تكتيكات مبتكرة.. إسرائيل تواجه تحديات غير متوقعة في غزة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
12

في الأشهر التسعة التي سبقت المناورات الإسرائيلية في رفح، واجهت الحكومة الإسرائيلية تحديات معقدة في اتخاذ قرار بشأن الخطوة التالية في غزة.

بينما كان الجيش الإسرائيلي يخوض معارك متواصلة في القطاع، استفادت حماس من هذا التأخير لتنظيم دفاعاتها وبناء استراتيجيات جديدة لتحدي الجيش الإسرائيلي. هذه الاستعدادات أعطت لحماس ميزة واضحة في المواجهات الميدانية الأخيرة.

الجيش الإسرائيلي في رفح

بعد فترة طويلة من القتال في غزة، بدأت الفرقة 162 التابعة للجيش الإسرائيلي بتنفيذ مناورات واسعة النطاق في منطقة رفح. وجاءت هذه العمليات بعد أكثر من تسعة أشهر من التردد والتخطيط، حيث كانت الحكومة الإسرائيلية تفكر في كيفية التعامل مع تهديدات حماس المتزايدة في جنوب القطاع. خلال هذه الفترة، استفادت حماس من الهدوء النسبي لبناء تحصينات قوية وإعداد مقاتليها لمواجهة أي تقدم إسرائيلي.

وأشار المحلّل الإسرائيلي آفي أشكنازي، بصحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم 23 سبتمبر 2024 إلى أنه نظرا لتهديدات حماس المتزايدة  وضع قائد الفرقة، اللواء إيتسيك كوهين، بالتنسيق مع قائد القيادة الجنوبية الجنرال يارون فينكلمان، خطة معقدة للتعامل مع التهديدات في رفح. وتمحورت هذه الخطة حول الالتفاف على دفاعات حماس عبر محور فيلادلفيا، وهي خطوة تهدف إلى تفادي الكمائن والفخاخ التي أعدتها حماس.

حماس

حماس

استعدادات حماس الدفاعية

على مدى الأشهر التي سبقت هذه المناورات، كانت حماس تعمل بشكل مكثف على تعزيز مواقعها الدفاعية، شمل ذلك تفخيخ الطرق والأبنية الرئيسية بعبوات ناسفة، وتحضير مقاتليها لتنفيذ كمائن باستخدام القناصة والصواريخ المضادة للدروع. الهدف الرئيسي لحماس كان خلق أكبر عدد ممكن من الإصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي المتقدم، وتعطيل خططه الهجومية.

استخدمت حماس استراتيجيات بسيطة لكنها فعالة. قامت بتفخيخ المباني والجدران، وزرع العبوات على طول الطرق التي توقعت أن يسلكها الجيش الإسرائيلي. إضافة إلى ذلك، أنشأت ممرات خفية بين المباني لتحريك قواتها بسرعة دون كشفها، وعملت على توصيل هذه العبوات والمتفجرات بغرف عمليات صغيرة يديرها مقاتلوها.

التكنولوجيا البسيطة

أحد الأسلحة الرئيسية التي استخدمتها حماس في هذه المرحلة كان كاميرات الرجوع الخلفي المأخوذة من المركبات، حيث تم توظيفها لمراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي. زرعت حماس مئات من هذه الكاميرات على طول الطرق والممرات التي توقعت أن يستخدمها الجيش، وربطتها بغرف عمليات تديرها محلياً.

بمجرد أن ترصد الكاميرات أي تحرك للقوات، كانت تنطلق العمليات الهجومية عبر تفجير العبوات، وهجمات القناصة، وإطلاق الصواريخ. وهذه الكاميرات الصغيرة كانت تمثل تحدياً كبيراً للجيش الإسرائيلي، حيث يصعب اكتشافها بسبب حجمها الصغير وقدرتها على نقل الصور في الوقت الحقيقي. كانت الخطة تعتمد على استغلال هذه الكاميرات لرصد القوات المتقدمة ومن ثم تفعيل الهجمات المفاجئة قبل أن يتمكن الجيش من الرد.

تحديات تواجه الجيش الإسرائيلي

رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الجيش الإسرائيلي، كانت التحديات التي فرضتها استراتيجيات حماس الدفاعية هائلة. فإلى جانب تفخيخ الطرق والمباني، تمكنت حماس من إخفاء كاميرات المراقبة بمهارة كبيرة، مما جعل من الصعب على الجيش تحديد مواقعها وتحييدها قبل الهجوم.

في عدة مناسبات، نجحت حماس في تنفيذ كمائن ناجحة ضد القوات الإسرائيلية، ما أدى إلى وقوع إصابات كبيرة في صفوفها. في إحدى هذه الحوادث، تمكنت حماس من تفجير مبنى على رأس قوة من لواء جفعاتي كانت تعمل في رفح. وفي حادثة أخرى، انهارت جدران مبنى على قوة من لواء القدس أثناء تحركها على طول محور نتساريم. ورغم أن الجيش الإسرائيلي نجح في الالتفاف على خطوط الدفاع الرئيسية في رفح، إلا أن حماس استطاعت نصب فخاخ في مناطق أخرى من القطاع.

محور فيلادلفيا

محور فيلادلفيا

الانتقال إلى الضفة الغربية

التحديات التي واجهها الجيش الإسرائيلي في غزة لم تقتصر على القطاع فقط. مؤخراً، بدأت نفس التكتيكات تظهر في مناطق أخرى مثل شمال الضفة الغربية. في مخيمات اللاجئين في جنين وبلدة ونابلس، رصد الجيش الإسرائيلي استخداماً مشابهاً لكاميرات الرجوع الخلفي كجزء من الخطط الدفاعية للمسلحين في هذه المناطق.

استخدم المسلحون في هذه المناطق الكاميرات لرصد تحركات الجيش الإسرائيلي، وتوجيه الهجمات بشكل دقيق. في مخيمات مثل جنين وبلدة وطولكرم، تم رصد أنظمة دفاع مشابهة لما تم استخدامه في غزة، مما يظهر أن هذه التكتيكات بدأت تنتشر في جميع أنحاء المناطق الفلسطينية.

مرحلة جديدة في الصراع

في نهاية المطاف، يبدو أن الصراع بين الجيش الإسرائيلي وحماس دخل مرحلة جديدة تتميز بتعقيد تكتيكي متزايد. وبينما يستمر كلا الطرفين في تطوير أساليب جديدة للمواجهة، يظهر أن التكنولوجيا البسيطة مثل كاميرات الرجوع الخلفي قد أصبحت جزءاً أساسياً من هذه الحرب.

على الرغم من النجاحات التي حققتها القوات الإسرائيلية في بعض الجبهات، إلا أن التحديات التي فرضتها حماس لا تزال تشكل تهديداً مستمراً، مما يجبر الجيش على تطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة هذه التهديدات المتغيرة.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق