اتفاق جديد يرسم مستقبل التواجد الأمريكي في العراق

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
1

وفقًا لمسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، توصلت واشنطن وبغداد إلى اتفاق يقضي بسحب القوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى من العراق بحلول نهاية عام 2026.

ويأتي هذا الاتفاق كأحدث خطوة للحد من التزام الولايات المتحدة العسكري الذي استمر لأكثر من عقدين، وستغادر مئات القوات الأمريكية وقوات التحالف المتمركزة في بغداد وغرب العراق ومناطق أخرى بحلول سبتمبر من العام المقبل، بينما سيشهد 2027 انسحاب القوات من مدينة أربيل في شمال العراق.

المرحلة النهائية للانسحاب

وفق ما نشرت “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الجمعة 20 سبتمبر 2024، أوضح مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية أن مخطط الانسحاب جاهز، رغم أنه لا تزال هناك بعض التفاصيل التي يجب تسويتها، خاصة مع باقي أعضاء التحالف.

ومن المتوقع الإعلان الرسمي عن الاتفاق في الأسبوع القادم. ورغم الانسحاب الكامل، من المرجح أن يبقى عددا محدودا من القوات الأمريكية في العراق لدور استشاري ودعم لوجستي، خاصة للقوات الأمريكية المتمركزة في سوريا، وذلك وفقًا لاتفاق أمني ثنائي جديد بين الولايات المتحدة والعراق.

الدعم الأمريكي للقوات العراقية

تتمركز القوات الأمريكية، التي يبلغ عددها حاليًا حوالي 2500 جندي في العراق و900 في سوريا المجاورة، بهدف منع عودة تنظيم “داعش” الذي كان يسيطر على أجزاء واسعة من الأراضي حتى هزيمته بشكل كبير في 2019.

القوات الأمريكية كانت متواجدة بأعداد أكبر في العراق بين 2003 و2011. ورغم الضغوط من الميليشيات الموالية لإيران لإنهاء التواجد الأمريكي، إلا أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوازن بين مطالبهم وضرورة الإبقاء على تواجد أمريكي محدود، الذي يفضله بعض القادة العسكريين العراقيين.

تأثير الانسحاب على سوريا

سيتيح هذا الانسحاب للعراق الادعاء بإنهاء وجود القوات الأجنبية على أراضيه، لكنه سيبقي القوات الأمريكية في العراق حتى الإدارة الأمريكية القادمة، وربما لفترة أطول.

من المتوقع أن تستمر القوات الأمريكية في استخدام الأراضي العراقية لدعم العمليات في سوريا. مع ذلك، قد يضطر الجيش العراقي إلى التعامل مع تقليص الدعم المباشر من القوات الخاصة الأمريكية والمستشارين العسكريين، وهناك تساؤلات عن استمرار الولايات المتحدة في توفير الدعم الجوي للقوات العراقية.

تحديات تواجه العراق

رغم استمرار العمليات المشتركة ضد تنظيم “داعش”، التي أسفرت مؤخرًا عن مقتل 15 مسلحًا في العراق، لا تزال المخاوف قائمة بشأن قدرة الجيش العراقي على تأمين البلاد بدون دعم أمريكي كامل.

الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، حذر في مارس الماضي أمام الكونجرس من أن مغادرة القوات الأمريكية قبل أن تتمكن القوات العراقية من تأمين بلادهم قد يؤدي إلى عودة تنظيم “داعش” بشكل مؤكد، هذه التحذيرات تأتي في ظل تزايد نفوذ الميليشيات الشيعية الموالية لإيران التي تسعى منذ فترة طويلة لإنهاء التواجد الأمريكي في العراق.

العلاقة بين واشنطن وبغداد

يجري حاليًا إكمال الاتفاق بين الطرفين عبر اللجنة العسكرية المشتركة، حيث أوضح مستشار السياسة الخارجية لرئيس الوزراء السوداني، فالح العلا الدين، أن هذا الاتفاق سينهي التحالف العسكري ضد داعش، وسيحول العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق إلى علاقة ثنائية شاملة تشمل قطاعات أخرى، بالإضافة إلى الجانب الأمني والعسكري.

في النهاية، يبقى التساؤل عن كيفية مواجهة العراق للتحديات الأمنية الجديدة واستمرار تأثير الميليشيات الإيرانية على مستقبل البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق