بينما يواجه العديد من دول العالم تحديات في امتلاك المنازل بسبب نقص العرض وارتفاع الأسعار، تعاني اليابان من ظاهرة مغايرة تتمثل في وجود فائض كبير من العقارات المهجورة، المعروفة باسم “أكيا”،هذا الوضع الذي أتى نتيجة لعدة عوامل اجتماعية واقتصادية جعل العديد من الأفراد يستكشفون إمكانية امتلاك منازل بأسعار منخفضة للغاية،يطرح المقال القادم استكشافًا للأسباب والفرص المرتبطة بمنازل الأكيا في اليابان،
فائض من المنازل المهجورة
وفقًا للإحصاءات الحكومية لعام 2025، تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 9 ملايين منزل أكيا في اليابان، حيث تُعرض بعض هذه المنازل بأسعار منخفضة تتزايد أحيانًا لتصل إلى أقل من 10,000 دولار،يعد هذا الأمر فرصة جذابة للمستثمرين الذين يبحثون عن خيارات سكنية بأسعار معقولة، وهو ما يعكس الظروف المختلفة لسوق العقارات في اليابان،
الأسباب وراء انتشار الأكيا
يعود سبب تزايد منازل الأكيا إلى مجموعة من التحديات السكانية،يواجه اليابان انخفاضًا في معدل الخصوبة الذي يسجل حوالي 1.2 ولادة لكل امرأة، مما يزيد من نسبة كبار السن،كما أن الهجرة الحضرية تفاقم المشكلة، حيث يتوجه الشباب نحو المدن تاركين خلفهم منازل في المناطق الريفية، التي غالبًا ما تظل مهجورة أو تحت رعاية كبار السن الذين يجدون صعوبة في صيانتها،يمثل هذا النمط نتاجًا لأعوام من النمو الاقتصادي السريع بعد الحرب، والذي تبعه انخفاض اقتصادي في التسعينيات أدى إلى معدلات الهجر،
الاهتمام الأجنبي بمنازل الأكيا
مع تزايد مشكلة المنازل المهجورة، ازداد اهتمام المشترين الأجانب بمنازل الأكيا، حيث ينظر إليها كفرصة لاستثمار منخفض التكلفة،على سبيل المثال، أنطون وورمان، السويدي الذي يعيش في اليابان منذ عام 2018، استثمر في سبعة منازل،وقد وجد أن تكلفة شراء المنازل في اليابان أقل بكثير من نظيرتها في نيويورك أو أوروبا،
فرص الاستثمار في الأكيا
يُمكن اعتبار منازل الأكيا استثمارًا جيدًا لبعض الأفراد، لا سيما أولئك الذين يبحثون عن ملاذ ريفي هادئ أو مجددين يهدفون إلى إحياء منازل تاريخية،ومع ذلك، على الرغم من الفرص، فإن تكاليف التجديد وإعادة البيع قد تجعلها أقل جاذبية للمستثمرين المؤسسات،يتطلب النجاح في هذا المجال معرفة دقيقة بالثقافة اليابانية بالإضافة إلى شبكة اجتماعية متينة لتجاوز التحديات مثل حاجز اللغة والنظام البيروقراطي،
في الختام، تلعب منازل الأكيا دورًا مهمًا في سياق سوق العقارات في اليابان، حيث تمثل تحديًا وفرصة في الوقت نفسه،على الرغم من الصعوبات المرتبطة بالاستثمار في هذه المنازل، إلا أنها توفر فرصًا للمستثمرين الإبداعيين الذين يسعون لتجاوز الحواجز،يجب أن يكون هؤلاء المستثمرون على استعداد لتحمل التكاليف المرتبطة بالتجديدات وكسب الخبرة اللازمة لتحقيق النجاح في هذا المجال،تعتبر الأكيا مثالًا على كيفية تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية على سوق العقارات، مما يساعد في تشكيل رؤية جديدة للعقارات المهجورة في اليابان،
0 تعليق