شهدت المنطقة الحدودية بين لبنان و إسرائيل تصعيدًا كبيرًا مساء أمس، بعدما انفجرت طائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان في الناقورة، وهي منطقة في الجليل الغربي شمال إسرائيل. هذه الحادثة تأتي في وقت حساس بعد سلسلة من الهجمات والكمائن التي استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني.
تفاصيل الهجوم في جنوب لبنان
وفقًا لوسائل الإعلام العبرية، كان حزب الله اللبناني هو المسؤول عن استهداف تجمع لجنود الاحتلال في بلدة رميش، التي تقع في جنوب لبنان. الهجوم تم باستخدام صواريخ مضادة للدبابات، وهو نوع من الهجمات التي اعتاد الحزب على تنفيذها ضد مواقع جيش الاحتلال في تلك المنطقة. وقد أسفر هذا الهجوم عن مقتل نحو 10 جنود إسرائيليين، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من المسؤولين في إسرائيل.
تعليق رئيس الحكومة الإسرائيلية
في أعقاب الهجوم، علق بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، على الحادث عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي X، حيث نشر شعار لواء "جولاني" مع قلب مكسور، وذلك في إشارة إلى مقتل الجنود الإسرائيليين من هذا اللواء في الكمين القاتل الذي نفذه حزب الله في جنوب لبنان. وكان لواء جولاني من أبرز الوحدات التي تعرضت للهجوم الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
أخبار لبنان اليوم
صحيفة "معاريف" العبرية أفادت أن جنود لواء جولاني تم سحبهم من تحت ركام المبنى المستهدف، الذي كان يحتوي على جنود الاحتلال. ومن الجدير بالذكر أن الكتيبة 51 التابعة لهذا اللواء هي التي تعرضت للكمين، وتكبدت خسائر فادحة خلال الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء. كانت هذه الكتيبة قد تعرضت لعدة كمائن سابقة، ومنها كمين كتائب القسام في الشجاعية بغزة في ديسمبر الماضي، ما دفع الجيش الإسرائيلي لإقالة قائد الكتيبة بعد الحادثة.
ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى الإسرائيليين
وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة للكمين الذي نفذه حزب الله إلى 10 قتلى من الجنود الإسرائيليين، وقد تكون الحصيلة مرشحة للارتفاع. وقد أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم المتزايد من تصاعد الأوضاع في الجنوب اللبناني، فيما تستمر الهجمات على الأراضي الإسرائيلية.
هجوم آخر على تل أبيب
من جهة أخرى، حزب الله أعلن مساء الأربعاء عن شن هجوم باستخدام طائرات مسيّرة انقضاضية نوعية على قاعدة الكرياه التابعة لمقر وزارة الدفاع الإسرائيلية وهيئة الأركان في تل أبيب. هذا الهجوم يعتبر الأول من نوعه باستخدام الطائرات المسيّرة ضد أحد المواقع العسكرية الحساسة في قلب تل أبيب. وقد أدت الهجمات إلى إصابة 5 مستوطنين إسرائيليين بجروح أثناء هروبهم إلى الملاجئ بسبب القصف.
التصعيد العسكري المتبادل
يشهد الوضع في جنوب لبنان و شمال إسرائيل تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا بين إسرائيل و حزب الله، حيث يرد الطرفان على الهجمات المتبادلة. في وقت سابق من الأسبوع، كانت تل أبيب قد تعرضت لموجة من الهجمات الصاروخية، وأعلن حزب الله عن استهدافه لمواقع إسرائيلية حساسة في إطار مقاومته للاحتلال الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية والفلسطينية.
يبدو أن التصعيد العسكري في منطقة الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي سيستمر في الأيام المقبلة، خاصة مع تزايد عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي. الوضع في لبنان و إسرائيل يمر بمرحلة من التوتر الشديد، حيث يسعى كل طرف إلى الرد على الهجمات المستمرة من الطرف الآخر. في ظل هذه الأحداث، يترقب الجميع ما سيحدث في الأيام المقبلة من تصعيد قد يطال العديد من المدن الإسرائيلية واللبنانية، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حالة من عدم الاستقرار العسكري والسياسي.
تابع أحدث الأخبار عبر
0 تعليق