د. عاصم حجازي يكتب: "بوصلة النظام التعليمي"

كشكول 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لكل نظام تعليمي أهداف يسعى لتحقيقها، وهذه الأهداف تمثل البوصلة التي يهتدي بها العاملون في الحقل التعليمي والمنتفعون من الخدمات التعليمية، والتي تقود خطاهم وترشدهم إلى الطريق الصحيح.


وإذا سألنا عددا ليس بالقليل من المعلمين والطلاب عن أهداف النظام التعليمي سنجد أن عددا كبيرا لا يعرف هذه الأهداف، وعددا آخر سيجتهد في صياغة أهداف يراها تصلح لأن تكون أهدافا للنظام التعليمي.


والحقيقة أن عدم معرفة أهداف النظام التعليمي تمثل خطورة كبيرة على جودة مخرجاته ودقة إجراءاته غير أن الخطورة تكون أشد في حالة قيام المعلمين والطلاب بصياغة أهداف من تلقاء أنفسهم، والتي بدورها قد تتعارض مع الأهداف الحقيقية للنظام التعليمي.

 

إن عدم وضوح الأهداف وعدم الإلمام الكافي بها يجعل العملية التعليمية تسير بشكل عشوائي غير منضبط وقد تحيد عن مسارها وتعجز عن تحقيق أهدافها، كما أنه يقلل من الدافعية والحماس ويؤدي إلى تخبط في الأساليب والإجراءات كما أن عدم وضوح الأهداف يعمل على تشويه المحتوى والمنهج ويعد سببا رئيسيا في غياب الدقة وأحيانا المنطقية، ويؤدي إلى إهدار الجهود وعدم استثمار الوقت والإمكانيات بشكل مناسب وسوف يؤدي أيضا إلى أن يسعى كل فرد من خلال النظام التعليمي لتحقيق أهداف خاصة به وهنا قد تتعارض الأهداف وتتعارض المصالح وسوف يؤدي ذلك إلى إضعاف كثير من الجهود التي تبذل لتطوير التعليم.

 

والحقيقة أيضًا أن الأهداف إذا كانت واضحة ومعلنة ويعرفها جميع من له صلة بالحقل التعليمي فإن النتائج ستكون إيجابية وسوف يعمل ذلك على توحيد الجهود وتحقيق التعاون المثمر وتقليل الهدر في الوقت والجهد والإمكانيات، وسوف يضفي على العملية التعليمية مزيدا من الدقة والكفاءة والحماس وسيكون الوصول لتحقيق هذه الأهداف أسرع وأكثر دقة.


لذلك ينبغي أن تكون أهداف النظام التعليمي ككل مكتوبة في أماكن بارزة في المدرسة يقرؤها كل من المعلمين والطلاب، وكذلك الأهداف الخاصة بكل مرحلة تعليمية بحيث يعرفها ويدركها جميع العاملين بالمدرسة.

 

كما يجب أن تكون المدرسة أكثر حرصا على ربط كل أنشطتها ومهامها التعليمية بما تشمله من تدريس وتقويم بهذه الأهداف.

 

وذلك بالطبع  لضمان استفادة المجتمع من مخرجات النظام التعليمي بشكل جيد يدعم التنمية ويضمن نموا وتطورا سريعا للمجتمع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق