"شباب الأحرار" يستند إلى "شرعية الصناديق والمنجزات" قبيل "انتخابات 2026"

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

في ثاني أيام “جامعة الشباب الأحرار” هيمنت نقاشات بين الشباب ومسؤولي الحزب حول كيفية الحفاظ على “شرعية الصناديق”، مع دعمها بـ”شرعية الإنجاز”، بعد تأكيد الانتخابات الجزئية صدارة الأحرار للمشهد السياسي؛ وهو ما لفت إليه متدخلون ضمن الورشة الرئيسية للدورة الخامسة المعنونة بـ”الحكومة، من شرعية الصناديق إلى شرعية الإنجازات”.

اليحياوي: “اختراق انتخابيٌ للقرى”

مصطفى اليحياوي، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أكد أن حزب “التجمع الوطني للأحرار نجح في اختراق المجال القروي انتخابياً، بينما كان يحصل في السابق على أصوات نخبة المجال الحضري”، مستحضرا في السياق ذاته بحوثاً ميدانية أنجزها في هذا الصدد استناداً إلى اقتراع شتنبر 2021.

المتحدث ذاته أورد في مداخلة له، اليوم السبت في أكادير، متحدثا إلى “الشباب الأحرار”، أن “حزب الحمامة” حصل خلال انتخابات الثامن شتنبر 2021 على 1,3 مليون صوت في المجال القروي، من أصل 2 مليون و100 ألف صوت حازها في المجمل وطنياً، “وهو ما يشكل حوالي 61 في المائة من الأصوات”، وفق المعطيات التي قدمها الخبير المختص.

وتابع اليحياوي بأن “المجال القروي رغم أنه مختلف في تركيبته فإنه يحتفي ببروفايل سياسي، وهو [ولد الدوّار]”، مشددا في السياق ذاته على أن “السلطة المعنوية للقرب الاجتماعي حاسمة في مستقبل حزب الأحرار وتسيُّده للمشهد الانتخابي بحلول استحقاقات 2026”.

الأكاديمي المختص في جغرافيا السياسة المغربية لفت إلى أن “حزب ‘الأحرار’ نجح –كذلك- في الدواوير التي توالت فيها الأزمات؛ بمعنى أن أغلب الساكنة وَثِقت فيه رغم أنه حزب نخبوي، أساساً”.

مستكشفاً آفاق التطور الممكنة خلُص اليحياوي في نبرة توصية: “الأحرار لا بدّ له أن يحافظ على التزام الثقة إذا أراد ربح الانتخابات المقبلة”، ناصحاً بأنْ “يُراهن على العدالة المجالية كشرط وجود مُلازم”، وفق توصيفه، قبل أن يختم مشددا على أهمية “المصالحة بين التراب والمركز كمتغيّر حاسم في ربح رهانات التنمية”.

الشرقاوي: “دينامية تتماشى مع شرعية الإنجازات”

من جانبه سجل عمر الشرقاوي، الأكاديمي والمحلل السياسي، أنه “من الصعب على أيّ حزب يقود الحكومة أن يقود دينامية مثل ما تقوم به مختلف الهيئات الموازية للتجمع الوطني للأحرار، خصوصا شبيبته”، مشيراً إلى أن “هذا وجه من أوجه دينامية الأحزاب السياسية”.

متحدثا خلال الورشة ذاتها أوضح الشرقاوي أن “هذه الدينامية تتماشى مع شرعية الإنجازات التي تقوم بها الحكومة بقيادة ائتلاف شكّله حزب التجمع الوطني للأحرار، عكس البعض الذي يتحدث اليوم عن الشرعية التاريخية وشرعيات أخرى”.

وأورد المتحدث ذاته: “اليوم نرى أن هناك إنجازات ملموسة مع هذه الحكومة التي مَرّ من عمرها ما يقارب ثلاث سنوات، وهي إنجازات تستند إلى شرعية إنجاز عملية وواقعية، بعيدا عن الصراعات، وصُنعت بأغلبية حكومية منسجمة”، مشددا على أن “هذه الإنجازات امتلكت الشرعية بعد المشروعية التي أضفتها صناديق الاقتراع”.

