ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الناخبين الأمريكيين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس المقبل للبلاد، في وقت يترقب فيه العالم باهتمام ما إذا كان الناخبون سيختارون المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، حيث سيؤثر هذا القرار بشكل كبير في مجريات الأحداث العالمية.
وأضافت الصحيفة في مقال للرأي أن ليلة الانتخابات هذا العام لا تسير كما كان متوقعًا، إذ لا تبدو أنماط التصويت مشابهة لتلك التي شهدتها انتخابات عام 2020 أو أي انتخابات سابقة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لتحديد التوقعات ليلة الانتخابات، من المفيد أن نتذكر ما حدث قبل أربع سنوات: ففي الساعات الأولى من يوم 4 نوفمبر 2020، أعلن الرئيس آنذاك دونالد ترامب فوزه في الانتخابات بناءً على نتائج فرز الأصوات الأولية التي أظهرت تقدمه، لكن تبين لاحقًا أن هناك آلافًا من بطاقات الاقتراع بالبريد، التي أدلى بها بشكل غير متناسب الديمقراطيون، لم تُفرز بعد، وعندما تمت معالجتها، اختفى تقدم ترامب، مما دفعه للادعاء بالتزوير، وهو ما أدى إلى إطلاق محاولاته لإلغاء فوز جو بايدن، التي بلغت ذروتها في هجوم 6 يناير 2021 على الكابيتول.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع ظهور النتائج في ليلة اليوم الثلاثاء - وربما في الأيام التالية - يجب على الأمريكيين التحلي بالصبر، حيث لا تشير النتائج المبكرة بالضرورة إلى النتيجة النهائية، نظرًا لاحتمال حدوث تأخيرات بطرق جديدة وغير متوقعة، رغم أن نظام التصويت الحالي أصبح أكثر أمانًا من أي وقت مضى.
وأضافت أن التنبؤ بكيفية سير ليلة الانتخابات أو "أسبوع الانتخابات" هذا العام أمر صعب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن التصويت الذي تغير بسبب جائحة كوفيد-19 في انتخابات 2020 كان تجربة فريدة من نوعها. هذا العام، تشير أسابيع التصويت المبكر في جميع أنحاء البلاد إلى أن النمط الذي كان يظهر في 2020، حيث كان الديمقراطيون أكثر ميلاً للتصويت المبكر من الجمهوريين، لم يعد واضحًا. وعلى الرغم من بعض الرسائل المختلطة من ترامب بشأن التصويت المبكر، فقد دفع الجمهوريين إلى الإدلاء بأصواتهم قبل يوم الانتخابات، وقد فعل الكثير منهم ذلك.
ولم يعد الديمقراطيون يشعرون بالخوف من الإصابة بكوفيد-19، ومن الرغم من أن التصويت بالبريد لا يزال يبدو منحازًا لصالح الديمقراطيين، فإن الأرقام في الولايات الرئيسية تشير إلى أن العديد من مؤيدي كامالا هاريس يفضلون التصويت شخصيًا في يوم الانتخابات بدلاً من إرسال أصواتهم بالبريد.
وأشارت الصحيفة إلى أن أي ارتباك أو غضب بين أولئك الذين يتوقعون نتيجة مختلفة عن تلك التي تظهر ليلة الانتخابات قد يتزايد بسبب التقارب الظاهري بين استطلاعات الرأي، التي تُظهر نماذج التنبؤ بالانتخابات سباقًا متعادلًا بشكل أساسي. وإذا فاز أحد المرشحين بفارق كبير، فقد يتساءل الطرف الآخر عن كيفية حدوث مثل هذه النتيجة بعد أشهر من المنافسة الشديدة.
ومع ذلك، أكدت الصحيفة أن استطلاعات الرأي المتقاربة لا تعني بالضرورة أن الانتخابات ستكون متقاربة، إذ أن الاستطلاعات لا تكون دائمًا دقيقة، حتى عندما تُجرى وفقًا لأعلى المعايير المهنية. وفي بعض الأحيان، يتحرك خطأ الاستطلاع في نفس الاتجاه عبر الاستطلاعات، ربما بسبب صعوبة الوصول إلى شريحة معينة من الناخبين. ففي انتخابات 2016 و2020، على سبيل المثال، قللت الاستطلاعات من تقدير دعم ترامب، وفي 2012 قللت من تقدير دعم الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وأخيرًا، أكدت الصحيفة أن أي مشاهد ذكي في ليلة الانتخابات يجب أن يكون مستعدًا لعدد من النتائج المحتملة. قد يتمكن أي مرشح من جمع عدد كافٍ من الأصوات في الأماكن الصحيحة ليُعلن فوزه بسرعة، أو قد يستمر الفرز لفترة أطول. كما يُراقب مراقبو الانتخابات من الحزبين العملية عن كثب، في وقت تستمر فيه الجهات الأجنبية في تهديد الانتخابات الأمريكية، ولكن في المقام الأول عن طريق نشر شكوك لا أساس لها من الصحة حول نزاهة أنظمة التصويت، فيما يؤكد المسؤولون الفيدراليون أنهم سيتمكنون من اكتشاف أي تدخل أجنبي حقيقي في عملية الفرز.
0 تعليق