في خطوة هامة لتعزيز المدفوعات الرقمية في مصر، أعلن إيهاب نصر، وكيل محافظ البنك المركزي المصري لأنظمة الدفع الإلكترونية والخدمات المصرفية، عن إطلاق خدمة "كيو آر كود" للدفع لدى التجار عبر تطبيق "إنستاباي" في نهاية الشهر المقبل. تأتي هذه الخدمة ضمن استراتيجية البنك المركزي لتعزيز الشمول المالي ودفع عجلة التحول الرقمي في القطاع المالي المصري.
خدمة "كيو آر كود" للدفع الإلكتروني
تسعى مصر من خلال هذه الخدمة إلى تسهيل عملية الدفع الرقمي عبر الرمز الشريطي (QR Code)، مما يسمح للمستهلكين بالتفاعل مع التجار دون الحاجة لاستخدام النقود أو البطاقات البنكية. ويعد تطبيق "إنستاباي"، الذي يعتمد على شبكة المدفوعات اللحظية، هو الحل الأكثر تطورًا لهذه المعاملات الإلكترونية في السوق المصري، ويشمل تحويل الأموال بين الأفراد أو بين الأفراد والتجار بشكل فوري وآمن.
الدفع اللاتلامسي والتوسع الرقمي
وأشار نصر إلى أن البنك المركزي قد انتهى من تدشين منظومة الدفع اللاتلامسي عبر منصة ترميز البطاقات، حيث من المقرر أن تتاح هذه الخدمة قريبًا لجميع المستخدمين في مصر. هذه الخطوات هي جزء من خطة أكبر لتطوير نظام المدفوعات الإلكتروني في مصر، بما يتماشى مع التوجه العالمي نحو المعاملات الرقمية التي لا تعتمد على التلامس المباشر.
الاستثمار في المدفوعات الرقمية
وأوضح نصر أن البنك المركزي يخطط للوصول بإجمالي قيمة المعاملات الإلكترونية في مصر إلى 22 تريليون جنيه بنهاية 2024، حيث يُتوقع أن يتم تنفيذ 6 مليارات معاملة مقارنة بحجم المعاملات التي تم تسجيلها في عام 2021، والذي بلغ 7 تريليونات جنيه فقط. يعكس هذا التوسع الكبير في استخدام وسائل الدفع الرقمية قدرة مصر على التحول إلى اقتصاد رقمي أكثر كفاءة ومرونة.
عدد المشتركين في "إنستاباي"
كما ذكر نصر أن عدد المشتركين في تطبيق "إنستاباي"، الذي يوفر خدمات التحويل اللحظية، من المتوقع أن يصل إلى 11.5 مليون عميل بنهاية 2024. ويعد تطبيق "إنستاباي" أحد الأدوات الأساسية التي تعتمد عليها الشبكة القومية للمدفوعات اللحظية، ويهدف البنك المركزي من خلاله إلى تسهيل المعاملات المالية وتقليل الاعتماد على النقد.
توقعات نمو المعاملات عبر الشبكة القومية للمدفوعات
ومنذ إطلاق الخدمة في مارس 2022، يُتوقع أن يصل حجم المعاملات عبر شبكة المدفوعات اللحظية إلى 2.6 تريليون جنيه بحلول نهاية العام، مع تنفيذ 1.5 مليار معاملة، ويعكس هذا النمو السريع قدرة النظام على تلبية احتياجات الأفراد والتجار على حد سواء، مما يساهم في تعزيز الشمول المالي وزيادة الاعتماد على الوسائل الرقمية في الحياة اليومية.
مستقبل المدفوعات الرقمية في مصر
يعد هذا التطور جزءًا من استراتيجية الدولة المصرية لتحقيق التحول الرقمي الكامل في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتعزيز الشمول المالي. تهدف هذه المبادرات إلى زيادة استخدام المدفوعات الرقمية كبديل فعال للنقد، مما يسهم في تطوير البنية التحتية المالية ويعزز الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
وتعتبر خطوة إطلاق خدمة "كيو آر كود" عبر "إنستاباي" واحدة من أبرز المبادرات التي يقوم بها البنك المركزي المصري لتحسين تجربة الدفع الإلكتروني في مصر. ومع التوسع الكبير في خدمات المدفوعات الرقمية، من المتوقع أن تسهم هذه المبادرات في تحقيق المزيد من التقدم في الاقتصاد الرقمي، مما يعود بالفائدة على الأفراد والتجار على حد سواء.
تابع أحدث الأخبار عبر
0 تعليق