ذكر الله سبحانه وتعالى 27 اسمًا للحيوانات في القرآن الكريم، من فصيلة «الطيور والثدييات والجوارح والحشرات والزواحف والأسماك والبرمائيات»، وبين جميع الحيوانات ذُكر صوت حيوان واحد في القرآن الكريم، فما هو وما القصة التي دارت حوله؟.
خلال السطور التالية تجيب «الوطن» ما صوت الحيوان الوحيد المذكور في القرآن الكريم؟، وفقًا لـ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال برنامج مصر أرض الأنبياء المذاع على شاشة التليفزيون المصري.
ما صوت الحيوان الوحيد المذكور في القرآن الكريم؟
من بين الحيوانات التي ذُكرت في المصحف الشريف البقر، وسُميت أول وأعظم سور القرآن باسم «سورة البقرة»، والأسد والكلب والذئب والقرد والخنزير والبغال والخيل والحمير، والفيل الذي سُميت سورة من سور القرآن باسمه، وهي سورة الفيل، والحشرات منها «الذباب والبعوض، والعنكبوت» وسُميت باسمه سورة في كتاب الله وهي سورة «العنكبوت»، وكذلك ذُكر في القرآن الذئب، وطيور مثل الغراب والهدهد، والنحل وسميت سورة باسمه «النحل»، والأسماك والزواحف «الثعابين والحية».
ومن بين جميع الحيوانات جاء صوت البقر، وبالتحديد بقول الله تعالى: «حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ» سورة طه 88 - 87، وكذلك في سورة الأعراف حيث قال تعالى: «وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ، وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ».
وتعود قصة السامري والعجل إلى أمنية بني إسرائيل التي أبدوها لسيدنا موسى عليه السلام يوم نجاتهم وهلاك «فرعون» عندما مروا بقوم يعكفون على أصنامهم، وقالوا: «يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ»، الأعراف: 138، وعندما ذهب سيدنا موسى لتلقي الألواح وتم الميقات 40 ليلة، كان موسى عليه السلام، قد استخلف على قومه «هارون عليه السلام»، وأثناء غياب سيدنا موسى عليه السلام، عمد رجل من بني إسرائيل اسمه «موسى السامري» فتنة بني إسرائيل فصاغ عجلًا من حلي، وقال لهم: «هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ»، سورة طه 88؛ فعبدوه من دون الله.
ورأى جبريل عليه السلام يوم انفلاق البحر وهو على فرسه فعرفه، وكانت الفرس كلما وطأة بحافرها على مكان تدب فيه الحياة، فأحذ قبضة من التراب الحي لاستغلاله في أغراضه السحرية، ثم انطلق كالريح فلحق ببني إسرائيل، وحينها انتهز فرصة غياب سيدنا موسى عليه السلام عن بني إسرائيل وتأخره عن موعده، فقال إلى بني إسرائيل «إنما أخلف موسى ميعادكم لما معكم من الحلي المسروقة من المصريين، فهي حرام عليكم؛ لأنكم حصلتم عليها بطريقة غير مشروعة، وطالبهم بالتخلص منها بإلقائه، وفقًا»، لحديث الدكتور علي جمعة.
كيف صنع السامري العجل؟
وبالفعل جمعوا الحلي وألقوها بالنار فصنع السامري من السبيكة عجلًا جسدًا، وألقى قبضة التراب الحي في فم العجل، فخار خوار البقر واستذلهم الشيطان وغلبتهم طبيعة الوثنية التي أشربوها في قلوبهم، وقالوا «هذا إلهنا نسيه موسى هنا وخرج للقائه على الجبل، فعبدوه ورقصوا حوله»، فنهاهم هارون عليه السلام وقال الله تعالى: «يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي» وكان ردهم؛ «قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى» طه91، ولما أنكر هارون عليهم عبادتهم للعجل أشبعوه ضربًا حتى كادوا يقتلوه.
" title="YouTube video player" frameborder="0">
وقبل عودة سيدنا موسى عليه السلام إليهم، كان الله قد أخبره بعبادة قومه للعجل، قال تعالي: «قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ» سورة طه 85، وعاد سيدنا موسى إلى قومه وهو غضبًا أسفًا بعد أن تلقى الألواح ورآهم على بعد وهم يعكفون على عجل يعبدونه ويرقصون حوله، فتملكه غضب شديد، وثار وألقى الألواح من يده على الأرض في غضب فانكسرت.
0 تعليق