الدبلوماسية العسكرية للمغرب تواجه تحديات الأمن البحري في القارة الإفريقية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

أجرى العقيد في القوات المسلحة الملكية محمد أبو نصر، ملحق الدفاع البحري والجوي للمملكة المغربية في دولة الكاميرون، بداية الأسبوع الجاري، مباحثات مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الكاميرونية، على رأسهم النقيب بحري فرانسيس إيمي نجانوا، ممثلا للأدميرال ميندوا جان، رئيس أركان القوات البحرية في هذا البلد الإفريقي.

وذكرت البحرية الكاميرونية، في منشور لها بصفحتها على “فيسبوك”، أن اللقاء ما بين المسؤولين العسكريين الكاميرونيين والملحق العسكري المغربي انصبت على قضايا التعاون الثنائي في الميدان الدفاعي، ولا سيما في مجال التدريب.

تعليقا على ذلك، قال هشام معتضد، باحث في الشؤون الاستراتيجية مقيم بمونتريال بكندا، إن “لقاء العقيد محمد أبو نصر، الملحق الدفاعي البحري والجوي للمملكة المغربية بالكاميرون، مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الكاميرونية، “يأتي في سياق استراتيجي مهم، يعكس الرغبة المشتركة بين المغرب والكاميرون في تعزيز التعاون الدفاعي، خاصة في المجال البحري”، مضيفا أن “هذه الزيارة تندرج في إطار الدبلوماسية العسكرية التي يعتمدها المغرب لتعزيز حضوره في القارة الإفريقية، وذلك على ضوء التحديات الأمنية الكبرى التي تواجه المنطقة، لا سيما في ما يتعلق بالأمن البحري”.

ومن الناحية السياسية، أوضح المتحدث ذاته أن “الزيارة تمثل خطوة أخرى نحو توطيد العلاقات المغربية الإفريقية، حيث يسعى المغرب إلى توسيع دوره الإقليمي من خلال تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية في مجالات متعددة، أبرزها الأمن والدفاع، إذ إن التحديات التي تواجهها المنطقة، بما في ذلك تهديدات القرصنة والهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة عبر الحدود البحرية، تفرض على دول المنطقة البحث عن شراكات قوية وفعالة لمواجهتها”.

وشدد المصرح لهسبريس على أن “التعاون المغربي-الكاميروني في المجال البحري يتجاوز كونه تعاونًا تقنيًا أو تكتيكيًا فقط، بل يعكس رؤية شاملة تتجسد في سياسة المغرب القارية لتعزيز الأمن والاستقرار في غرب ووسط إفريقيا؛ فالمغرب بفضل تجربته الكبيرة في المجالات العسكرية والأمنية، يقدم نفسه كشريك موثوق به للدول الإفريقية، ساعيًا لتعزيز دوره كقوة إقليمية ذات تأثير واضح في مجالات الأمن البحري ومكافحة التهديدات غير التقليدية”.

وتابع بأن “الأمن البحري يعد أحد أبرز القضايا الاستراتيجية التي تواجهها القارة الإفريقية اليوم، إذ تشكل التهديدات في خليج غينيا، الذي تطل عليه الكاميرون، أحد أهم بؤر الجريمة البحرية في العالم. ومن هنا تأتي أهمية التعاون بين المغرب والكاميرون في هذا المجال، إذ يمكن للمغرب أن يساهم بشكل فعال في تعزيز قدرات الكاميرون البحرية من خلال تقديم الدعم الفني والتدريب وتبادل المعلومات”.

وبين الباحث ذاته أن “هذا التعاون يعكس أيضًا الدور المتنامي للمغرب في إطار الاتحاد الإفريقي، ذلك أنه يسعى إلى تعزيز الأمن والاستقرار في القارة من خلال مبادرات مشتركة في مختلف المجالات، لا سيما الدفاع والأمن. ومن خلال هذه الشراكات، يبرز المغرب كلاعب رئيسي في المعادلات الأمنية الإقليمية، معتمدًا على مقاربته الشاملة التي تجمع بين الأمن والتنمية”.

وعلى الصعيد الاستراتيجي، ذكر معتضد أن “المغرب يطمح إلى تحقيق المزيد من التموقع في إفريقيا من خلال تعزيز التعاون العسكري والدفاعي مع دول القارة؛ فهذا التوجه يعزز صورة المغرب كدولة تسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على مصالحه الجيو-سياسية والاقتصادية في القارة”، مسجلا أن “هذا اللقاء خطوة استراتيجية نحو بناء تحالفات قوية في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وهو جزء من سياسة مغربية تهدف إلى تعزيز الأمن البحري الإقليمي، مما يعزز حضور المغرب كلاعب رئيسي في تحقيق الاستقرار في القارة الإفريقية”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق