سجّل إنتاج الغاز في إيران رقمًا قياسيًا جديدًا، إلا أن ذلك لم يضع حلولًا لانقطاعات الكهرباء التي تعانيها طهران والعديد من المحافظات.
ووفقًا لأرقام اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، سجل الإنتاج اليومي للغاز الطبيعي في إيران نحو 862 مليون متر مكعب، ويبرز دور هذا المورد الإستراتيجي في إيران بصفته أساسًا يدعم التنمية الاقتصادية والصناعية.
وتمثل زيادة إنتاج الغاز في إيران أولوية قصوى لدى الحكومة من أجل تلبية الطلب المحلي المتزايد، ولا سيما في أشهر الشتاء الحالية؛ إذ تُستعمل السلعة الحيوية أساسًا لأغراض التدفئة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الغاز الوطنية الإيرانية سعيد توكلي، إن استهلاك الغاز في إيران يتركز بنسبة كبيرة في القطاعات السكنية والتجارية والصناعية الصغيرة؛ إذ تشكل القطاعات نحو 80% من إجمالي الاستهلاك خلال الشتاء، في حين يُستهلك 20% في الصناعة ومحطات الكهرباء.
مزيج الطاقة في إيران
يهيمن الغاز الطبيعي على مزيج الطاقة في إيران، إذ يشكل نحو 72% من إجمالي الطاقة المستعملة في البلاد.
وتفوق النسبة بكثير المتوسط العالمي البالغ نحو 22%، وتعتمد محطات توليد الكهرباء على الغاز في إيران بنسبة 85%؛ ما يجعلها واحدة من أكثر الدول اعتمادًا على هذا المورد الحيوي.
وخلال فصل الشتاء، تواجه محطات توليد الكهرباء تحديات إضافية مع زيادة الطلب في القطاعات السكنية والتجارية.
وتلجأ محطات الكهرباء في إيران إلى استعمال مزيج من الغاز والديزل وزيت الوقود للحفاظ على استمرارية الإنتاج، ويعد هذا الوضع غير مألوف عالميًا، إذ تعتمد معظم الدول على مزيج متنوع من الوقود لتلبية احتياجاتها.
وكشفت بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة عن توقف نحو 80 محطة كهرباء في إيران عن العمل من إجمالي نحو 600 وحدة لتوليد الكهرباء، بسبب تراجع إمدادات الغاز الطبيعي والوقود السائل.
وأشار توكلي إلى أن إيران تتمتع ببنية تحتية متقدمة لمعالجة الغاز، من خلال تشغيل 20 مصفاة في مختلف أنحاء البلاد، ما يضمن وصول الغاز إلى 99% من المناطق الحضرية و85% من المناطق الريفية.
ومع ذلك، فإن التحديات المرتبطة بارتفاع استهلاك الغاز في إيران للقطاع السكني تتطلب حلولًا مستدامة على المدى الطويل.
استهلاك الغاز في إيران
أوضح توكلي تفاصيل استهلاك الغاز في إيران، مشيرًا إلى أن 34% من إجمالي الغاز المنتج في يُستعمل في محطات الكهرباء، بينما يُستعمل 34% من الإنتاج في القطاع الصناعي، و25% في القطاع المنزلي، و4% في قطاع النقل (الغاز الطبيعي المضغوط)، و3% في القطاعات الأخرى.
وأشار، خلال اجتماع مع أعضاء جمعية رجال الأعمال الإيرانيين، إلى أن الغاز يشكل 72% من مزيج الطاقة في البلاد، مؤكدًا أن هذا يعني اعتماد البلاد بشكل كبير على الغاز في تلبية احتياجاتها من الطاقة.
وقال توكلي إن طهران تمتلك ثاني أكبر احتياطيات الغاز في العالم، إذ يقع ما بين 75 و76% من حقول الغاز في المياه الجنوبية، وتتوزع نسبة 24% من احتياطيات الغاز في إيران على مناطق أخرى.
حملة "درجتان أقل"
في إطار الجهود معالجة التحديات المرتبطة بكفاءة استهلاك الطاقة، أطلقت شركة الغاز الوطنية حملة "درجتان أقل"، التي تهدف إلى خفض استهلاك الغاز من خلال تعديل درجات الحرارة في المباني.
وأوضح توكلي أن المنازل في إيران تُدفأ بدرجات حرارة مرتفعة مقارنة بالمعايير العالمية؛ ما يؤدي إلى هدر كبير للغاز. وأكد أن تحسين كفاءة الطاقة يجب أن يكون على رأس أولويات الحكومة والصناعات المعنية.
وأشار إلى أن 80% من الغاز المنتج هذا الشتاء يستهلك في القطاعات السكنية والتجارية والصناعية الصغيرة، كما تُخصص النسبة المتبقية البالغة 20% للصناعات الكبرى ومحطات الطاقة؛ ما يمثل تحديًا كبيرًا؛ إذ يعتمد التوازن في إمدادات الطاقة على التحكم في استهلاك هذه القطاعات.
وأضاف أن أحد أسباب اختلال التوازن في الطاقة هو التخزين غير الكافي ونقص الغاز خلال فصل الصيف؛ ما يؤثر في قدرة البلاد على مواجهة الطلب المتزايد خلال الشتاء، مؤكدًا أن حل هذه المشكلة يتطلب زيادة الإنتاج وتحسين التخزين، إلى جانب تعزيز كفاءة استهلاك الغاز.
وأكد توكلي أن هذه الحملة بدأت تظهر نتائج إيجابية، داعيًا إلى توسيع نطاقها لتشمل المزيد من القطاعات، موضحًا أن خفض درجات الحرارة داخل المباني وأماكن العمل بمقدار درجتين مئويتين يمكن أن يحقق وفرًا يوميًا يصل إلى 50 مليون متر مكعب من الغاز.
وأشار إلى أن هذا الوفر يعادل إنتاج مرحلتين من حقل بارس الجنوبي، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات 3 محافظات، إذ تسلط هذه الإحصائيات الضوء على أهمية الإجراءات التوعوية لإدارة الاستهلاك وتحقيق التوازن في الطاقة.
ويقول مسؤولون إن إيران بحاجة إلى 350 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا لسدّ الفجوة التي تفاقمت جرّاء ارتفاع الطلب نتيجة لانخفاض درجات الحرارة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق