الجفاف يهدد بحيرات جهة بني ملال

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تواجه جهة بني ملال خنيفرة أزمة مائية حادّة، حيث تتدهور مستويات المياه في البحيرات الرئيسية التي كانت تعد من أبرز المعالم البيئية والسياحية في المنطقة. وقد تسببت التغيرات المناخية في الأعوام الأخيرة في تراجع منسوب المياه، ما يهدد مستقبل هذه الموارد الطبيعية الثمينة ويؤثر على الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها، وبالأخص قطاع السياحة.

ومن بين أبرز البحيرات المتضررة تبرز بحيرة أكلمام أزكزا في إقليم خنيفرة، التي كانت تعد وجهة سياحية مميزة بمياهها العذبة الزرقاء ومناظرها الطبيعية الخلابة، إلا أنها في السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا ملحوظًا في منسوب المياه، ما أثار قلق السكان والمهتمين بالبيئة والزوار أيضًا. ويُعزى هذا التدهور إلى انخفاض معدلات التساقطات المطرية وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.

يقول محمد أمعزول، مهتم بالبيئة في خنيفرة: “جميع البحيرات في الأطلس المتوسط (بحيرة بوعامر، بحيرات تيكلمامين، بحيرة أكلمام أزكزا) تعاني من تراجع كبير في المساحة المائية، نتيجة للانخفاض الحاد في التساقطات، فضلاً عن تأثيرات التغيرات المناخية التي تزيد من الضغط على الموارد المائية”.

وترك هذا التدهور البيئي آثارًا سلبية على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، فقد تأثرت صناعة السياحة بشكل كبير، وهي من المصادر الرئيسية لدخل العديد من الأسر المحلية.

وقبل تراجع منسوب المياه كانت البحيرات مقصدًا رئيسيًا للزوار وقبلة لأبطال عالميين في مجال السباحة في المياه الباردة. ومع انخفاض مستويات المياه شهدت المنطقة تراجعًا ملحوظًا في عدد السياح، ما انعكس بشكل مباشر على مداخيل الأسر التي تعتمد على السياحة كمصدر رئيسي للعيش.

في هذا السياق، وضمن تصريحاته لهسبريس، أورد أمعزول: “منذ انخفاض مستوى المياه تراجع عدد السياح بشكل كبير، ما أثر على مداخيل الأسر الفقيرة التي استفادت من مشاريع تنموية تعتمد على السياحة في إطار مبادرات تضامنية من قبل السلطات الإقليمية”.

وأوضح الناشط المدني ذاته أن “التغيرات المناخية لا تؤثر فقط على الموارد المائية، بل تهدد أيضاً التنوع البيولوجي في المنطقة؛ فالأنواع التي تعتمد على هذه البحيرات كمصدر للغذاء أو كموطن طبيعي بدأت تشهد انخفاضاً ملحوظا، ما يهدد التوازن البيئي في هذه المنطقة”.

وتكشف أزمة المياه في جهة بني ملال خنيفرة حجم التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة. ومع استمرار تدهور مستويات المياه في بحيرة أكلمام أزكزا تتزايد الحاجة إلى تكثيف الجهود لحماية باقي البحيرات وضمان استدامتها، إذ يُعتبر الحفاظ على هذه الموارد الطبيعية أمرًا حيويًا لضمان استدامة البيئة ودعم الأسر الهشة التي تعيش من السياحة.

وفي خضم هذه الأزمة يدعو الخبراء إلى تبني إستراتيجيات فعالة للتكيف مع التغيرات المناخية ومواجهة هذه التحديات البيئية. ويقول أمعزول: “الوضع أصبح مقلقًا جدًا، وإذا استمر كما هو عليه فقد نواجه كارثة بيئية، إيكولوجية، واجتماعية خطيرة؛ لذلك نحتاج إلى تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين والمساهمة في خلق سياسات بيئية تواكب التحديات الراهنة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق