كيف أدار تحالف أوبك+ أسواق النفط في 2024؟.. 8 خبراء يجيبون

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قبل أيام قليلة من انطلاق العام الجديد، أصبحت إنجازات تحالف أوبك+ في أسواق النفط واضحة بما لا يدع مجالًا للشك، رغم سعي بعضهم إلى التقليل من جهود التحالف الذي تقوده السعودية وروسيا.

واستمرارًا لمحاولاته منذ بداية عام 2024 للحفاظ على استقرار السوق وتوازنها، قرر أوبك+ في اجتماعه الأخير، المنعقد يوم 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تمديد تخفيضات إنتاج النفط بمقدار مليونَي برميل يوميًا لمدّة عام إضافي، حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2026، بدلًا من نهاية 2025.

كما ستمدّد الدول الـ8 الأعضاء في التحالف تخفيضاتها الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، التي أُعلِنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حتى نهاية مارس/آذار 2025، وستعيدها تدريجيًا على أساس شهري حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2026.

بالإضافة إلى ذلك، قررت هذه الدول تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية الإضافية البالغة 1.65 مليون برميل يوميًا، التي أُعلنت في أبريل/نيسان 2023، حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2026.

وفي هذا الصدد، استطّلعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، آراء نخبة من كبار الخبراء حول دور أوبك+ في استقرار أسواق النفط في 2024، وتأثيره بالأسعار.

أسواق النفط في 2024

أوضح رئيس شركة رابيدان إنرجي لاستشارات الطاقة، بوب ماكنالي، أن تحالف أوبك+ أدى دورًا فعالًا للغاية بوصفه مُثبّتًا لأسواق النفط في 2024، مع انخفاض حادّ في تقلبات أسعار الخام، مشيرًا إلى أن التحالف أظهر الوحدة والمرونة.

كما أشار محلل السلع لدى بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس" جيوفاني ستانوفو إلى أن دور التحالف يتمثل في ضمان توازن سوق النفط، من خلال تعديل العرض بناءً على التغييرات على جانب الطلب، لضمان أسعار أقل تقلّبًا.

جيوفاني ستانوفو

وأضاف أن مخزونات النفط العالمية انخفضت بشكل معتدل في عام 2024، وكان تقلُّب النفط أقل مما كان عليه في السنوات الماضية.

وتابع ستانوفو -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة-: "لذا، فقد حقق أوبك+ نجاحًا كبيرًا، في رأيي".

وهو ما أكده -أيضًا- مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، الذي أشار إلى أن تخفيضات تحالف أوبك+ والتخفيضات الطوعية للدول الـ8 حققت الأهداف المرجوة منها.

وقال الحجي، إن هذه الأهداف تتمثل في تحقيق الاستقرار بالسوق وخفض مستويات التذبذب، التي كانت الأقل منذ سنوات، كما منعت هذه التخفيضات أسعار النفط من الانخفاض إلى مستويات متدنية.

الدكتور أنس الحجي

ومن جانبه، أكد محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة في الطاقة، نادر إیتیّم، أن تحالف أوبك+ كان -وما يزال- القوة الأكثر فاعلية لاستقرار سوق النفط.

وقال إيتيّم -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة-، إن قدرة أعضاء التحالف على وضع مصالحهم في المرتبة الثانية بعد الهدف الأساس المتمثل في الحفاظ على توازن السوق والأسعار تحت السيطرة، كانت بالغة الأهمية في السنوات الأخيرة، وخاصة في مدة ما بعد جائحة فيروس كورونا.

وفيما يتعلق بالسعر، كان هذا الالتزام نفسه بالعمل من أجل الصالح العامّ هو الذي جعلهم يؤجلون بدء أيّ زيادات في الإنتاج؛ إذ لم تكن السوق بحاجة إلى الأحجام، لذلك تراجعوا، على الرغم من الرغبة الشديدة لدى العديد من الأعضاء في زيادة الإنتاج، بحسب إيتيّم.

تشكيل أسعار النفط العالمية

يرى كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، أومود شوكري، أن تحالف أوبك+ يستمر بأداء دور محوري في تشكيل أسعار النفط العالمية من خلال إدارة الإنتاج الإستراتيجية.

وعبر الاستفادة من مخزونات النفط العالمية، أوضح شوكري أن التحالف عمل على استقرار أسواق النفط في 2024 ودعم الأسعار، مع الإشارة إلى نيّته في الحفاظ على تخفيضات الإنتاج حتى عام 2025، على الرغم من ضعف الطلب وارتفاع أسعار الفائدة.

وأشار -في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن هذه التدابير تعمل على مواجهة زيادة الإنتاج من دول خارج أوبك مثل الولايات المتحدة والبرازيل وكندا والنرويج.

ولكنه أكد أن التحالف يواجه تحديات، بما في ذلك التوقعات المنقحة التي تشير إلى نمو أضعف من المتوقع في الطلب من الصين، وزيادة العرض من خارج أوبك، والضغوط الاقتصادية العالمية التي قد تعوق قدرتها على التخلص من تخفيضات الإنتاج، كما هو مخطط له.

أومود شوكري

ومن جانبه، قال رئيس تحرير منصة "بتروليوم إيكونوميست"، بول هيكن، إن تحالف أوبك+ ساعد في استقرار الأسعار خلال عام 2024، ووفّر حدًا أدنى لسعر النفط يبلغ نحو 70 دولارًا للبرميل، والذي بدا أنه مستعد للدفاع عنه من خلال حجم تخفيضات الإنتاج وطولها وعمقها.

وقال هيكن -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة: "دون تدخُّل أوبك+، كانت أسعار النفط ستنخفض بالتأكيد بشكل كبير، بسبب ضعف الطلب الصيني الذي كان أكثر إشكالًا مما توقّعه معظم الناس".

وأضاف أن أوبك+ أظهر أنه ثابت في التزامه بالحفاظ على استقرار أسعار النفط، فضلًا عن التزامه بإزالة البراميل في أوقات الضعف الاقتصادي للتعويض عن الركود في نمو الطلب، وهذا ما أشارت إليه المجموعة بوضوح لعام 2025 وما بعده.

وتابع: "إذا كان نمو الطلب العالمي على النفط مخيّبًا للآمال، فقد أظهر أوبك+ أنه مستعد لدعم السوق وإجراء التعديلات اللازمة على اتفاقية خفض الإنتاج، وسيفعل ذلك مرة أخرى".

وإذا استمر نمو الطلب على النفط بشكل صحيح، فيبدو أن أوبك+ قد قلب موازين العرض والطلب لصالحه، وفقًا لتحليل بتروليوم إيكونوميست، وسيكون متفائلًا إلى حدّ ما بشأن أسعار النفط، ما يساعد الأسعار على الارتفاع نحو 80 دولارًا للبرميل، بحسب تصريحات هيكن.

بول هيكن

التحديات الجيوسياسية والاقتصادية

أشار المستشار والخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان، مدير عام التسويق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية -سابقًا- علي بن عبدالله الريامي، إلى أن عام 2024 شهد الكثير من التقلبات والتغيرات، ليس فقط فيما يتعلق بالقضايا الجيوسياسية، ولكن أيضًا في الاقتصاد العالمي.

وأوضح -في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن عام 2024 كان مليئًا بالأحداث، بدءًا من الأحداث الاقتصادية والتوقعات في بداية العام بحدوث النمو والعودة إلى ما قبل جائحة كورونا، وخاصةً في الصين، مع نمو الطلب على النفط.

وأضاف الريامي أن بعض المؤسسات التجارية توقعت أن تصل أسعار النفط إلى 90 دولارًا-100 دولار أو حتى إلى 110 دولارات-120 دولارًا، وسرعان ما صُحِّحَت هذه النظرة المستقبلية، مع وجود تطورات جيوسياسية، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط، ما أثّر في أسعار النفط.

وشدد على أن ما حدَّ من الارتفاعات بشكل ملحوظ هو النمو الاقتصادي غير الملائم لزيادة الطلب على النفط من آسيا، وبقيت الأسعار في المتوسط بين 75-80 دولارًا.

علي بن عبدالله الريامي

وشاركه الرأي الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة شعيب بوطمين، الذي ذكر أن تحالف أوبك+ "لعب بأغلب أوراقه" في عام 2024، حيث كان مليئًا بالتحديات الجيوسياسية مع عمق الأزمة الاقتصادية التي ما تزال تخيّم على العديد من دول العالم.

وأضاف الخبير الجزائري أن الركود الاقتصادي داخل الاتحاد الأوروبي والصين كان جليًا، إذ أثّر في نمو الطلب على النفط؛ لذا، فإن ارتفاع نِسب الفائدة وتداعياته على الاستهلاك كان تحديًا كبيرًا وعائقًا مرتفعًا لتحالف أوبك+.

وقال بوطمين: "بالرغم من استمرار قطع الإمدادات بـ5.86 مليون برميل يوميًا، فإن هذا لم يستطع تقليص الفجوة بين العرض والطلب وامتصاص معروض السوق الوفير".

ولكنه شدد على أنه يجب الاعتراف أن أسعار النفط بقيت فوق 70 دولارًا بمجهودات التحالف، ما سمح باستمرار تزايد إنتاج النفط خارج التحالف، وهو ما أسهم في إعطاء الفرصة لكل دول العالم بإنتاج النفط بصورة متوازنة.

وأضاف بوطمين: "تحالف أوبك+ وإن لم يحقق أهدافه كافة، إلّا أنه تمكّن من طرح توازن واستقرار في السوق عام 2024، وهو من شأنه طمأنة المستثمرين في عام 2025، وقد يشجع على فتح شهية المستهلكين".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق