شهدت أسواق الذهب انخفاضًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم الأربعاء، نتيجة تأثير إعلان نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أسفرت عن فوز دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة. 

هذا الفوز دفع الدولار الأمريكي للارتفاع، مما كان له تأثير سلبي على الذهب، إذ ارتبطت تحركاته سلبًا مع تقلبات الدولار. 

ومن المتوقع أن يستمر التذبذب في أسعار الذهب خلال تداولات اليوم مع متابعة الأسواق لتطورات الأوضاع.

وبحسب التحليل الفني، سجلت أونصة الذهب انخفاضًا بنسبة 0.7% ليصل سعرها إلى أدنى مستوى لها في حوالي 3 أسابيع عند 2701 دولارًا، قبل أن تقلص خسائرها وتستقر حاليًا عند 2724 دولارًا للأونصة. 

وكان سعر الذهب قد افتتح تداولات اليوم عند 2743 دولارًا، ليظل يتحرك في نطاق بين 2750 و2720 دولارًا خلال الجلسات الأخيرة، مع استمرار هذا التذبذب حتى وضوح تأثير فوز ترامب على الأسواق.

التأثير اللحظي لهذا الفوز كان سلبيًا على أسعار الذهب، حيث ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من 4 أشهر، مما أدى إلى تراجع الذهب، وهو ما يعكس العلاقة العكسية بينهما. وبما أن الذهب يتم تسعيره بالدولار الأمريكي، فإن قوة الدولار تساهم في الضغط على سعر المعدن الأصفر.

لكن على المدى المتوسط والطويل، من المتوقع أن يشهد الذهب انتعاشًا جزئيًا، بفضل السياسات الاقتصادية التي قد يتبعها ترامب، والتي من المحتمل أن تشمل المزيد من الإنفاق الحكومي رغم العجز والدين الأمريكي المرتفع.

 كما أن سياسة ترامب الخارجية غير الواضحة قد تدفع المستثمرين إلى الاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن.

في المقابل، تترقب الأسواق الاجتماع المقبل للبنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يستمر على مدار يومين، وينتهي يوم الخميس، مع التوقعات بأن يقوم البنك بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، بعد الخفض الكبير الذي أُعلن عنه في سبتمبر الماضي. هذا التخفيض في الفائدة من المتوقع أن يعزز من جاذبية الذهب على المدى القصير، خاصة في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

بالنسبة للبنك الفيدرالي، فإن فوز ترامب قد يؤثر على قراراته المستقبلية بشأن السياسة النقدية، حيث قد يواصل خفض الفائدة لدعم النمو الاقتصادي، إلا أنه قد يتجنب اتخاذ قرارات جذرية تحسبًا للتضخم الناتج عن سياسات ترامب.

في النهاية، تظل التوقعات على المدى القصير إلى المتوسط لصالح الذهب، نظرًا لكونه يُعد بمثابة تحوط ضد التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية، ويميل إلى الازدهار في بيئة انخفاض أسعار الفائدة.