أعلن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، خلال زيارته لإيران، إنه سيزور موقعي تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز، غداً الموافق الجمعة، للحصول على صورة كاملة" للبرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مهمة رسمية إلى إيران
وقال جروسي وهو يقف إلى جانب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، "غداً سيكون خطوة مهمة للغاية في زيارتي هذه المرة، حيث سأزور منشآت مهمة في فوردو ونطنز، والتي ستساعدني أيضًا في الحصول على صورة كاملة عن تطور البرنامج".
وذكرت صحيفة The Times of Israel أن إيران قامت بتكثيف تخصيب اليورانيوم بشكل كبير في السنوات الأخيرة إلى ما يقرب من مستويات صنع الأسلحة.
إسرائيل وفوبيا نووي إيران
خلال لقاء جروسي بوزير الخارجية الإيراني، أكد الأخير على استعداد بلاده للعودة من جديد إلى المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى الموقعة على اتفاق 2015 وهم ( الولايات المتحدة وروسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا). وذلك بعد أن انسحبت واشنطن في عهد إدارة دونالد ترامب من الاتفاق بشكل آحادي من الاتفاق وترتب عليه وفق التقارير الدولية بزيادة طهران في تخصيب اليورانيوم وهو الذي يستخدم في توليد الطاقة أو صناعة الأسلحة النووية وهو السيناريو الأسوء الذي لا ترغب فيه الدول الغربية أن تنضم طهران إلى نادي التسليح النووي، وبشكل خاص إسرائيل المصابة بفوبيا نووي إيران وتسخر كل أدواتها السياسية للضغط على صناع القرار سواء داخل البيت الأبيض أو في الاروقة الأوروبية أو العسكرية وشن هجمات سيبرانية والقيام بعمليات اغتيال تطال علماء إيران قائمين على البرنامج النووي من أجل منع طهران كما تزعم لامتلاك سلاح نووي.
وخلال ولاية بايدن تم عقد سلسلة من الجولات الدبلوماسية لإحياء المفاوضات النووية الإيرانية، لكن لم تصل المباحثات إلى نتائج إيجابية ملموسة تجمع الجميع على طاولة واحدة للاتفاق على مستقبل البرنامج الإيراني النووي، وفي خضم الحرب المستعرة في غزة ولبنان، حرصت الإدارة الإيرانية على إظهار حسن النوايا والتأكيد رغم الانتهاكات الإسرائيلية الشرسة والمستمرة سواء في غزة ولبنان أو حتى ضدها بشكل مباشر، إلا أنها لا تزال متمسكة بالخيار الدبلوماسي حول الملف النووي، ولعل ذلك ظهر بوضوح عندما أعلنت القيادة السياسية الإيرانية أن فوز ترامب لن يغير من سياسة طهران وستتعامل مع الإدارة الجديدة بما يتناسب مع مصالحها الوطنية.
ففوز ترامب يطرح تساؤلات وهو كيف سيكون موقف إدارة ترامب مع طهران سواء في الملف النووي أو القضايا الشائكة الأخرى، فترامب المعروف بميوله الإسرائيلية و(صهيوني) أن جاز التعبير اتسمت سياسته خلال ولايته الأولى بتنفيذ كل مطالب الدولة العبرية وكانت فترة ولايته بالنسبة لإسرائيل (شهر عسل) حققت خلالها تل أبيب العديد من الأهداف سواء اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان، ومباركة عمليات التطبيع، أو تنفيذ عمليات عسكرية واغتيال قيادات إيرانية لخدمة مصالح إسرائيل.
ترامب وشهر عسل إسرائيل
فمنذ فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية وأن كان هناك العديد من المراحل يجب أن تتم حتى يدخل قطب العقارات إلى البيت البيضاوي، فحرص الجناح اليميني الإفصاح عن نواياها المتطرفة أكثر والإعلان بدون اي حرج سياسي عن تصفية القضية الفلسطينية بشكل علني كما أعلن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش الداعي لفرض السيادة الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية حيث اعتبر فترة ترامب فرصة ذهبية لإسرائيل لتحقيق أهدافها.
فإذا كان فوز ترامب شهر عسل لإسرائيل فكيف سيكون بالنسبة لإيران..؟!
0 تعليق