أظهرت عدة مؤشرات رئيسية اليوم الأربعاء أن اقتصاد منطقة اليورو، الذي كان يتجنب الركود لأكثر من عام، أنهى عام 2024 على نغمة ضعيفة، مما يشير إلى أن التعافي الذي طال انتظاره لا يزال احتمالا بعيدا.
انخفض مؤشر المعنويات الرئيسي للمفوضية الأوروبية أكثر من المتوقع في ديسمبر وانخفضت الطلبات الصناعية الألمانية وانخفضت مبيعات التجزئة الألمانية بشكل غير متوقع، وكل هذا يضيف إلى المؤشرات القاتمة بالفعل من الكتلة النقدية المكونة من 20 دولة.
تشير الأرقام إلى أن منطقة اليورو، التي تواجه التهديد الجديد بفرض رسوم جمركية على صادراتها من إدارة ترامب القادمة، لم تنمو بالكاد في الربع الماضي وربما كان النمو الألماني سلبيا مرة أخرى.
امتد هذا إلى سلسلة كئيبة منذ أن أثرت أسعار الطاقة المرتفعة بعد غزو روسيا لأوكرانيا على الصناعة.
وانخفضت قراءة مؤشر المعنويات الاقتصادية الرئيسي للاتحاد الأوروبي إلى 93.7 في الشهر الماضي من 95.6 في نوفمبر، وهو ما يقل كثيراً عن التوقعات بقراءة مستقرة وانخفض مؤشر المناخ الصناعي، وانخفضت معنويات المستهلك، في حين ارتفعت توقعات الأسعار.
جاءت الأرقام بعد ساعات فقط من إظهار بيانات منفصلة أن الطلبات الصناعية في ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، انخفضت بنسبة 5.4% عن الشهر السابق، وهو أداء أقل من التوقعات بعدم حدوث تغيير وفي الوقت نفسه، انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 0.6% بالقيمة الحقيقية عن الشهر السابق، مقابل توقعات بنمو بنسبة 0.5%.
وكان القطاع الصناعي الضخم في ألمانيا في حالة ركود لأكثر من عام حيث كانت تكاليف الطاقة المرتفعة، وتراجع الطلب من آسيا والمنافسة الأرخص من الأسواق الأخرى كلها تثقل كاهل القطاع.
واعتمد خبراء الاقتصاد لفترة طويلة على الاستهلاك الخاص لدفع التعافي حيث تتمتع الأسر الآن بنمو كبير في الدخل الحقيقي وسط تضخم متضائل.
ولكن دراسة صادرة عن البنك المركزي الأوروبي تشير إلى أن الأسر سوف تستمر في ادخار جزء كبير بشكل غير عادي من دخلها لإعادة بناء الثروة المفقودة بسبب التضخم المرتفع، مما قد يربك الآمال في المزيد من الإنفاق.
ويزعم خبراء الاقتصاد أن هذا الاتجاه قد يتفاقم بسبب أي ضعف آخر في سوق العمل، التي بدأت تعاني من ضعف النمو، وتقلص هوامش الشركات، وضعف الطلب على السلع والخدمات للشركات.
0 تعليق