قطاع الطاقة في الجزائر والاحتياطيات الضخمة.. 5 ملفات أمام الحكومة الجديدة

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أصبح قطاع الطاقة في الجزائر جاذبًا للاستثمارات من مختلف دول العالم؛ نظرًا لما تحتويه البلاد من احتياطيات هائلة للنفط والغاز، فضلًا عن فرص الطاقة المتجددة الوفيرة.

ووفق قاعدة بيانات النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تضم الجزائر -الواقعة في شمال أفريقيا- احتياطيات تُقدَّر بنحو 12.2 مليار برميل من النفط الخام، ثالث أكبر احتياطي في أفريقيا والعاشر على مستوى العالم.

كما تحتوي البلاد على يقرب من 159 تريليون قدم مكعّبة من احتياطيات الغاز الطبيعي، ولديها بعض أعلى مستويات الإشعاع الشمسي في العالم.

إلى جانب الاكتشافات الجديدة والإصلاحات التنظيمية التقدمية، برزت الجزائر بوصفها واحدة من أكثر الوجهات الاستثمارية الواعدة في العالم.

عوامل جذب قطاع الطاقة في الجزائر

تستعرض منصة الطاقة المتخصصة فيما يلي أهم 5 ملفات بقطاع الطاقة في الجزائر، على مائدة الوزير الأول محمد النذير العرباوي، الذي أعلن قبل ساعات تشكيلته الحكومية الجديدة، وأسفرت عن تجديد الثقة في وزير الطاقة محمد عرقاب.

1-فرص التراخيص لعام 2024

نشرت الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات في الجزائر، المواصفات الخاصة بعطائها الأول جزءًا من سلسلة من جولات الترخيص المقرر إجراؤها على مدى 5 سنوات.

ويقدّم العطاء فرص الاستكشاف والإنتاج عبر 6 مربعات برية؛ إذ ستكون 4 مربعات مزايد، وأهارة، ورقان 2، وزرافة 2، متاحة من خلال عقود تقاسم الإنتاج، بالإضافة إلى مربعَي طوال وقرن القصة من خلال اتفاقيات المشاركة.

وسيُوفَّر الوصول إلى وثائق العطاءات وغرف البيانات في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مع تحديد الموعد النهائي لتقديم العطاءات في 15 أبريل/نيسان 2025؛ وستُمنح العقود في 29 مايو/أيار 2025 بعد تقييم مفصّل.

ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تمتد المربعات البرية على مساحة محيطية تراكمية تبلغ 152 ألف كيلومتر مربع، وهي مدعومة بأكثر من 102 ألف كيلومتر مربع من بيانات المسح الزلزالي ثنائي الأبعاد، وأكثر من 45 ألف كيلومتر مربع من بيانات المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد.

وستخضع جولة العطاءات للقانون 13-19، الذي يحدد معايير التأهيل المسبق للشركات العاملة بقطاع المحروقات في الجزائر.

قطاع النفط والغاز في الجزائر

2-الشراكات الدولية

تسعى وزارة الطاقة والمناجم بنشاط إلى إقامة شراكات دولية بقطاع الطاقة في الجزائر.

فقد التقى وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب بنائب رئيس مجلس الدوما الروسي فلاديسلاف دافانكوف في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لمناقشة فرص المشروعات المشتركة في استكشاف المحروقات.

وراجعت الجزائر مؤخرًا خريطة الطريق الخاصة بتطوير قطاعي الطاقة والتعدين، مسلّطةً الضوء على الفرص المهمة للمشروعات المشتركة في مجال استكشاف المحروقات وتطوير البتروكيماويات والمعادن النادرة.

وعلى هذا النحو، دعا الوزير عرقاب الشركات الروسية للمشاركة في نقل المعرفة والاستكشاف ومعالجة المعادن.

كما امتدّت المناقشات إلى التعاون في مجال الطاقة المتجددة، بما في ذلك مشروعات الطاقة الشمسية، واستكشفت تطبيقات التكنولوجيا النووية في المجالات الطبية ومبادرات تحلية مياه البحر.

وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، التقى الوزير عرقاب ممثلين من شركة المواد الكيميائية المتخصصة الألمانية "إتش آند آر غروب" (H&R Group) لاستكشاف فرص الاستثمار في قطاع معالجة المحروقات في الجزائر.

ونتيجة للاجتماع، اتفق الطرفان على إنشاء مجموعة عمل مشتركة لوضع خريطة طريق لاستكشاف المصالح المشتركة في صناعة معالجة المحروقات.

وتتعاون مجموعة "إتش آند آر" حاليًا مع شركة النفط الوطنية الجزائرية سوناطراك في قطاع تقنيات البتروكيماويات والتكرير، وفق ما نقلته منصة "إنرجي كابيتال آند باور" (Energy Capital & Power).

في يناير/كانون الثاني 2023، وقّعت الشركتان مذكرة تفاهم للتعاون في دراسة جدوى لاستكشاف استعمال زيوت التشحيم الثانوية من مصفاة أرزيو لتطوير تخصصات الزيوت المعدنية.

