الطاقة الذرية: لا أضرار إضافية في موقع الإثراء بناتانز منذ الهجوم على إيران

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أدلى المدير العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، اليوم، ببيان رسمي أمام مجلس محافظي الوكالة بشأن تطورات الوضع في جمهورية إيران الإسلامية، على خلفية الهجمات الأخيرة التي استهدفت عدداً من المواقع النووية الإيرانية، مؤكداً أن الوكالة تتابع الوضع عن كثب وتواصل مراقبتها الفنية والإشعاعية الدقيقة للمرافق المتأثرة.

وأوضح غروسي أن مركز الحوادث والطوارئ التابع للوكالة يعمل منذ اللحظة الأولى للهجوم الذي وقع يوم الجمعة الماضي، على مدار الساعة، من أجل التحقق المستمر من سلامة المنشآت النووية في إيران.

 ويجري ذلك بالتنسيق المباشر والمستمر مع السلطات الإيرانية، وبالاعتماد على البيانات الفنية المتوفرة التي تُفيد بعدم تسجيل أي تغيّر في مستويات الإشعاع خارج هذه المواقع حتى الآن.

أضرار جسيمة في "ناتانز" ومخاوف من أثر على أجهزة الطرد المركزي

وكشف بيان الوكالة أن الهجوم الذي وقع يوم الجمعة ألحق أضراراً جسيمة في الجزء الواقع فوق سطح الأرض من محطة إثراء الوقود التجريبية في موقع ناتانز، وهي المحطة التي تُستخدم لإنتاج اليورانيوم المخصّب حتى نسبة 60% من اليورانيوم-235.

كما تضررت البنية التحتية الكهربائية للموقع، بما في ذلك محطة فرعية للطاقة ومبنى رئيسي لإمدادات الكهرباء، إضافة إلى إمدادات الطوارئ والمولدات الاحتياطية. وعلى الرغم من عدم تسجيل أي هجوم مباشر على قاعة السلاسل التعاقبية الواقعة تحت الأرض، إلا أن انقطاع الكهرباء عن هذه القاعة قد يكون أدى إلى أضرار غير مرئية حتى الآن في أجهزة الطرد المركزي.

وأشار غروسي إلى أن مستوى النشاط الإشعاعي في محيط الموقع ظل في مستوياته الطبيعية، مما يشير إلى عدم تسرّب إشعاعي خارج المحطة وعدم تأثر السكان أو البيئة المحيطة بالحادث حتى اللحظة.

عدم تسجيل أضرار في فوردو وبوشهر وخنداب

وفي سياق البيان، أفاد غروسي أن التحقيقات الحالية لم تُظهر وقوع أي أضرار في محطة فوردو لإثراء الوقود، كما لم تُستهدف محطة بوشهر للطاقة النووية أو مفاعل طهران البحثي ضمن الهجمات الأخيرة. كذلك، لم تُسجل أضرار في مفاعل خنداب للماء الثقيل الذي لا يزال قيد التشييد، وهو ما يقلل من احتمالات اتساع نطاق الضرر إلى منشآت استراتيجية أخرى.

أربعة مبانٍ تضررت في موقع أصفهان النووي

وتطرّق البيان إلى تفاصيل الهجمات التي طالت موقع أصفهان النووي، مؤكداً أن أربعة مبانٍ رئيسية تضررت بفعل الهجوم، وهي المختبر الكيميائي المركزي، ومحطة تحويل اليورانيوم، ومحطة طهران لتصنيع وقود المفاعلات، إضافة إلى منشأة معالجة المعادن لتحويل رابع فلوريد اليورانيوم إلى معدن اليورانيوم، والتي كانت لا تزال قيد الإنشاء وقت وقوع الحادث.

وأكدت الوكالة أن مستويات الإشعاع في محيط موقع أصفهان ظلت دون تغيير، ما يعزز من فرضية أن الأضرار تركزت في البنية الفيزيائية والتقنية، دون أن يصحبها تسرّب إشعاعي.

غروسي يحذّر من التصعيد ويدعو إلى الالتزام بالسلامة النووية

واختتم غروسي بيانه بالتأكيد على أهمية تجنّب التصعيد العسكري حول المنشآت النووية الحساسة، داعياً جميع الأطراف إلى الالتزام بمبادئ السلامة والأمن النووي وعدم تعريض البنية التحتية النووية للخطر، نظراً لما قد يترتب على ذلك من تداعيات إقليمية ودولية جسيمة.

وأكد أن الوكالة تواصل عملها بشكل مستقل وحيادي، بما ينسجم مع تفويضها في التحقق من سلامة البرامج النووية وضمان عدم استخدامها لأغراض غير سلمية.

وتُعد هذه الهجمات من أبرز التطورات التي يشهدها الملف النووي الإيراني في الآونة الأخيرة، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، مما يعيد طرح تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق النووي ومدى قدرة المجتمع الدولي على منع أي انزلاق محتمل نحو سيناريوهات غير محسوبة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق