"مهرجان سينما الذاكرة" يناقش الدبلوماسية الموازية في زمن الذكاء الاصطناعي

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قارب أكاديميون وسياسيون ودبلوماسيون وفنانون مغاربة وأجانب، أمس الثلاثاء في الناظور، موضوع “الدبلوماسية الموازية في زمن الذكاء الاصطناعي”، متسائلين عن “أي دور ناجع وفعال للفن والثقافة في هذا المجال”.

وأجمع متدخلون في ندوة علمية دولية نظمها مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم، في إطار الأنشطة الموازية للدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، على إمكانية قيام تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتطورة بشكل متسارع بمهام في إطار العمل الدبلوماسي؛ غير أنهم استبعدوا حلول هذه التطبيقات مكان الدبلوماسيين.

واعتبر أحمد أبو طالب، عمدة روتردام السابق، مغربي الأصل، أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتفاعل مع طلبات الإنسان بالاعتماد على ما تمّت تغذيته به، معطيا مثالا بالمعلومات التي يعرفها “تشات جي بي تي” عن العلاقة بين أحمد أبو طالب كعمدة وبين مدينة روتردام والمستندة جميعها إلى ما وصفها بـ”معلومات غريبة”.

وأضاف أبو طالب، في مداخلته، أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يعوّض قدرة الإنسان على الإحساس والضمير والتفكير، خاتما بما اعتبره مثالا أدنى عن ضرورة معرفة الإنسان لقدره وهي الآية القرآنية التي تقول “يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له”.

من جانبه، قال غوستافو باتشيكو، رئيس البرلمان الأنديني، إن الدبلوماسية “هي استعمال الذكاء الطبيعي بوسائل سلسة عالمة تسمح بوصول أهداف يتوخاها بلد من البلدان”، واصفا العملية بـ”ممارسة الذكاء بالأشكال المواتية كالقوة الناعمة”، معتبرا أن “الدبلوماسيين المغاربة يتمتّعون بهذا الذكاء”.

وفي مداخلته، أكد المصطفى قريشي، أستاذ القانون العام بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، أن التساؤل الكبير الذي يطرحه الجميع بتخوف في سياق هذا الموضوع هو “كيف يمكن أن نؤسس لذكاء اصطناعي ذي منظومة أخلاقية؟”.

وأضاف قريشي أنه بالرغم من كل ما تقدّمه هذه التقنية للإنسان لتسهيل مجموعة من المهام ورفاهية فإن لها جانبا غامضا ومخاوف كثيرة تثيرها مجموعة من الأمثلة؛ كتوجيه هذه التطبيقات إلى إظهار مجموعة من الأفكار لا تتماشى مع مختلف المعتقدات والديانات وتغذيتها بمعطيات مغلوطة.

عبد الحسين شعبان، الكاتب والمفكر العراقي، سجل أن الدبلوماسية الموازية هي دبلوماسية “شعبية” يمكن أن تُسهم في تقديم المقترحات والآراء والأنظمة في ما يتعلّق بقضايا البشرية، بما في ذلك العلاقات الدولية”، مستطردا: “يبقى الذكاء الاصطناعي مثار أسئلة كبيرة؛ هل هو عنصر تفاعل في الدبلوماسية الموازية أم عنصر تنافر؟”.

وبعد أن ذكّر شعبان، في السياق ذاته، بالمقولة القائلة حينما كان العالم في مطلع القرن العشرين يعتمد على النفط أن “من يعتمد على النفط يسيطر على العالم”، شدّد على أنه “اليوم يمكن القول إن من يسيطر على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسيطر على العالم”.

أما عبد الوهاب بلوقي، السفير المغربي السابق بالأراضي المنخفضة، فذكّر بدراسات تحاول في السنوات الأخيرة النظر في ما يمكن أن يقدم الذكاء الاصطناعي للوظائف الدبلوماسية الأساسية والمختزلة في الاتصال، التمثيل والتفاوض.

وأضاف بلوقي إن في مجال التفاوض بين الحكومات أو المنظمات الدولية، “يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على تحسين أداء الدبلوماسية الرسمية، فضلا عن تتبع التغيرات في أولويات السياسات المتبعة في الدول الأخرى ومستجداتها”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق