فارق كبير بين التزامات مهنة الطب والمحاماة وما تتطلبه من سرية ومن أمانة وواجبات وقيود الإطلاع على أسرار الناس وأحوالهم؛ حتي وإن كانت سيئة وقاسية وبين ما ترغبه النفس من شهوة التصريح والكلام عبر مواقع السوشيال ميديا.
بين التزامات الطبيب والمحامي وشهوة التريند
كم محامٍ وكم طبيب اطلع على أسرار موجعة ومفجعة للبشر وأمور مستحيلة الحدوث ولم يطلع العامة عليها ولم يخرج بها عن إطار الالتزام الأخلاقي المفروض عليه حسب مهنته.
الدراما والأفلام والمسلسلات والإعلام والصحافة يحق لها عبر الفنانين والأخبار أن تعبر عن المجتمع بما فيه من سلبيات وإيجابيات. ورجال الدين مهمتهم الوعظ والتذكير وبث مكارم الأخلاق.
الشرطة دورها الضرب بيد من حديد على يد المجرمين والقضاء دوره أصدار أحكام رادعة ضد المجرمين. لابد أن لا يتقمص كل منا دور الآخر حتى لا ترتجف الأمور. ما فعلته طبيبه كفر الدوار هو انتصار لشهوة السوشيال ميديا وحب الترند متغلبًا على واجبات وظيفتها وتقاليدها واعرافها وإفشاء اسرار ما اطلعت عليه بحكم مهنتها .وهناك خلط بين عدم ذكر الأسماء وبين الإفشاء كعملية مرفوضة أصلًا في تلك المهنة.
والشاهد في الأمر أن متطلبات السوشيال ميديا والترند قد جعلت الطبيبة تستخدم ألفاظ وأسلوب حوار يتوافق تمامًا مع التيك توك وأدواته وأنا متأكد أنه ليس أسلوبها الطبيعي وليست تلك طريقه حوارها العادي أو مخارج ألفاظها. وإنما هي ظهرت متأثرة بالترند واللايك والشير فجعلها ذلك تنحدر إلى الأسفل. لغويًا مما آثار غضب الناس بخلاف أن إذاعة مثل هذه الأمور على العامة يمثل جريمة تكدير الأمن والسلم العام لما قد يقلق راحة الناس في بيوتهم ويجعل كل الناس تخشي على بناتهن العفيفات الشريفات فمجرد حالة أو اتنين أو عشره لا يعبر أبدًا عن أزمة عامة كما اتجهت الدكتورة وسام.
في النهاية اتخذت النيابة الإجراءات المتبعة. وأحالت نقابة الأطباء الطبيبة للتحقيق.. نعم أخطأت وسام ولكني مع إخلاء سبيلها وعودتها لممارسة عملها حرصًا على مستقبلها مع الإقرار بأنها أخطأت.
تابع أحدث الأخبار عبر
0 تعليق