هل خطط إنتاج الهيدروجين في إسبانيا مُبالَغ فيها؟ تقرير يجيب

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تثير خطط إنتاج الهيدروجين في إسبانيا انقسامات داخلية عنيفة، نظرًا لما تنطوي عليه من أهداف طموحة، في حين يراها بعضهم "مبالغًا فيها".

ووفق تقرير حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الأهداف التي حددتها وزارة التحول البيئي والتحديات الديموغرافية (Miteco) وشركة إيناغاز (Enagas) "بعيدة كل البعد عن الطلب الفعلي الذي يمكن توقُّعه في السنوات الـ5 المقبلة".

وشدد التقرير -الذي أصدرته مؤسسة الطاقة المتجددة الإسبانية (FR)- على أن الهيدروجين الأخضر هو تقنية ناشئة، "ورغم أنه ضروري وفائدته الكبيرة للتحول في مجال الطاقة"، فإن "حجم المشروعات مهم أيضًا، خاصةً بالنظر إلى تأثيرها المحلي".

وحذّرت مؤسسة الطاقة المتجددة من خطر تضخيم ومبالغة تقدير التوقعات المتعلقة بالهيدروجين بوصفه تقنية أساسية لإزالة الكربون من القطاعات الرئيسة، مثل الصناعة.

كما يجب النظر إليه في سيناريو واقعي يتناسب مع واقع الطلب، وتحديد مواقع المشروعات بالقرب من المصانع التي يمكنها استعماله، ومن ثم تجنُّب الحاجة إلى بناء شبكة نقل عبر إسبانيا، بحسب التقرير.

خطة الطاقة المتجددة في إسبانيا

تتضمن الخطة الوطنية المتكاملة للطاقة والمناخ (Pniec) لعام 2030 إيجابيات وسلبيات، وفقًا لمؤسسة الطاقة المتجددة، التي أشادت بالتزام الخطة بالطاقة المتجددة، التي يجب أن تصل إلى 81% من توليد الكهرباء بحلول عام 2030.

ولكنها أعربت عن أسفها، لأن الخطة حددت نسبة خفض الانبعاثات بنسبة 32% لعام 2030 (أقل بكثير من الهدف البالغ 55% الذي حددته بروكسل)، ووضعت هدفًا "غير مفهوم" للهيدروجين، يتمثل في إنتاج 12 ألف ميغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي للحصول على الهيدروجين الأخضر، متجاهلة تحذيرات الخبراء.

وأوضحت أن "محكمة المدققين الأوروبية أشارت، في يوليو/تموز الماضي، إلى أن الاستثمارات المخطط لها في هذه التقنية لم تكن مبنيّة على تحليل متين أو واقعي".

ولطالما استنكرت مؤسسة الطاقة المتجددة خطر الإفراط في تمويل إنتاج الهيدروجين: "نعتقد أن هذا المصدر للطاقة يجب ألّا يُستعمل إلّا في الحالات التي يتعذر فيها تحقيق الكهربة، أي في الإنتاج الصناعي والنقل الثقيل".

وأضافت: "من غير المفهوم أن تتضمن الخطة استثمارات ضخمة في هذا المصدر للطاقة، وأن تكون شركة إيناغاز، الشركة المشغّلة لشبكة الغاز الإسبانية، أقرب إلى التكهنات منها إلى الواقع التقني للسوق".

أهداف إنتاج الهيدروجين في إسبانيا

وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، رأى تقرير مؤسسة الطاقة المتجددة أن أهداف إنتاج الهيدروجين في إسبانيا "مبالغ فيها" على المستويين الوطني والإقليمي.

وتخطط وزارة التحول البيئي والتحديات الديموغرافية لتركيب 12 غيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي بحلول نهاية العقد من خلال الخطة الوطنية المتكاملة للطاقة والمناخ (PNIEC)، "دون التخطيط للطلب الفعلي أو القطاعات المحددة التي ستستهدفها"، بحسب التقرير.

وعلاوةً على ذلك، أشار التقرير إلى أن الوثيقة التي حدّثتها الحكومة العام الماضي (2024) "لا تربط أهداف الجزيء الأخضر بأهداف الطاقة المتجددة، لأنها لا تشير في أيّ قسم إلى النسبة المئوية لأسطول الطاقة المتجددة الذي سيُستعمل لإنتاج هذا المصدر من الطاقة".

إنتاج الهيدروجين في إسباتيا
أحد مواقع إنتاج الهيدروجين في إسبانيا - الصورة من وزارة البيئة الإسبانية

ولتحقيق هدف إنتاج 12 غيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي، "سيكون من الضروري تخصيص 51 ألف هكتار من الأراضي لمرافق متجددة لإنتاج الهيدروجين".

وبالإضافة إلى ذلك، "سيكون من الضروري استعمال 13 هكتارًا مكعبًا من المياه سنويًا"، وهو رقم يعادل الاستهلاك اليومي للمياه في المناطق الحضرية في إسبانيا بأكملها، كما يقولون.

خطط إيناغاز لإنتاج الهيدروجين في إسبانيا

بينما كانت توقعات وزارة التحول البيئي والتحديات الديموغرافية متفائلة، فإن بيانات إيناغاز بشأن إنتاج الهيدروجين في إسبانيا "بعيدة عن الواقع"، و"غير متوافقة" تمامًا مع الخطة الوطنية المتكاملة للطاقة والمناخ، و"مُبالَغ فيها".

وتتوقع الشركة -التي تتولى إدارة جميع الأمور المتعلقة بالهيدروجين في إسبانيا- إمكان إنتاج 74.3 غيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي في إسبانيا بحلول عام 2030.

ولتحقيق هذا الهدف، ستحتاج إسبانيا إلى تخصيص أكثر من 100% من طاقتها المتجددة المثبتة حاليًا لإنتاج الهيدروجين فقط، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبناءً على هذه البيانات، "سيكون من الضروري إشغال ما بين 396 ألفًا و552 ألف هكتار من مرافق الطاقة المتجددة المصممة لإنتاج الهيدروجين"، وفقًا لمؤسسة الطاقة المتجددة.

ومن ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن توقعات وزارة التحول البيئي والتحديات الديموغرافية (12 غيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي) تتناقض مع توقعات جارتيها، فرنسا والبرتغال، اللتين تخططان لسعة 6.5 غيغاواط و5.5 غيغاواط على التوالي.

وتأتي أهداف البلدين رغم أنه من المتوقع أن يمتلكا بحلول عام 2030 القدرة المركبة للتحليل الكهربائي نفسها التي تخطط إسبانيا لامتلاكها في الخطة الوطنية المتكاملة للطاقة والمناخ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق