شهدت أسعار الذهب في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تفاعل السوق بشكل حذر مع الأجواء السياسية المتوترة المرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية،يتنافس الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس في سباق محموم، مما جعلهما مسرحًا لتوقعات المستثمرين،يتزايد القلق بين الأسواق حيال احتمال حدوث نزاع حول نتائج الانتخابات، مما دفع العديد من المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة، مثل الذهب، كوسيلة للحماية من المخاطر المالية المحتملة.
ارتفاع أسعار الذهب في ظل التوتر السياسي
سجلت أسعار الذهب في التعاملات الفورية ارتفاعًا قدره 0.2%، حيث وصل سعر الأونصة إلى 2740.96 دولار،كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.1%، ليصل سعرها عند التسوية إلى 2749.70 دولار،استمد هذا الارتفاع في الأسعار دعمه من القلق المتزايد بشأن استقرار السوق في ظل عدم اليقين الذي تسببه الانتخابات.
الأسباب الداعمة لصعود الذهب
بحسب دانييل بافيلونيس، كبير استراتيجي السوق في RJO Futures، فإن حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات تسهم بشكل كبير في دعم أسعار الذهب،وأوضح أن المخاوف من حدوث عدم انتظام في العمليات الانتخابية، بالإضافة إلى التوترات الاقتصادية المرتبطة بإمكانية فرض رسوم جمركية جديدة، تعزز من جاذبية الذهب كاستثمار آمن.
احتمالات النزاع على نتائج الانتخابات
يتسم السباق الانتخابي بين هاريس وترامب بشدة المنافسة، ما يزيد من حدة القلق بين المستثمرين بشأن نتائج الانتخابات وتأثيرها المحتمل على الأسواق،في مذكرة صادرة عن Commerzbank، تم التأكيد على أن حالة عدم اليقين الناتجة عن انتخابات غير محددة قد تعزز من الطلب على الذهب كمأوى آمن.
الذهب كتحوط ضد الاضطرابات الاقتصادية
تتوقع بعض التحليلات أن أسعار الذهب قد تصل إلى 2800 دولار للأونصة بعد استقرار الأوضاع السياسية عقب الانتخابات،ارتفع الذهب بنحو 33% منذ بداية العام، مما يعكس دوره كوسيلة تحوط ضد الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، وذلك في ظل سياسة الفائدة المنخفضة التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
حركة المعادن الأخرى
سجلت أسعار الفضة في التعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.4% لتصل إلى 32.59 دولار للأونصة، في حين سجل البلاتين ارتفاعًا بنسبة 1.5% ليصل إلى 998.35 دولار،أما البلاديوم فقد شهد انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.2% ليستقر عند 1072.50 دولار.
تأثير الاقتصاد الصيني
أظهر مسح خاص في الصين، والتي تُعَدّ أكبر مستهلك للمعادن، أن نشاط الخدمات شهد توسعًا سريعًا في شهر أكتوبر، مما يعزز التوقعات بنمو الطلب على المعادن الثمينة في السوق العالمية.
تظهر الأحداث السياسية المستمرة والاضطرابات الاقتصادية الحالية أن المستثمرين يتحوطون بمزيد من الاعتماد على الذهب، مما يعكس الدور الحيوي الذي يلعبه في ظل عدم اليقين،التوقعات تشير إلى أن الذهب سيظل ملاذًا آمنًا خلال الفترات القادمة، في ظل تقلبات الأسواق العالمية والاقتصاد.
0 تعليق