هل تؤثر حرب غزة وأوكرانيا على دعم أمريكا لتايوان؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
4

تحتل تايوان مركزًا مهمًا في السياسة الأمنية الآسيوية، حيث تتزايد التوترات مع الصين، التي تعتبر الجزيرة جزءًا من أراضيها.

في هذا السياق، تسعى تايوان لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التهديدات المحتملة، ولكنها تواجه تحديات كبيرة تتمثل في تأخر شحنات الأسلحة الأمريكية، حيث أثرت الأزمات المستمرة في غزة وأوكرانيا بشكل كبير على قدرة الولايات المتحدة على تلبية احتياجات الدفاع التايوانية، مما يثير تساؤلات بشأن استعداد الجزيرة في حال اندلاع نزاع مع الصين.

تأخيرات في شحنات السلاح

في الآونة الأخيرة، أجرت القوات المسلحة التايوانية تدريبات حية على سواحلها التي تطل على الصين، حيث استخدمت عددًا من المركبات المدرعة من طراز “همفي” المزودة بإطلاقات صواريخ مضادة للدبابات، وفق ما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، السبت 21 سبتمبر 2024.

ومع ذلك، لم تصل الصواريخ المخصصة لهذه الأنظمة مع الشحنة، مما أثر على فعالية التدريبات. الصواريخ التي تم استخدامها خلال هذه التدريبات كانت من نوع قديم وتفتقر إلى المدى المطلوب. التأخيرات في تسليم الأسلحة تعود إلى العديد من العوامل، من بينها الضغوط التي تواجهها صناعة الدفاع الأمريكية، والتي تعاني من نقص في المكونات الأساسية، مثل الشرائح الإلكترونية والآلات والعمالة الماهرة.

النزاعات العالمية وإمدادات الأسلحة

تسعى الولايات المتحدة لتوجيه معظم إمداداتها العسكرية لدعم أوكرانيا في نزاعها مع روسيا، مما يزيد من المخاوف لدى تايوان بشأن قدرتها على الحصول على الأسلحة اللازمة.

في ظل هذه الظروف، يُطرح سؤال حيوي: ماذا ستفعل تايوان إذا تعرضت لنقص في الأسلحة خلال نزاع مع الصين؟ تزداد أهمية هذا السؤال في ضوء أن الصين لم تستبعد استخدام القوة لإعادة السيطرة على الجزيرة.

تسريع إمدادات الأسلحة

تعمل وزارة الدفاع الأمريكية على تسريع عمليات المبيعات العسكرية الخارجية لتلبية احتياجات تايوان. وأكد المتحدث باسم الوزارة، جون سابل، أن تسريع توفير المعدات لتايوان يعد أولوية رئيسة.

ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجه صناعة الدفاع الأمريكية قد تؤثر على قدرتها على تلبية احتياجات الجزيرة بشكل فعال. يجب أن تأخذ الولايات المتحدة بعين الاعتبار القيود التي تواجه قاعدة الصناعة الدفاعية، والتي قد تعيق تسليم الأسلحة في الوقت المناسب.

صاروخ باتريوت أمريكي الصنع

صاروخ باتريوت أمريكي الصنع

تطوير القدرات الدفاعية

ردًا على هذه التحديات، أنشأت تايوان وكالة عسكرية جديدة تهدف إلى تحسين قدرات اكتساب الأسلحة وتعزيز تطوير التقنيات الدفاعية المتقدمة، ستعمل هذه الوكالة على التركيز على تكنولوجيا مثل المركبات غير المأهولة وأنظمة مكافحة الطائرات المسيرة، مما يتيح للجيش التايواني تحسين قدراته بشكل ملحوظ.

يأمل المسؤولون التايوانيون أن تسهم هذه الخطوات في تسريع عمليات التسليم وتقليل الاعتماد على الإمدادات الخارجية.

التعاون مع الولايات المتحدة

في إطار تعزيز قدراتها الدفاعية، تسعى تايوان أيضًا لتكون جزءًا من سلسلة الإمدادات الدفاعية الأمريكية. يتيح التعاون في الإنتاج لمصنعي الأسلحة في تايوان تعزيز قدرتهم على تلبية الاحتياجات المحلية، مما يقلل من الاعتماد على الشحنات من الخارج.

بعض الشركات التايوانية لديها القدرة على العمل مع المقاولين الأمريكيين، خاصة في مجال أنظمة الطيران، مما يوفر فرصة لتوسيع التعاون.

صاروخ مضاد للدبابات

صاروخ مضاد للدبابات

التهديدات السيبرانية

مع تعزيز قدراتها الدفاعية، تواجه تايوان أيضًا تحديات متزايدة من التجسس السيبراني، الهجمات السيبرانية التي استهدفت المواقع الحكومية أثناء التدريبات العسكرية الصينية كشفت عن مخاوف حقيقية بشأن أمان المعلومات والتكنولوجيا الحساسة.

وفقًا لتقارير وزارة الرقمية التايوانية، فإن 43% من الهجمات السيبرانية كانت تهدف إلى جمع المعلومات الاستخباراتية، مما يزيد من أهمية تعزيز القدرات الدفاعية السيبرانية.

الأزمات العالمية

مع الضغوط المستمرة من الصين وتأثير الأزمات العالمية على إمدادات الأسلحة، تجد تايوان نفسها في وضع حرج، ويتعيّن على الجزيرة العمل على تعزيز قدراتها الدفاعية من خلال تسريع عمليات الحصول على الأسلحة، وزيادة الإنتاج المحلي، وتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة.

إن تطوير القدرات الدفاعية المحلية والتعاون الدولي سيكونان عاملين حاسمين لضمان قدرة تايوان على مواجهة التهديدات المستقبلية والحفاظ على أمنها واستقرارها، واستجابة تايوان لهذه التحديات ستحدد مسار مستقبلها الأمني، وقدرتها على الصمود في وجه أي عدوان محتمل.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق