بالصور كنوز دير العذراء مريم السريان تروي حكاية الزمن باب النبوات شاهد على تاريخ المسيحية

صوت المسيحي الحر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بالصور كنوز دير العذراء مريم السريان تروي حكاية الزمن باب النبوات شاهد على تاريخ المسيحية.. يتميز كل دير بمعالمه الفريدة، سواء كانت آثارًا عريقة كالحصون والأسوار أو مناظر طبيعية خلابة. لكن دير العذراء مريم السريان يُعتبر الأقدم بين الأديرة الأرثوذكسية، حيث يبرز فيه “باب الرموز والنبوات” و”الشجرة المعجزة”، مما يضفي عليه طابعًا من القدسية والتاريخ.

كنوز دير العذراء مريم السريان باب الرموز

كنوز- دير ا-لعذراء -مريم- السريان -باب الرموز

**دير العذراء مريم السريان وباب الرموز والنبوات**

تأسس دير العذراء السريان في القرن الخامس الميلادي، وسُمي بهذا الاسم نظرًا لوجود العديد من الرهبان السوريين الذين عاشوا فيه عبر العصور.

تُعزى الكنيسة الرئيسية في دير العذراء مريم السريان، وتحتوي على جداريات رائعة، بينما يعلو الهيكل قبة مزينة بمشاهد من الكتاب المقدس، مثل تصوير ميلاد السيد المسيح.

يحتوي هذا الدير على أحد أشهر أبواب الهياكل، وهو تحفة فنية فريدة تُعرف بـ “باب الرموز” أو “باب النبوات”، الذي يُعتبر حامل أيقونات (صور مسيحية قبطية) ويعكس بوضوح الوحدة التي تربط بين الكنائس الأرثوذكسية.

كنوز دير العذراء مريم السريان باب الرموز

كنوز- دير -العذراء- مريم- السريان- باب- الرموز- والنبؤات

في حديث خاص، روى القمص أثناسيوس السرياني، المسؤول عن شرح معالم الدير للزوار، قصة “باب النبوات” في دير السيدة العذراء والأنبا يحنس كاما المعروف بدير السريان. وقد أشار إلى أن هذا الدير تأسس في القرن الخامس، ويتميز بشكل خاص بـ “باب النبوات” الذي صنعه الرهبان السريان القادمين من سوريا. وقد أطلق على الدير اسم “السريان” تيمناً بهم، حيث عاش رهبان من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية جنباً إلى جنب مع الرهبان الأقباط لعدة قرون، من القرن الثامن حتى القرن السادس عشر.

وأشار القمص أثناسيوس إلى أنه على الرغم من الفروق في اللغة والطقوس بين الرهبان السريان والأقباط، إلا أنهم تمكنوا من العيش في تناغم وتسامح.. في دير العذراء مريم السريان كان الرهبان السريان يقومون بأداء صلواتهم داخل كنيسة العذراء السريان، بينما كان الأقباط يمارسون طقوسهم في كنيسة العذراء المغارة. ومن أبرز ما أنجزوه في الدير هو “باب الرموز” أو “باب النبوات”، الذي يمثل سراً تاريخياً دينياً، حيث تجسد رسوماته رحلة المسيحية عبر العصور، بدءاً من ميلاد المسيح وحتى مجيئه الثاني.

كنوز دير العذراء مريم السريان شجرة القديس ما افرام السرياني

كنوز -دير -العذراء -مريم- السريان -شجرة- القديس -ما افرام السرياني

**وصف الباب ومراحله من دير العذراء مريم السريان **

واصل القمص أثناسيوس السرياني حديثه قائلاً: إن باب النبوات يمثل المراحل التي تمر بها المسيحية منذ ميلاد المسيح وحتى المجيء الثاني. فالصف الأول يرمز إلى فترة انتشار المسيحية خلال العهد الروماني وعصر الاستشهاد، حيث يتجلى انتشار المسيحية بقوة ووضوح نتيجة لجهود الآباء الرسل في البشارة.

وأضاف أن فى دير العذراء مريم الصف الثاني يمثل عصر الكراسي الرسولية، والتي تشمل الإسكندرية، أورشليم، روما، أنطاكية، قسطنطينية، وقرطاجة. هذه المرحلة تتعلق بتأسيس الكنائس الرسولية التي أسسها رسل المسيح أو تلاميذه، وتضم كنيستي الأرثوذكسية و كنيسة أورشليم وكنيسة سوريا وأنطاكية وروما والقسطنطينية.

وأشار حيث يظهر هلال داخل كل فرع من الصليب و إلى أن الصف الثالث يعكس ظهور الإسلام في القرن السابع، .

كما أوضح القس أثناسيوس أن الصلبان الصغيرة تمثل الفترة الحالية وكثرة الطوائف المسيحية.

وأشار انه فى دير العذراء السريان إلى أن الصف الرابع يرمز إلى الصليب المعكوف، الذي يعبر عن الضعف نتيجة ظهور هرطقات أثرت على الإيمان المسيحي وعمليات اضطهاد المسيحيين.

القمص اثناسيوس السرياني

القمص- اثناسيوس- السرياني

شجرة مار إفرام المعجزية فى دير العذراء مريم السريان

أشار إلى أن الصف الخامس يرمز إلى الفتور الروحي، موضحًا أن هذه الرموز لم يبتكرها الرهبان، بل إن الباب الذي صنعه الرهبان في القرن العاشر استند إلى الإنجيل وتاريخ الكنيسة حتى ذلك الوقت، لذا فهي ليست من اختراعاتهم.

وفيما يتعلق بقصة الشجرة الشهيرة في الدير، ذكر الأب أثناسيوس أنها شجرة فريدة ترتبط بالقديس مار إفرام السرياني، حيث أن كلمة “مار” في اللغة السريانية تعني القديس، وذلك لأن حياته كانت مليئة بالقداسة.

يُروى أن هذا القديس زار دير السريان وكان يتكئ على عصا في الرمال. كما توجه لزيارة الأنبا بيشوي في مغارته الخاصة. وعندما رأى الرهبان ذلك، قالوا إنه لا يليق أن يمسك العصا إلا الأسقف أو الراهب العجوز. لكن تواضع مار أفرام جعله يترك عصاه. أراد الله أن يُظهر تواضعه وقداسته، فتنبت عصاه لتصبح شجرة كبيرة ومثمرة منذ القرن الرابع، ولا تزال موجودة حتى اليوم. هذه الشجرة هي شجرة تمر هندي، التي لا توجد في مصر، بل تنمو في المناطق الحارة، خاصة في إفريقيا والهند. لذا، تُعتبر هذه الشجرة معجزة وتُميز الدير.

دير العذراء مريم السريان

دير -العذراء- مريم -السريان

**دير العذراء مريم السريان**

يُعد دير العذراء مريم السريان من أهم الأديرة التاريخية في تاريخ الكنيسة، إذ تأسس في القرن الخامس الميلادي. يقع الحصن القديم على يمين مدخل الدير، ورغم أنه قد خضع لعمليات ترميم، إلا أنه يُعرف أن الملك زينون (من 474 م إلى 491 م) هو من قام ببناء هذه الحصون تكريمًا لابنته الراهبة إيلارية، التي ترهبت في برية شيهيت واشتهرت في جميع أنحاء العالم. كما يوجد مخطوط في مكتبة لندن يعود إلى مار يعقوب السروجى، ويُعتقد أن تاريخ نسخه في الدير يعود إلى عام 603 م.

إلى أن حواجز كنيسة العذراء السريان تعود إلى ما قبل عام 700 ميلادي و قد أشار المؤرخ المعروف “بتلر” ، وهي تشبه في تصميمها كنيسة الأنبا بيشوى وكنيسة العذراء البراموس. وتُعتبر هذه الكنائس من المعالم الهامة.

دير العذراء مريم السريان

دير- العذراء- مريم- السريان

منذ القرن الرابع، عُرفت برية شيهيت بالسريان، حيث كانت وجهة مشهورة للزوار من مختلف أنحاء العالم، الذين كانوا يأتون للتبرك من النساك الذين بلغوا درجات روحية عالية أو للتعبد، مثل القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك والقديسين مكسيموس ودوماديوس، أبناء ملك الروم، الذين عاشوا في البريةو لا تزال آثار الأديرة القديمة قائمة حتى الآن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق