أطلقت أرامكو السعودية، الشركة الرائدة عالميًا في مجال الطاقة والكيماويات، أول وحدة تجريبية لاستخلاص الهواء المباشر لثاني أكسيد الكربون في المملكة.
ووفقًا لبيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتميّز هذه الوحدة بقدرتها على إزالة 12 طنًا من ثاني أكسيد الكربون سنويًا من الغلاف الجوي، ما يمثّل خطوة مهمة ضمن جهود الشركة لتعزيز تقنيات الحد من الانبعاثات الكربونية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار التزام أرامكو السعودية بتطوير حلول مستدامة، لدعم التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، مع التركيز على الابتكار في تقنيات استخلاص الكربون.
كما تعكس هذه المبادرة إستراتيجية الشركة في تحقيق الحياد الكربوني لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمرافقها المملوكة والمدارة بالكامل بحلول عام 2050.
ويأتي تطوير هذه الوحدة التجريبية بالتعاون مع شركة سيمنس إنرجي، وتهدف إلى اختبار كفاءة مواد جديدة لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتقييمها في ظل الظروف المناخية المتنوعة للمملكة.
ويُتوقع أن تُسهم النتائج في تحسين أداء هذه التقنيات وخفض تكلفتها؛ ما يفتح المجال أمام تطبيقها على نطاق واسع مستقبلًا.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى أرامكو السعودية وسيمنس إنرجي إلى توسيع نطاق استعمال هذه التقنية؛ ما قد يُسهم في إنشاء مرافق كبرى لاستخلاص الكربون في المستقبل، ضمن إطار الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ وتعزيز استدامة الصناعات الثقيلة.
تطوير تقنيات استخلاص الكربون
تُعد هذه الوحدة التجريبية جزءًا من إستراتيجية أرامكو السعودية لتوسيع نطاق أنظمة استخلاص الكربون، وذلك من خلال اختبار الجيل المقبل من مواد وتقنيات احتجاز ثاني أكسيد الكربون.
ويهدف المشروع إلى تحسين كفاءة عملية الاستخلاص وتقليل التكاليف التشغيلية؛ ما يعزّز إمكانات التطبيق التجاري الواسع لهذه التكنولوجيا.
وفي هذا السياق، أكد النائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في أرامكو السعودية، علي المشاري، أن تقنيات استخلاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة ستؤدّي دورًا رئيسًا في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة، ولا سيما في القطاعات التي يصعب خفض انبعاثاتها.
وأضاف أن هذه التقنية يمكن أن تتيح استعمال ثاني أكسيد الكربون المستخرج في إنتاج وقود وكيماويات أكثر استدامة، ما يدعم التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.
إسهام في تحقيق الحياد الصفري
تمثّل مشروعات استخلاص الكربون جزءًا من التزام أرامكو السعودية بتحقيق الحياد الكربوني في النطاقين 1 و2، من خلال تطبيق حلول مبتكرة تعتمد على نهج "اقتصاد الكربون الدائري".
وتسعى الشركة إلى تطوير مجموعة متكاملة من الحلول تشمل التقاط الكربون من مصادر الانبعاثات الصناعية واستخلاصه مباشرة من الغلاف الجوي؛ ما يعزّز قدرتها على الإسهام في جهود الاستدامة العالمية.
وفي هذا الإطار، جاء إطلاق الوحدة التجريبية لاستخلاص الكربون بعد توقيع أرامكو السعودية وشركائها "ليندي" و"إس إل بي" اتفاقية مساهمين في ديسمبر/كانون الأول 2024، بهدف إنشاء مركز لاستخلاص الكربون وتخزينه في مدينة الجبيل الصناعية.
ومن المتوقع أن تُسهم المرحلة الأولى من المركز في استخلاص ما يصل إلى 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا من معامل الغاز التابعة للشركة ومصادر صناعية أخرى.

إستراتيجية أرامكو السعودية
تمثّل مبادرة استخلاص الكربون إحدى ركائز إستراتيجية أرامكو السعودية للتحول إلى نموذج طاقة أكثر استدامة، إذ تؤكد هذه المشروعات التزامها بتطوير حلول تقنية متقدمة تُسهم في خفض البصمة الكربونية للصناعات المختلفة.
كما تعزز هذه الجهود مكانة المملكة بصفتها لاعبًا رئيسًا في مشهد الطاقة العالمي، مع التركيز على الابتكار والاستدامة بصفتها عناصر أساسية في إستراتيجيات النمو المستقبلية.
وبهذا، تواصل أرامكو السعودية ريادتها في تطوير تقنيات الطاقة النظيفة، من خلال تبني أحدث الابتكارات التي تُسهم في خفض الانبعاثات وتعزيز كفاءة استعمال الموارد؛ ما يضع الأسس لمستقبل أكثر استدامة للطاقة في المملكة والعالم.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق