البابا تواضروس , ألقى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، عظته الأسبوعية من كنيسة الملاك ميخائيل بالظاهرة في القاهرة ، حيث تحدث عن مشاعر السقوط والقيامة في حياة الإنسان .
استهل حديثه بتفسير المزمور 145 الذي يُعدّ تسبيحة رائعة لداود النبي ، مؤكداً على مشاعر الخوف والرجاء التي تعبّر عنها الآيات. في هذا المزمور، يتحدث داود عن الله الذي يساند الساقطين ويقيم المنحنين، مشيراً إلى أن الرب هو مصدر الرجاء الوحيد في حياتنا، وأنه يعطي كل إنسان ما يحتاجه في حينه.
البابا تواضروس أنواع السقوط نفسي و روحي وجسدي
تحدث قداسته عن ثلاثة أنواع من السقوط التي قد يمر بها الإنسان . أولها، السقوط النفسي ، الذي يتمثل في الشعور بالإحباط وفقدان الأمل ، وهو ما عبر عنه داود النبي بقوله: “لماذا أنت منحنية يا نفسي؟”.
في هذه اللحظات من الضيق ، يدعونا الله للثبات فيه، لأنه هو الثابت والوحيد القادر على منحنا الرجاء .
أما النوع الثاني من السقوط فهو السقوط الروحي، حيث يبتعد الإنسان عن الله ويغرق في أعمال الجسد، مثل الزنا والخصام، وهو ما حذر منه بولس الرسول في رسالته. وأوضح أن السبب الرئيس وراء السقوط الروحي هو الانشغال بالدنيا والشهوات، وهو ما ذكره الكتاب المقدس في أكثر من موضع، مثلما ذكر بولس الرسول ترك ديماس له بسبب تعلقه بالعالم.
البابا تواضروس يركز على أهمية القيامة
ركز قداسته في نهاية عظته على أهمية القيامة بعد السقوط، حيث قال إن الله لا يحسب لنا مرات السقوط بل مرات القيامة .
وتُعدّ التوبة هي طريق الشفاء من الجروح الروحية والنفسية التي نتعرض لها .
كما أشار إلى أن الله يمد يده لنا ليعيننا على الوقوف بعد السقوط ، ويُعيد لنا القوة من خلال التوبة والاعتراف والمشورة الروحية . ولخص قداسته رؤيته في كلمات القديس يوحنا السلمي، الذي يقول: “لا تيأس من نفسك بسبب سقوطك المتكرر”، داعياً الجميع إلى السعي المستمر للنهوض والإيمان بالقيامة كعلاج حقيقي للروح والنفس .
في الختام، أكد أن الحياة مع الله هي حياة رجاء دائم، وأن التوبة والعودة إلى الله هي الطريق الذي يخرجنا من السقوط إلى القيامة، فالله لا يملك سوى النية الطيبة نحو أولاده، ويعدهم بالقيام بعد كل سقوط.
0 تعليق