السلام للصليب، رمز الانتصار. السلام للصليب، تاج الملكة. بعلامة الصليب تحل البركة. السلام للصليب، عمود الدين. السلام للصليب، فخر المؤمنين. السلام للصليب، فرح المسيحيين. السلام للصليب، نور الإيمان. السلام للصليب، نور الإنسان. بعلامة الصليب، يُهزم الشيطان. السلام للصليب، ثمرة الحياة. السلام للصليب، سفينة النجاة. السلام للصليب، ملاذ الخطاة. في هذا اليوم، تحتفل الكنيسة بظهور الصليب الكريم الذي يخص إلهنا ومخلصنا وملكنا، ربنا يسوع المسيح، ابن الله الحي. كما تحتفل الكنيسة بذكرى عيد ظهور الصليب المجيد في مناسبتين: الأولى في 17 توت، والثانية في 10 برمهات.

تذكار عيد ظهور الصليب المجيد الاحتفال الأول

في السابع عشر من شهر توت عام 326 ميلادي، على يد الملكة القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير. فقد نذرت هذه القديسة أن تذهب إلى أورشليم بعد أن اعتنق ابنها قسطنطين الإيمان بالمسيح. وقد أعد ابنها كل ما يلزم لإتمام هذه الزيارة المقدسة. وعندما وصلت إلى أورشليم برفقة جيش كبير، سألت عن مكان الصليب، لكن لم يُخبرها أحد. فأخذت شيخًا من اليهود وضغطت عليه بالجوع والعطش حتى اضطر للإرشاد إلى المكان المحتمل لوجود الصليب في منطقة الجلجثة. فأشارت إلى تنظيف الجلجثة، وعثرت على ثلاثة صلبان في عام 326 ميلادي. وعندما لم يتمكنوا من التعرف على الصليب الذي صُلب عليه السيد المسيح، أحضروا ميتًا ووضعوه على أحد الصلبان.

الاحتفال الثاني عيد ظهور الصليب المجيد

الذي تنظمه الكنيسة هو تذكار ظهور الصليب المجيد، والذي يُحتفل به في اليوم العاشر من شهر برمهات. وقد تم ذلك في عهد الإمبراطور هرقل في عام 627 ميلادية. حيث أنه عندما هُزم الفرس وعادوا إلى بلادهم من مصر تحت قيادة هرقل، مر أحد أمراء الفرس بجوار كنيسة الصليب التي أنشأتها الملكة هيلانة. وقد لاحظ ضوءًا ساطعًا ينبعث من قطعة خشبية موضوعة في مكان مزين بالذهب. وعندما حاول الأمير لمسها، انطلقت منها نار وأحرقت أصابعه. فأخبره المسيحيون أن هذه هي قاعدة الصليب المقدس، وشرحوا له قصة اكتشافها، وأوضحوا أنه لا يمكن لأحد لمسها سوى المسيحيين. فقام الأمير بخداع شماسين كانا يحرسونها، وعرض عليهما مكافأة كبيرة ليحملا هذه القطعة ويأخذاها معه إلى بلاده. فوافقا وأخذاها ووضعاها في صندوق، ثم غادرا بها إلى بلاده مع من أسروا من شعب أورشليم.

تذكار عيد ظهور الصليب عندما علم هرقل، ملك الروم، بهذا الأمر، قاد جيشه نحو بلاد الفرس وواجههم في معركة أسفرت عن هزيمتهم ومقتل عدد كبير منهم. وبدأ يتجول في تلك الأراضي بحثًا عن القطعة المفقودة، لكنه لم يتمكن من العثور عليها. فقد قام الأمير بحفر حفرة في بستانه وأمر الشماسين بوضع الصندوق فيها ثم قام بقتلهما. وقد شهدت إحدى سباياه، التي كانت ابنة أحد الكهنة، هذا المشهد من خلال فتحة في الجدار، فهرعت إلى هرقل وأخبرته بما رأته. فتوجه الملك مع الأساقفة والكهنة والجنود إلى ذلك المكان، حيث قاموا بالحفر وعثروا على الصندوق وما يحتويه، واستخرجوا القطعة المقدسة في عام 628 ميلادي. ثم لفوها بأقمشة فاخرة وأخذها هرقل إلى مدينة القسطنطينية حيث أودعها هناك.