يُعدّ تدشين أول مشروع طاقة شمسية في العراق أولى الخطوات الفعلية نحو تعزيز اعتماد بغداد على مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء.

وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي الحكومة لتنويع مصادر الطاقة وتحقيق الاستدامة في قطاع الكهرباء، وسط طلب متزايد على الطاقة الكهربائية في مختلف أنحاء البلاد.

ووفقًا لبيانات اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تتواصل الأعمال المدنية في مشروع محطة كربلاء، أول مشروع طاقة شمسية في العراق، تبلغ قدرتها التوليدية 300 ميغاواط.

ويمثّل المشروع الذي يُنفَّذ على مساحة ضخمة تُقدَّر بـ4000 دونم، في قضاء الحر بمحافظة كربلاء، نقلة نوعية في اعتماد العراق على مصادر الطاقة النظيفة.

* الدونم يعادل 2500 متر مربع.

تفاصيل أول مشروع طاقة شمسية في العراق

أوضحت وزارة الكهرباء أن أول مشروع طاقة شمسية في العراق يتضمن تركيب نحو 500 ألف لوح شمسي، إذ يُتوقع إتمام نصب 40 ألفًا منها بحلول فبراير/شباط القادم 2025.

ويمثّل هذا الإنجاز جزءًا من خطة أوسع تستهدف إنتاج 525 ميغاواط من الطاقة الشمسية، تشمل عدّة محافظات في الفرات الأوسط، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتُنفَّذ المرحلة الأولى من المشروع خلال 365 يومًا، بما يتماشى مع توجيهات وزير الكهرباء زياد علي فاضل، لتعزيز الاستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود المستورد.

وتتولى شركات، مجموعة البلال للمقاولات العامة، وأوراسكوم للإنشاءات المصرية، وسكاتك النرويجية لتطوير مشروع محطة كربلاء للطاقة الشمسية، بحصص ملكية نسبتها 33.34% و 33.33% و 33.33% على الترتيب، بحسب منصة "غلوبال إنرجي مونيتور".

كان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد وضع، في 15 أغسطس/آب 2024، حجر الأساس لثلاث محطات كهربائية في كربلاء، كان من ضمنها محطة كربلاء بصفتها أول مشروع طاقة شمسية في العراق.

الطاقة الشمسية في العراق

يتزامن مشروع محطة كربلاء، الذي يُعدّ أول مشروع طاقة شمسية في العراق، مع جهود حكومية أخرى لتعزيز قطاع الطاقة الشمسية في العراق.

وسعت وزارة الكهرباء خلال العام الماضي إلى إبرام عقود مع شركات عالمية كبرى، مثل شركة "توتال" الفرنسية لإنشاء محطة بطاقة 1000 ميغاواط في البصرة، وشركة "بتروتشاينا" الصينية التي ستتولى إنشاء محطة أخرى في المثنى بقدرة 750 ميغاواط.

وتأتي هذه المشروعات ضمن خطة وطنية طموحة تهدف إلى إنتاج 12 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030، إذ صادق مجلس الوزراء على خطة لإسناد 7500 ميغاواط من هذه القدرة لشركات متخصصة.

تحديات تطوير الطاقة الشمسية في العراق

رغم الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها العراق، مثل تعرُّضه لأكثر من 3000 ساعة من السطوع الشمسي سنويًا، فإن قطاع الطاقة الشمسية يواجه عددًا من التحديات.

وأوضح مدير مبيعات الشرق الأوسط في إحدى الشركات العالمية المصنعة للألواح الشمسية، المهندس أحمد مسعد، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأتربة في العراق يؤثّران سلبًا في كفاءة عمل الألواح الشمسية.

إلى جانب ذلك، تحتاج سوق الطاقة الشمسية في العراق إلى تطوير هيكله الإداري ووضع تعرفة ملائمة لتنظيم استعمال الكهرباء المتجددة، فضلًا عن تحسين شبكات التوزيع وإدخال العدّادات الذكية لاستيعاب القدرات الإنتاجية الجديدة.

مبادرات دعم الطاقة الشمسية في العراق

في خطوة لتهيئة البنية التحتية، أطلقت وزارة الكهرباء في أكتوبر/تشرين الأول 2024 منصة إلكترونية لتأهيل الشركات المتخصصة في الطاقة الشمسية.

وتهدف المنصة إلى تسهيل تسجيل الشركات وتوفير منظومات شمسية للمواطنين بأسعار مناسبة، سواء عبر الدفع النقدي أو بنظام القروض الميسّرة دون فوائد، بالتعاون مع المصرف المركزي العراقي.

ومن المتوقع أن تُحدِث هذه المبادرات تحولًا كبيرًا في قطاع الكهرباء العراقي، إذ تسعى بغداد لتوسيع تركيب الألواح الشمسية لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، ولا سيما خلال فصل الصيف.

ويُعدّ أول مشروع طاقة شمسية بالعراق -في كربلاء- نقطة انطلاق نحو مستقبل يعتمد على مصادر نظيفة ومستدامة للطاقة.

ومع التحديات التي يواجهها، يبقى المشروع بارقة أمل في مسيرة التحول إلى الطاقة المتجددة، مدعومًا بخطط حكومية طموحة تهدف إلى جعل الطاقة الشمسية ركيزة أساسية في إستراتيجية العراق للطاقة خلال السنوات القادمة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

1. بيانات أول مشروع طاقة شمسية في العراق من منصة "غلوبال إنرجي مونيتور".