وقال الوزير عرقاب: "تتبنّى الجزائر سياسة طاقة متنوعة، حيث يُعدّ تطوير صناعة البتروكيماويات وأنشطتها المختلفة إحدى ركائزها".

وتابع: "تهدف هذه الإستراتيجية إلى استغلال مواردنا من المحروقات بشكل أفضل، وتحقيق قيمة مضافة عالية، وضمان توفر المنتجات النفطية في السوق الوطنية، وتوفير المواد الخام البتروكيماوية الأساسية اللازمة للصناعة الجزائرية".

3-زيادة إنتاج المحروقات

أفاد وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب بأن بلاده تخطط لزيادة إنتاجها من المحروقات بنسبة 2.5% في عام 2025، بهدف الوصول إلى نحو 206 ملايين طن من النفط المكافئ (1.5 مليار برميل).

وارتفعت مبيعات البلاد من الغاز الطبيعي بنسبة 25% على مدى السنوات الـ4 الماضية، بينما في عام 2024، ارتفع إنتاج النفط المكافئ بنسبة 3.5% عن العام السابق (2023).

وقال عرقاب، إن إنتاج الجزائر من المحروقات سيزيد العام المقبل نحو 5 ملايين طن من النفط المكافئ (36.5 مليون برميل).

وخلال جلسة استماع أمام لجنة المالية والميزانية، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، كشف عرقاب أن إنتاج النفط والغاز في الجزائر (المسوق) استقر عند 126 مليون طن من النفط المكافئ (920 مليون برميل) مع نهاية شهر سبتمبر/أيلول 2024، وهي مستويات الإنتاج نفسها المسجلة في المدة نفسها من عام 2023.

وأشار الوزير إلى أن هذه النتائج جاءت بدعم من ارتفاع إنتاج النفط الخام، بالإضافة إلى تحقيق 15 اكتشافًا جديدًا خلال العام، جميعها من قبل سوناطراك.

وشدد عرقاب على أن زيادة إنتاج المحروقات في الجزائر تعكس الجهود الجارية للرفع من الاحتياطيات وزيادة الإنتاج الوطني من النفط والغاز وتحسين التقنيات المستعملة في هذا المجال.

يمكنكم متابعة ملف خاص أعدّته منصة الطاقة المتخصصة عن حقول النفط والغاز في الجزائر عبر هذا الرابط.

4-نمو قطاع الطاقة المتجددة

جزءًا من جهودها لإزالة الكربون، وضعت الجزائر الهيدروجين الأخضر في طليعة توسُّع قطاع الطاقة.

ففي يوليو/تموز 2024، وقّعت شركة النفط الوطنية الجزائرية سوناطراك مذكرة تفاهم مع المجموعة الصناعية التركية توسيالي (Tosyali) لاستكشاف إمكان إنتاج الهيدروجين الأخضر لتصنيع الصلب الأخضر.

ومن المقرر أن تسفر استثمارات الجزائر في الطاقة المتجددة عن 4 غيغاواط من الطاقة بحلول عام 2025، وفق ما نقلته منصة "إنرجي كابيتال آند باور" عن لجنة الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في البلاد.

ووفق البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تهدف الجزائر إلى تعزيز توليد الطاقة المتجددة إلى 15 ألف ميغاواط وتحقيق 30% من إجمالي مزيج الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2035.

حاليًا، تعمل سوناطراك على تطوير مصنع تجريبي للهيدروجين الأخضر بقدرة 50 ميغاواط في أرزيو.

قطاع الهيدروجين في الجزائر

5-السياسات والتشريعات المواتية

فتحت السياسات والإستراتيجيات والأطر التشريعية المواتية، الأبواب أمام الشراكات الدولية والاستثمارات طويلة الأجل بقطاع الطاقة في الجزائر.

ففي يونيو/حزيران 2024، وقّعت سوناطراك مذكرة تفاهم مع شركة شيفرون العملاقة لتطوير موارد المحروقات في حوضي أحنت وبركين الغنيّين بالغاز.

وفي الوقت نفسه، وقّعت سوناطراك اتفاقية مع شركة النفط الأميركية إكسون موبيل لاستكشاف فرص تطوير موارد المحروقات في حوضي أحنت وقورارة بالجزائر.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، وقّعت سوناطراك وتحالف من شركات أوروبية مذكرة تفاهم لدراسة جدوى خط أنابيب الهيدروجين الأخضر "ممر الهيدروجين الجنوبي" (SoutH2 Corridor)، الذي يهدف إلى نقل ما يقرب من 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا سنويًا.

ومع التركيز المتجدد على التعاون والأطر التي تسهّل الاستكشاف والتطوير، قام القانون الجزائري رقم 13-19، الذي جرى التصديق عليه في ديسمبر/كانون الأول 2019، بتعديل الإطار القانوني والمالي للبلاد لقطاع المحروقات، ما أدى إلى تحويل المشهد المتعلق بالطاقة.

المصادر:

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق