توقّع موريتانيا، غدًا الخميس، اتفاقية بشأن مشروع الربط الكهربائي مع المغرب، وذلك بحضور وزيرَي الطاقة في البلدين، بمقرّ وزارة الانتقال الطاقي في الرباط.
وكشفت مصادر، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة الصادرة من واشنطن، أن الربط الكهربائي بين البلدين سيكون على عدّة مراحل، تهدف في النهاية إلى الوصول لما يتراوح بين 800 و1000 ميغاواط.
وأضافت المصادر أن القرب الجغرافي بين البلدين يسمح لهما بربط كهربائي قوي ومباشر، استغلالًا للإمكانات الطاقية القوية لديهما، خاصة المصادر المتجددة في المغرب.
يأتي ذلك ضمن خطط الرباط لأن تصبح مركزًا لتصدير الطاقة المتجددة إلى أوروبا، والربط الكهربائي بعدد من الدول في مختلف القارات.
خط الأنابيب بين موريتانيا والجزائر
في سياق المشروعات الطاقية لموريتانيا، كشفت مصادر أن نواكشوط جمّدت خطة إنشاء خط أنابيب غاز يربطها بالجزائر، وذلك بعد اتفاق مبدئي بين البلدين قبل نحو عامين ونصف العام.
وقال مصدر في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة: إن "المشروع لم يشهد أيّ تقدُّم من الجانبين، منذ 8 يونيو/حزيران عام 2022، عندما زار وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب موريتانيا".
كان الوزير خلال زيارته قد كشف دراسة مبدئية لمشروع خط أنابيب لنقل الغاز الجزائري إلى موريتانيا، ولاحقًا تحدّثت الجزائر عن نقل الغاز الموريتاني (من حقل السلحفاة أحميم) إلى الجزائر، تمهيدًا لتصديره إلى أوروبا.
وفي حين لم تردّ وزارة الطاقة الجزائرية على طلب للتعليق أرسلته منصة الطاقة، فإن مصدرًا جزائريًا مطّلعًا قال في تصريحات خاصة: إن "الجزائر هي الأخرى لم تتعامل مع هذا المقترح بجدّية، ولم يعد أولوية لها في الوقت الراهن".
المغرب والجزائر.. ماذا بعد؟
رغم أزمة الصحراء الغربية المتصاعدة بين المغرب والجزائر، فإن علاقات الطاقة والشراكة بين الجانبين كانت مستمرة حتى كتابة فصلها الأخير مساء يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021.
إذ أعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون عدم تجديد اتفاق تصدير الغاز الجزائري إلى أوروبا عبر الأراضي المغربية، بعد استمراره طيلة 10 سنوات (منذ عام 2011).
جاء هذا القرار على خلفية تصعيد دبلوماسي بين البلدين، انتهى بقطع العلاقات تمامًا.
وإلى جانب خط أنابيب الغاز الذي كان يربط بين البلدين، فإن مشروعًا للربط الكهربائي المشترك كان يجمعهما أيضًا، لكنه توقّف في الليلة نفسها التي أعلن فيها الرئيس تبون عدم تجديد اتفاق نقل الغاز، وذلك حسبما أخبرت وزارة الانتقال الطاقية المغربية منصة الطاقة، في تصريحات خاصة يوم 8 يوليو/تموز 2024.
وكان البلَدان يرتبطان كهربائيًا عن طريق رابطين بحريين بجهد 225 كيلوفولت و400 كيلوفولت؛ إذ دخل الرابط الكهربائي الأول -بجهد 225 كيلوفولت- حيز الخدمة سنة 1988، عن طريق خطّين بجهد 225 كيلوفولت، يربطان وجدة بالغزوات، ووجدة بتلمسان.
ودخل الربط الكهربائي الثاني المكوّن من خطّين بجهد 400 كيلوفولت، الذي يربط محطة بورديم بمحطة سيدي علي بوسيدي، حيز الخدمة في 2008.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق