تواصل عيوب طراز نيكسو الهيدروجيني التابع لشركة هيونداي الظهور والانتقال من دولة إلى أخرى، مهددة طموحات نشر "السيارات النظيفة" على الطرق؛ بهدف خفض انبعاثات النقل.
وتقف الشركة الكورية الجنوبية أمام مرحلة مهمة للصناعة، إذ يتجه الطراز إلى تسجيل إخفاق للمرة الرابعة، بعدما شهدت الأسابيع القليلة الماضية إجراءات ضد عيوب الطراز في 3 دول.
وبحسب تحديثات قطاع السيارات العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُعد أستراليا أحدث الدول المنضمة إلى ضحايا الطراز الهيدروجيني، بعد إجراءات ضده في أميركا وكندا وكوريا الجنوبية موطن الشركة المصنّعة ذاتها.
وتباينت ردود الفعل في الدول الـ4 السابق ذكرها تجاه عيوب الطراز، إذ استدعت الشركة المصنعة الطراز في أميركا وكندا، في حين تولّت الحكومة الأسترالية هذه المهمة بدلًا من الشركة.
أما المفارقة اللافتة للنظر فهي أن الشركة لم تتخذ خطوة حتى الآن لاحتواء عيوب الطراز في كوريا الجنوبية، ومارسَ برلمانيون ضغوطًا لمنع تفاقم عيوب الطراز إلى حد التهديد بنشوب حرائق وانفجارات.
استدعاء في أستراليا
شمل استدعاء طراز نيكسو الهيدروجيني في أستراليا السيارات المنتجة خلال المدة من عام 2018، حتى عام 2021.
ورغم الخطوة الحكومية، فإن الاستدعاء تضمّن 35 سيارة فقط؛ نظرًا إلى تراجع مبيعات الطراز الهيدروجيني في البلاد.
وبرّرت الحكومة الأسترالية الاستدعاء برصد عيوب لطراز هيونداي في أميركا وكندا وكوريا الشمالية، وفق موقع هيدروجين إنسايتس.
وشدّدت الحكومة على أن الخلل في عملية تصنيع طراز نيكسو الهيدروجيني يمكن أن يتسبّب في اندلاع حرائق حال توقيف السيارات في مواقع مغلقة.
وكانت صحف كورية جنوبية قد كشفت خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن العيب التصنيعي يساعد في حدوث تسرب لوقود الهيدروجين من خزانات بعض السيارات.
ومن شأن هذا التسرب أن يُشعل حرائق قد تعرّض ركاب السيارات الهيدروجينية إلى الإصابة أو الموت.
وبحسب استدعاء الحكومة الأسترالية، قد يتسع نطاق تداعيات التسرب والحرائق إلى مستعملي الطرق في البلاد، إذ قد تمتد الحرائق أو الانفجارات.
وبصورة إجمالية، قُدّرت تسجيلات السيارات الهيدروجينية الجديدة من الشركات المختلفة في أستراليا -خلال العام الماضي 2023- بنحو 6 سيارات فقط.
عيب عالمي!
خلال الشهر الماضي، استدعت الشركة ما يقرب من 1545 سيارة نيكسو في أميركا وكندا من السيارات المنتجة خلال المدة بين عامي 2019 حتى العام الجاري، وسط مخاوف من تسبّب تسرب الهيدروجين في اندلاع حرائق وتعرّض حياة الأفراد ومصير الممتلكات لمخاطر.
وحثّت الشركة عملاء طرازها الهيدروجيني في الدولتين الواقعتين بأميركا الشمالية على توقيف السيارات في الهواء الطلق، وتجنّب المواقع المغلقة، لتجنّب التداعيات المحتملة للتسرب رغم عدم تسجيل إصابات أو حوادث عالمية فعلية حتى الآن.
وتحمّلت الشركة مسؤولية متابعة تغيير وكلائها لجهاز تقليص الضغط، دون إضافة أي أعباء مالية على المستهلكين في أميركا وكندا، وحدّدت شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل موعد إجراء هذا التغيير.
وفي كوريا الجنوبية، تعرّضت شركة هيونداي لضغوط وانتقادات نتيجة تأخّرها في اتخاذ خطوات لاحتواء عيب طرازها الهيدروجيني محليًا.
وتزايدت المطالبات بضرورة إجراء فحص دوري كل عامين، خاصة لطراز نيكسو الهيدروجيني في كوريا الجنوبية، للسيارات التي تجاوز تشغيلها 4 سنوات؛ للتأكد من سلامة نشرها على الطرق دون المساس بحياة المستهلكين.
وواجهت شركة هيونداي اتهامات من عضو بالهيئة التشريعية في البلاد، بالفشل -حتى الآن- في استدعاء الطراز من الأسواق كافّة لفحصه.
وكانت هيئة كورية معنية قد فحصت عددًا من سيارات "نيكسو" أُنتجت منذ عام 2020 حتى الآن، وتبيّن تسرب لوقود الهيدروجين من 2277 سيارة.
شرح فني لخلل "نيكسو"
ينشأ عيب طراز نيكسو الهيدروجيني التابع لهيونداي نتيجة خلل في جهاز التحكم في التنشيط الحراري للضغط، وهو جهاز زجاجي مصنّع على صورة مصباح.
ومع تصاعد درجات الحرارة خلال توقيف السيارات في أماكن مغلقة يزداد ضغط الوقود ويضغط على الجهاز الزجاجي؛ ما يعرّضه للكسر وتسريب الوقود المضغوط في الخزان.
وقد يحدث الأمر تدريجيًا، إذ يتسبب الضغط الآخذ بالارتفاع في إحداث شقوق وكسور دقيقة غير مرئية بالجهاز الزجاجي، تبدأ تسريب الوقود وتراكمه في الأماكن المغلقة؛ ما يعرض سيارات نيكسو الهيدروجينية لاندلاع حرائق وانفجارات.
وأتاح الاستدعاء الأسترالي لطراز نيكسو إمكان توقيف السيارات في مواقع مفتوحة معرضة لتيارات الهواء؛ لتجنب اشتعال الحرائق، أو تفاقم ضغط الوقود المسرب.
ورأت الحكومة الأسترالية في هذه الخطوة حلًا مؤقتًا حتى تقرر الشركة الكورية الجنوبية التعامل مع عيوب جهاز تقليص الضغط.
وتُعد أستراليا رابع محطة عالمية لظهور خلل في طراز نيكسو الهيدروجيني، رغم أن الطراز بدأ غزو سوق السيارات في البلاد منذ عام 2021.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق