عاش في صمت سيرة أبونا فلتاؤس السرياني نسر البرية في ذكرى رحيله

صوت المسيحي الحر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحل اليوم الذكرى السنوية لوفاة الراهب المتوحد أبونا فلتاؤس السرياني، الذي يُعتبر من أبرز رهبان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. عاش حياة من الزهد في دير السيدة العذراء السريان بوادي النطرون، وترك وراءه إرثًا روحيًا لا يزال يتردد في قلوب محبيه.

أبونا فلتاؤس السرياني

أبونا فلتاؤس السرياني

سيرة أبونا فلتاؤس السرياني

وُلد أبونا فلتاؤس السرياني، الذي كان يُعرف باسم كامل جرجس، في 1 أبريل 1922 في محافظة الشرقية. نشأ في أسرة تقية غرسَت فيه حب الصلاة والتسبيح منذ نعومة أظفاره.

في عام 1948، انضم إلى دير السريان حيث ترهبن باسم الراهب أبونا فلتاؤس السرياني. وبعد سنوات من الجهاد الرهباني، اختار الابتعاد عن العالم والتفرغ للصلاة والتأمل، فقام بتخصيص قلاية منعزلة داخل الدير عام 1962، حيث قضى عقودًا طويلة متوحدًا مع الله.

أبونا فلتاؤس السرياني

أبونا -فلتاؤس -السرياني

سيرة أبونا فلتاؤس السرياني نسر البرية

لم يكن الأب سيرة أبونا فلتاؤس السرياني مجرد راهب منعزل، بل كان شخصية روحية يلجأ إليها الكثيرون طلبًا للإرشاد والنصح. وقد تميز بعلاقته العميقة بالله و القديسين، حيث كان دائم التأمل في سيرتهم والتأسي بجهادهم الروحي.

ازداد أبونا فلتاؤس السرياني في ممارسة النسك والجهاد الرهباني، مما أثار مشاعره وانهمرت عليه نعمة الرب، فكانت عيناه تفيض بالدموع الغزيرة التي جعلته يشعر بالقرب من السماء. طلب من الرب يسوع أن يعينه ويدعمه في مسيرته، وأن يكون رفيقه في غربته. جال في خاطره فكرة الانعزال بعيدًا عن كل ما قد يلهيه عن محبة ربنا يسوع المسيح، لذا طلب من الربيته أن يسمح له بالإقامة في القصر القديم (المعروف حاليًا بالحُصن).

أبونا فلتاؤس السرياني

أبونا -فلتاؤس- السرياني

ميطانيات أبونا فلتاؤس السرياني

استقر في قلاية تقع في الطابق الرابع بجوار كنيسة الملاك في الحصن، حيث عاش هناك لمدة ثلاث سنوات. لم يكن في قلايته سوى حصيرة واحدة ينام على نصفها ويتغطى بالنصف الآخر، وفي فصل الشتاء القارس كان يستخدم الميطانيات لتدفئة نفسه. كان يخصص وقته لأداء 500 ميطانية يوميًا ويصوم حتى المساء.
في فجر السابع عشر من مارس عام 2010، انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد حياة دامت 88 عامًا، قضاها في الصلاة والجهاد الروحي، ليترك خلفه إرثًا روحيًا خالدًا.

أقيمت صلوات الجنازة في كنيسة السيدة العذراء المغارة داخل الدير، بحضور عدد كبير من الأساقفة والرهبان ومحبيه.

تظل سيرته الطيبة مصدر إلهام للعديد من الناس، حيث يُعرف بلقب “شفيع المستحيلات”، وتُروى عنه العديد من المعجزات التي تثبت أن حياته كانت تجسيدًا حيًا للإيمان والامتثال لمشيئة الله.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق