في مشهد احتفالي فريد اجتمعت فيه الحضارات بأنغام التراث، احتضن المتحف القومي للحضارة المصرية أولى فعاليات اليوم الدولي للحوار بين الحضارات، تحت شعار معبّر: "الحوار والتواصل: الموسيقى تربط العالم"، بالتعاون مع السفارة الصينية بالقاهرة، في لقاء ثقافي وفني جسّد تقاطع الروح المصرية بجماليات الإرث الصيني.

استُهِلّ الحدث بكلمة للدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، عبّر فيها عن فخره بدور المتحف كمنصة حوار تتجاوز الجغرافيا، مؤكدًا أنّ الفنون والموسيقى ليست مجرد أدوات ترفيه، بل لغة كونية تسعى إلى التفاهم بين الثقافات، وتحوّل المتحف إلى ملتقى دولي مفتوح على العالم.

وتجلّى البُعد العالمي للفعالية في الكلمة المصوّرة التي ألقاها السيد وانغ يي، عضو المكتب السياسي ووزير الخارجية الصيني، حيث دعا إلى تفعيل الحوار الحضاري بوصفه مفتاحًا للسلام، ووقودًا للتنمية، وجسرًا متينًا للصداقة بين الشعوب، مؤكدًا أنّ تنوّع الحضارات لا يفرّق، بل يثري ويلهم.

من جانبه، أعرب السفير لياو ليتشيان عن تقديره الكبير للتنظيم الدقيق وروح التعاون بين المتحف والسفارة، مشيرًا إلى أنّ هذه الفعالية ليست فقط احتفالًا بالفن، بل خطوة عملية نحو توطيد العلاقات الثقافية وتعميق التفاهم بين مصر والصين.

أما المشهد الفني، فقد كان لوحة حيّة من العطاء الثقافي المشترك؛ حيث أبدع العازفون الصينيون في تقديم مقطوعات تقليدية تعبق برائحة التاريخ، تلاها عرض راقص أحيته فرقة "الأحافير الحيّة"، مزجت فيه بين إيقاع الماضي والحاضر، بينما أضفت فرقة النيل للفنون الشعبية نكهة مصرية خالصة بأنغام المزمار والطبلة والصاجات والأرغول، لترتسم على المسرح ملامح الحوار الصامت العميق.

شهدت الفعالية حضورًا لافتًا من شخصيات عامة وفنية، منهم الدكتور عصام شرف، والدكتور أحمد غنيم، إلى جانب عدد من سفراء الدول الأجنبية، الذين عبّروا عن إعجابهم بالإخراج الفني ومستوى الفعالية.

يُذكر أن اليوم الدولي للحوار بين الحضارات، الذي يُحتفل به في 10 يونيو من كل عام، أُقرّ في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2024، بهدف نشر ثقافة الاحترام المتبادل، وإبراز أهمية التنوع في بناء عالم أكثر انسجامًا وتعاونًا.