تعتزم بريطانيا زيادة نقاط شحن السيارات الكهربائية لزيادة انتشارها، بعد أن فشلت شركات التصنيع في تحقيق أهدافها خلال عام 2024.

ووافقت السلطات المحلية في البلاد على أكثر من 120 طلب تخطيط لمحطات الشحن للسيارات الكهربائية، وسط توقعات بزيادة عدد هذه المحطات في العامين المقبلين، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأفادت التقارير بأن السلطات المحلية في بريطانيا منحت، في 6 يناير/كانون الثاني الجاري، ترخيصًا تخطيطيًا لشواحن عامة بقيمة 692 مليون جنيه إسترليني (861.34 مليون دولار)؛ ما قد يؤدي إلى تركيب مئات آلاف نقاط شحن السيارات الكهربائية.

يأتي ذلك بعد أن كان نقص نقاط الشحن العامة سببًا لتباطؤ استعمال السيارات الكهربائية، وفشل شركات تصنيع السيارات في الوصول إلى الهدف المحدد لها في عام 2024؛ لضمان أن تكون 22% من السيارات التي باعتها كانت كهربائية خالصة.

(الجنيه الإسترليني = 1.24 دولارًا أميركيًا)

شحن السيارات الكهربائية في بريطانيا

تمكّنت شركات تصنيع السيارات في بريطانيا من بيع المركبات الكهربائية بنسبة 19.6% فقط، ولم يتحقق ذلك إلا بفضل الخصومات الضخمة ورفض تسليم سيارات البنزين والديزل الجديدة حتى تظهر في أرقام عام 2025.

وقال الكاتب الصحفي البريطاني روس كلارك، في مقال نشرته مجلة ذا سبيكتاتور، إن "هذه الحكومة ونظيرتها السابقة حاولتا فرض السيارات الكهربائية على الجمهور".

وأشار كلارك إلى أن الحكومة تجاهلت حقيقة مفادها أن "نحو ثلث الأسر في بريطانيا ليس لديها إمكان الوصول إلى مواقف السيارات في الشوارع؛ ومن ثم فهي تعتمد على الشواحن العامة القليلة والمعطلة في كثير من الأحيان".

وأضاف: "من الواضح أن الارتفاع الكبير في عدد الشواحن بالشوارع سيُحدِث فرقًا، على الرغم من أنه يثير بعض الأسئلة المحرجة".

أسعار شحن السيارات الكهربائية

وفقًا لتطبيق زابماب Zapmap، الذي يساعد المستعملين على تحديد نقاط الشحن العامة، كان متوسط سعر الكهرباء من شاحن عام بطيء في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 57 بنسًا (70.95 دولارًا) لكل كيلوواط/ساعة.

وبالنسبة للشاحن السريع أو فائق السرعة، كان متوسط سعر الكهرباء 80 بنسًا لكل كيلوواط/ساعة، حسب مقال للكاتب الصحفي البريطاني روس كلارك.

وقال كلارك: "إذا كان لديك إمكان الوصول إلى مواقف السيارات في الشارع، فيمكنك حاليًا شحن سيارتك، خارج أوقات الذروة، مقابل 7 بنسات فقط لكل كيلوواط/ساعة".

وأضاف: "على الرغم من أنه من الصعب تصديق أن هذه الأسعار ليست مجرد عرض تمهيدي كبير؛ نظرًا إلى أن شركات الطاقة نفسها تتقاضى نحو ضعف هذا المبلغ مقابل الكهرباء خارج أوقات الذروة لأي استعمال آخر غير شحن السيارة".

ارتفاع عدد أجهزة شحن السيارات الكهربائية

أعرب الكاتب الصحفي البريطاني روس كلارك، عن أمله في أن يؤدي ارتفاع عدد أجهزة شحن السيارات الكهربائية إلى زيادة المنافسة وانخفاض الأسعار.

وقال كلارك: "سيطلب أولئك الذين يُركّبون أجهزة الشحن عائدًا على استثماراتهم، وكلما زاد عدد أجهزة الشحن نسبة إلى أعداد السيارات الكهربائية؛ كان حجم أعمالهم أقل. ولن يجني أحد عائدًا من شحن 7 بنسات لكل كيلووات ساعة في محطة شحن بالشارع".

وتوقّع أن يكون هناك "انقسام كبير في تشغيل سيارة كهربائية اعتمادًا على توفر موقف سيارات في الشارع".

وأضاف: "في الوقت الحالي، يبدو الأمر وكأن هناك شبكتين من مضخات البنزين: واحدة لا يستطيع الوصول إليها إلا الأثرياء نسبيًا، حيث يبلغ سعر البنزين 1.30 جنيهًا إسترلينيًا للتر، وأخرى يتعين على الجميع استعمالها؛ حيث يبلغ سعر الوقود 13 جنيهًا إسترلينيًا للتر.

وأشار إلى مدى جاهزية الشبكة، حاليًا، للتعامل مع أعداد كبيرة من أجهزة شحن السيارات الكهربائية.

وأكد أنه ليس من المستحيل تعزيز شبكة الكهرباء حتى تتمكن من التعامل مع هذا العدد، ولكن هذا سوف يستغرق بعض الوقت.

سعة شبكة الكهرباء المتاحة

في عام 2022، أُبلغ مطورو المساكن في غرب لندن بأنهم قد يواجهون صعوبة في الحصول على ترخيص التخطيط للمشروعات في المنطقة حتى عام 2035؛ لأن مجموعة من مراكز البيانات استهلكت سعة شبكة الكهرباء المتاحة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقال الكاتب الصحفي البريطاني روس كلارك: "إذا لم تكن هناك كهرباء كافية للمنازل الجديدة؛ فمن المفترض ألا تكون هناك كهرباء كافية لآلاف أجهزة شحن السيارات الكهربائية".

وأضاف: "عند تركيب شواحن السيارات الكهربائية في جميع الشوارع، ستصبح هذه قضية خطيرة؛ حيث يرغب العديد من الأشخاص في رَكن سياراتهم دون شحن سياراتهم".

وأوضح أن "بعض هذه الشواحن تشغل جزءًا كبيرًا من الرصيف، وهو ما سيتعارض مع السياسات التي من المفترض أن تشجع الناس على المشي في المدن".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..