ولفت المحلل السياسي ذاته إلى “عوامل مساعدة على شرعية الإنجاز، أبرزُها دعم الملك لهذه الحكومة”، قائلا: “أكيدٌ أن جلالة الملك طبعا يدعم جميع الحكومات، لكن أعتقد من وجهة نظري من خلال قراءة متمعنة لـ27 خطابا ورسالة ملكية لمدة السنوات الثلاث من عمر هذه الحكومة أن هناك نوعاً من التناغم بين التوجيهات الملكية وعمل الحكومة”، مؤكدا أن “الدعم الملكي حجمُه مرتبط بمن يستحقّه، ويمكن أن يكون غير محدود”، حسب تعبيره.

كما نبه الأكاديمي نفسه إلى أن “الإنجازات وشرعيتها تصطدم بهيمنة الخطاب الشعبوي، الذي يجعلها مُشيْطَنة ويصوّرها وكأنها فشَل”، وزاد: “جزءٌ من سيادة هذا الخطاب مرتبط بالمنجِزين أنفسهم الذين تقلدوا المسؤولية في وقت سابق”.

الطالبي: “صناديق الاقتراع هي الحَكَم”

لم تخلُ الورشة ذاتها، التي جذبت إليها حضورا شبابياً لافتاً رغم تزامنها مع تنظيم 10 ورشات أخرى في برنامج الجامعة الصيفية، من حديث عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، الذي أكد متفاعلا مع باقي المداخلات أن “الشرعية الترابية اليوم حاضرة، لكن حزب التجمع الوطني للأحرار اعتمد على محور الإنسان، بالإضافة إلى تركيزه على المجال في إستراتيجيته للوفاء بالتزاماته”.

وضرب القيادي التجمعي المثال بمشروع ملموس، موردا: “اليوم يستفيد أكثر من 3 ملايين شخص من 500 درهم في المجال القروي والحضري، وبالتالي فالسياسة العمومية اليوم أصبحت مرتبطة بالإنسان وليس بالمجال فقط”.

ومتطرقاً لشرعية الإنجاز قال العلمي إنها “ثلاثية التركيبة”، وزاد شارحا: “هذه الحكومة تستمد شرعيتها ليس فقط من تنفيذ برنامجها الحكومي بشكل سلس، وفق المتعاقد بشأنه مع الناخبين، بل اكتسبت شرعية الإنجاز خلال فترة الأزمات وتواليها، فضلا عن شرعية الإعداد لمشاريع كأس العالم 2030، وكل هذا مع حفاظها على التوازن المالي وعدم الإخلال بالميزانية وإغراق البلاد بالديون”، وتابع: “هناك التزام انتخابي بُني على تعاقد مع الناخبين يثمثل في برنامج حكومي حدد أولويات للاشتغال عليها بوضوح”، مسجلا أن “الركائز الثلاث لبرنامجنا بنيت في البداية على إصلاح التعليم والصحة والتشغيل”.

وفي رد مبطّن قال المتحدث ذاته: “مِن حق المعارضة ومن حق منتقدينا أن يقولوا إن ما نقوم به غير صالح وفشِلنا في التدبير، لكن في المقابل يجب على الحكومة أن تكون لديها المبررات المرقمنة والموضوعية لنجاح سياساتها لإخراس خصومها”، وأجمَل: “الحَكمُ بيننا وبين المعارضة اليوم هو صناديق الاقتراع التي ستفصل بيننا وبينهم”، وختم بالقول: “اليوم لا بد أن نمر إلى مرحلة النضج السياسي من خلال شباب يناقش ويضع البرامج في خاناتها المناسبة، ويعطيها أهدافا محددة، وهذا هدف من أهداف هذه الجامعة الشبابية”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق