سؤال يمكننا الإجابة عليه من خلال التدقيق في تفاصيل حياة هؤلاء الأطفال منذ اليوم الأول وحتى قبل الولادة، فالسلوك وأساليب الطفل تتشكل أثناء الحمل، وبعد الولادة يبدأ في عملية التواصل مع الأم في المرحلة الأولى أثناء الرضاعة.
في الواقع، فإن مسؤولية انسياق الطفل للألعاب الإلكترونية تقع على عاتق الأم والأب في المقام الأول، فالطفل الصغير يكون مفعمًا بالنشاط والحيوية في المراحل الأولى من عمره، وليس فقط نشاطًا حركيًا، ولكن أيضًا نشاطًا ذهنيًا، حيث يثيره الفضول حول كل ما يراه من حوله، ويريد دائمًا إجابات عن الأسئلة التي تدور في ذهنه، وإذا لم يجد من يرضي فضوله، فإنه سوف يمل من روتين الحياة حوله، وستتحول طاقته إلى طاقة داخلية تدفعه لاستثمارها في الجزء المتاح له.
وفي ذلك الوقت يصبح فريسة سهلة للألعاب الإلكترونية، لأنها تبدأ في تفعيل الجانب التحفيزي والفضولي لديه، ومن وجهة نظر الطفل، يبدأ في التركيز على الفوز والانتقال من مستوى إلى آخر، مما يشعره بدرجة من التفوق والإنجاز.
ولأن الأم والأب في أغلب الأحيان يكونان مشغولين بأعمالهما وإنجازاتهما الخارجية، يجد الطفل نفسه وحيدًا تمامًا، ولحاجته المبالغ فيها للاهتمام، يبدأ في البحث عن هذا الاهتمام والانشغال بتلك الأنواع من الألعاب الإلكترونية.
وبعد إتقان اللعبة والفوز، يبدأ العقل في إدمان تلك اللعبة، لأنها ببساطة أصبحت المصدر الوحيد للسعادة، ولكن للأسف، مع مرور الوقت، يتحول هذا إلى سلوك إدماني يسرق من الطفل براءته وتركيزه المطلوب منه في الدراسة، كما يؤثر في تكوين جوانب من سلوكه الاجتماعي، كما أن لها تأثيرًا مباشرًا على التأخر في عمليات الاستيعاب الذهني أثناء الدراسة، حيث تؤثر في عملية تشتيت الذهن وعمليات الحفظ والتذكر.
وأخيرًا، يجب على كل أم وأب ألا يتركا أطفالهما فريسة سهلة لتلك الألعاب. حاولوا بذل الجهد في ملء فراغ أطفالكم بالخروج، والتدريبات، والهوايات، واستثمار الوقت والجهد، كل هذا يساعد في تنمية إدراكهم الذهني، مما يسهم في تكوين شخصية سوية ناضجة على المستوى الشخصي والاجتماعي في المستقبل.
كما أن ملء الجانب العاطفي بتوازن من طرف الأم والأب كفيل بحماية الطفل من التعرض لصدمات الطفولة، وشعور الفقد الذي قد يتمكن منه، ويصور له معاني ومشاعر سلبية تظهر في سلوكيات سلبية مثل العناد، والسرقة، ونوبات الغضب المتكررة.
0 تعليق