السبت 14 يونية 2025 | 08:07 مساءً
كشفت بيانات أولية صادرة عن هيئة الجمارك في كوريا الجنوبية، اليوم السبت، أن سيول لم تستورد أي كميات من النفط الخام الإيراني خلال شهر مايو الماضي، في استمرار لنهجها الراسخ بالامتناع الكامل عن استيراد الخام من طهران منذ سنوات، وسط التزام غير مباشر بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
وبحسب البيانات الأولية، بلغ إجمالي واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام في مايو نحو 12.6 مليون طن متري، مقارنة بـ 11.8 مليون طن في نفس الشهر من العام 2024، ما يعكس ارتفاعًا في حجم الاستيراد الكلي رغم غياب الخام الإيراني تمامًا عن سلة الواردات.
لا تغيير في السياسة رغم التذبذبات الجيوسياسية
ورغم التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، والتقلبات في أسعار الطاقة العالمية، تُبقي كوريا الجنوبية على قرارها الاستراتيجي بعدم شراء النفط الإيراني، تماشيًا مع توجهات سياسية واقتصادية تراعي علاقاتها مع الولايات المتحدة وشركائها في الغرب. ويأتي هذا الاستمرار في المقاطعة ضمن سياسة أطول أمدًا بدأت منذ إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران في 2018، عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
كوريا الجنوبية خامس أكبر مستورد عالميًا
وتُعد كوريا الجنوبية من أكبر الاقتصادات الآسيوية استهلاكًا للطاقة، حيث تُصنف كخامس أكبر مستورد للنفط الخام على مستوى العالم. وتعتمد البلاد على تنويع مصادر وارداتها النفطية، مع التركيز على دول الخليج العربي، والولايات المتحدة، ودول إفريقية، إلى جانب روسيا في بعض الفترات، بهدف تعزيز أمن الطاقة وتقليل المخاطر المرتبطة بالتوريد من مصدر واحد.
أرقام تفصيلية مرتقبة لاحقًا
ومن المقرر أن تصدر شركة النفط الوطنية الكورية (KNOC)، وهي الكيان الحكومي المسؤول عن إدارة احتياطي الطاقة وتوزيع الموارد، البيانات النهائية الخاصة بواردات شهر مايو في وقت لاحق من هذا الشهر. وعادةً ما تتضمن هذه البيانات معلومات أكثر تفصيلًا حول أنواع الخام، وأسماء الدول المصدّرة، والمصافي التي استخدمتها، مما يوفر صورة أوضح عن توجهات سيول في استراتيجيات الطاقة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه البيانات النهائية قد تُستخدم في تقارير دورية لمراجعة أداء الاقتصاد الكوري في قطاع الطاقة، وفي تقييم تبعات الاستغناء المستمر عن النفط الإيراني، سواء من حيث التكلفة أو الكفاءة.
0 تعليق