واصل إنتاج ليبيا من النفط صعوده بمعدلات مرتفعة مُحققًا طفرةً ملحوظةً، منذ عودته بعد رفع حالة القوة القاهرة عن الحقول والمواني في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووفقًا لتحديثات قطاع النفط والغاز الليبي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ارتفع إنتاج ليبيا من الخام والمكثفات، في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إلى نحو مليون و374 ألفًا و118 برميلًا يوميًا، في حين ارتفع إنتاج ليبيا من الغاز الطبيعي إلى نحو 202 ألف و983 برميل مكافئ يوميًا.
وبلغ حجم الزيادة في إنتاج ليبيا من النفط الخام والمكثفات نحو 37 ألفًا و701 برميل يوميًا، عن حجم إنتاج يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إذ تُعد هذه الزيادة الأكبر في سجلات إنتاج النفط الليبي منذ أكثر من 10 سنوات.
وقادت الزيادة في إنتاج ليبيا من النفط ارتفاع إنتاج أوبك+ النفطي، في شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، بمقدار 215 ألف برميل يوميًا، بعد انخفاضه شهرين متتاليين.
زيادة إنتاج ليبيا من النفط
من المُخطط له زيادة إنتاج ليبيا من النفط إلى نحو مليوني برميل يوميًا، في غضون 3 سنوات، وتتضمّن الخطة الوصول إلى معدل إنتاج يبلغ مليونًا و400 ألف برميل يوميًا من النفط والمكثفات، بحلول نهاية العام الجاري (2024).
وبهدف تحقيق هذه المستهدفات، تعمل مؤسسة النفط الليبية على تنفيذ خطة إستراتيجية تستهدف زيادة معدلات إنتاج الشركات التابعة لها؛ تتضمّن حفر آبار جديدة وإجراء عمليات الصيانة اللازمة للآبار المُنتجة، بالإضافة إلى إعادة تشغيل الحقول التي دُمّرت على يد الجماعات المتطرفة.
وتتضمّن خطة حفر الآبار الجديدة وصيانة الآبار المُنتجة عددًا من البرامج؛ منها حفر ما يزيد على 150 بئرًا جديدة، وتنفيذ أعمال صيانة في أكثر من 1300 بئر، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المشروعات التي ستُسهم في رفع القدرة الإنتاجية.
وتعمل مؤسسة النفط الليبية على إعادة تشغيل الحقول التي دمّرتها الجماعات المتطرفة، مثل الظهرة، والباهي، والمبروك، والطهارة، بالإضافة إلى عدد من المحطات في منطقة 74 غرب حوض سرت، بطاقة إنتاجية إجمالية تزيد على 50 ألف برميل يوميًا.
وبلغ إنتاج النفط الليبي، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 1.096 مليون برميل يوميًا، وسجّل متوسط إنتاج ليبيا من النفط، خلال العام الماضي (2023)، نحو 1.2 مليون برميل يوميًا، في حين بلغت عائدات تصدير النفط، خلال العام نفسه، نحو 30.7 مليار دولار، وفقًا لتقديرات أوبك.
دعم إنتاج النفط الليبي
تستهدف الخطة الإستراتيجية لمؤسسة النفط دعم إنتاج النفط الليبي من خلال العمل على زيادة معدلات إنتاج الشركات التابعة لها.
وفي هذا الإطار، حظي إنتاج ليبيا من النفط بدعم كبير من شركة الواحة للنفط، ثاني أكبر شركة في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز في ليبيا، أسهم بصورة كبيرة في الوصول إلى المعدلات الحالية.
وحقّقت شركة الواحة للنفط قفزة كبيرة في معدلات إنتاجها، في 1 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحجم تجاوز 337 ألف برميل يوميًا من النفط الخام.
وأعلنت شركة نفوسة للعمليات النفطية، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، زيادة إنتاج حقل الحمادة النفطي، الواقع في منطقة التعاقد 47 في حوض غدامس، إلى نحو 10 آلاف برميل يوميًا من النفط الخام، وهو معدل الإنتاج المستهدف ضمن المرحلة الأولى لتطوير الحقل، وفق بيان صادر عن مؤسسة النفط الليبية.
وتعمل شركة نفوسة للعمليات النفطية، في الوقت الحالي، على تجهيز البئرين "إيه-1" (A-1) و"إيه-4" (A-4)، المتبقيتين ضمن مرحلة التطوير الأولى، لوضعهما على خط الإنتاج بحلول نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ما يرفع إجمالي إنتاج حقل الحمادة إلى 14 ألف برميل يوميًا.
وبعد إكمال إدخال البئرين على خط الإنتاج بنهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ستُعلن مؤسسة النفط الليبية موعد إطلاق المرحلة الثانية من تطوير الحقل، وأحجام الإنتاج المتوقعة منها خلال المرحلة المقبلة.
عودة الشركات الأجنبية
تدعم عودة الشركات الأجنبية للتنقيب عن النفط مستهدفات زيادة إنتاج ليبيا إلى مليوني برميل يوميًا، في غضون 3 سنوات.
وشهد يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي استئناف شركتي إيني الإيطالية، والنفط البريطانية بي بي، أنشطتهما الاستكشافية في ليبيا بعد توقف عمليات الحفر بالمنطقة البرية لمدة 10 سنوات، وتحديدًا منذ عام 2014.
وبدأت عملاقة الطاقة الإيطالية "إيني" تنفيذ أنشطة الاستكشاف في المنطقة "ب" (96/3) بحوض غدامس التي تتولى تشغيلها بالشراكة مع بي بي البريطانية وشركة الاستثمارات الليبية.
وتواصل إيني أعمال حفر البئر الاستكشافية الأولى "أ1–96/3" (مؤمل الهشيم)، الواقعة على بُعد نحو 650 كيلومترًا من العاصمة طرابلس، ضمن الالتزام التعاقدي في المنطقة "ب" (96/3) بحوض غدامس، وفقًا لاتفاقية التعاقد من النمط الرابع لعام 2007.
وتشرف شركة مليته للنفط والغاز على أعمال الحفر وتنفيذ كل الأنشطة المتعلقة بالبئر الاستكشافية الأولى "أ1–96/3"، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي سياق متصل، استأنفت شركة "أو إم في" النمساوية (OMV) أنشطتها الاستكشافية في ليبيا، في 26 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، لتصبح ثالث شركة أجنبية تعود إلى التنقيب عن النفط في ليبيا خلال أسبوع، وفق بيان نشره موقع مؤسسة النفط الليبية.
وتعمل الشركة النمساوية في القطعة (106/4) بحوض سرت، لاستكمال عمليات حفر البئر الاستكشافية "ب1 – 106/4" (مؤمل إعصار)، تحت إشراف شركة الزويتينة للعمليات النفطية.
ويترقب قطاع النفط في ليبيا دعمًا جديدًا بعودة رابع شركة أجنبية، خلال الأسابيع المقبلة، إذ تعتزم شركة ريبسول الإسبانية استئناف عمليات الحفر في حوض مرزق، جنوب غربي البلاد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق