الملف النووي الإيراني..مشروع قرار أمريكي أوروبي ضد إيران في وكالة الطاقة الذرية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تقدمت الولايات المتحدة والدول الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) بمشروع قرار إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يهدف إلى إدانة إيران بسبب ضعف تعاونها مع الوكالة في ملفها النووي. وأكدت مصادر دبلوماسية أن القرار يطالب إيران بالتعاون الكامل مع الوكالة وتقديم توضيحات بشأن الأنشطة النووية المثيرة للجدل، في خطوة تزيد من حدة التوتر بين طهران والدول الغربية.

مشروع القرار: موقف غربي صارم تجاه إيران

بحسب دبلوماسيين، يدين مشروع القرار الذي تم تقديمه مساء الثلاثاء إيران بسبب ما وصفوه بـ"ضعف تعاونها" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشار دبلوماسيون إلى أن القرار يحظى بدعم قوي من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ويطالب بإصدار تقرير شامل عن الأنشطة النووية الإيرانية.

وأكد مصدر دبلوماسي أن الدول الغربية تهدف إلى الضغط على إيران لتقديم تنازلات فيما يتعلق بملفها النووي، وسط قلق متزايد بشأن تخصيبها لليورانيوم بمستويات قريبة من تلك المطلوبة لتصنيع أسلحة نووية.
 

إيران تحاول الحد من التصعيد: عرض مشروط

من جانبها، قدمت إيران عرضًا للحد من التصعيد، يتمثل في تحديد مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% عند حوالي 185 كيلوجرامًا، وهو ما يكفي نظريًا لتصنيع 4 أسلحة نووية إذا تم تخصيبه لمستويات أعلى، وفقًا لمعايير الوكالة.

ووفقًا لتقريرين سريين أصدرتهما الوكالة الدولية للطاقة الذرية، شمل العرض الإيراني أيضًا النظر في السماح لأربعة مفتشين إضافيين بالعمل في إيران، بعد أن كانت طهران قد قلصت عدد المفتشين ذوي الخبرة العام الماضي.

موقف الوكالة: استمرار المفاوضات دون نتائج واضحة

رغم العروض الإيرانية، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المفاوضات مع طهران لم تحقق تقدمًا ملموسًا. وأوضحت أن زيارة المدير العام رافائيل جروسي إلى إيران الأسبوع الماضي جاءت في محاولة لإقناع السلطات الإيرانية بالتعاون الكامل مع الوكالة، خاصة في قضايا عالقة مثل آثار اليورانيوم غير المبررة في مواقع غير معلنة.

وذكرت تقارير الوكالة أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% ارتفع بمقدار 17.6 كيلوجرام منذ أغسطس الماضي، ليصل إلى 182.3 كيلوجرام حتى 26 أكتوبر.

تحذير إيراني من تصعيد غربي

انتقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشدة مشروع القرار الغربي، ووصفه بأنه "إجراء استفزازي وغير مبرر". وأوضح عراقجي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي أن تقديم مثل هذا القرار يعكس تناقضًا مع الأجواء الإيجابية التي بدأت تتشكل بين إيران والوكالة، محذرًا من أن مثل هذه التحركات ستعقد الأمور وتزيد من صعوبة الوصول إلى تسوية.

تحركات دبلوماسية مكثفة: تصعيد أم تهدئة؟

مع تقديم القرار إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يواجه الملف النووي الإيراني مرحلة جديدة من التصعيد. وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه القوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، بينما تصر إيران على رفع العقوبات المفروضة عليها قبل تقديم أي تنازلات إضافية.

وتبدو الخيارات محدودة أمام الطرفين، حيث تواجه إيران ضغوطًا اقتصادية خانقة بسبب العقوبات، بينما تخشى الدول الغربية من تطور البرنامج النووي الإيراني ليصل إلى مستويات عسكرية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق