدمج المجتمعي.

وأبرز تكيطو أنه من واجبهم كفنانين ومؤسسات ثقافية إعطاء الفرصة لهذه الفئة التي تزخر بمواهب كبيرة؛ لأنهم يستحقون الظهور والاعتراف بطاقاتهم، مضيفا أن “الفن حين يمنح للجميع يصبح أكثر صدقا وتأثيرا”.

يشار إلى أن مسرحية “فيرست كلاس” تأتي في سياق تزايد المبادرات الثقافية والفنية التي تروم تعزيز الاندماج الاجتماعي عبر الفنون، وتقديم عروض مسرحية ذات بعد تربوي وإنساني، خاصة للأطفال والشباب، مع التأكيد على قيم المساواة والتضامن وتقدير الاختلاف.

وتطمح فرقة “يانيس” من خلال هذه الجولة الوطنية إلى نشر هذه الرسالة في مختلف جهات المملكة، ودعوة الجمهور إلى إعادة التفكير في صورة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليس كمتلقين فقط؛ بل كصانعين للفن أيضا.