تحتفل الكنيسة اليوم بذكرى نياحة ابونا القمص بيشوي كامل، الذي توفي في 12 برمهات، الموافق 21 مارس 2025. في مثل هذا اليوم، انتقل الأب القديس القمص بيشوي كامل، كاهن كنيسة مارجرجس بسبورتيج في الإسكندرية، المعروف بلقب “الإنجيل المعاش”. وُلد القمص بيشوي كامل في 6 ديسمبر 1931 في دمنهور، وكان يُدعى قبل سيامته سامي. حصل على بكالوريوس في العلوم (قسم الجيولوجيا) من جامعة الإسكندرية عام 1951 بتقدير جيد. ثم التحق بمعهد التربية العالي للمعلمين، حيث نال دبلوم التربية وعلم النفس في عام 1952 بتقدير ممتاز، وكان الأول على دفعته. عمل بعد ذلك كمدرس للكيمياء في مدرسة الرمل الثانوية للبنين بالإسكندرية.
سيرة ابونا القمص بيشوي كامل
حصل على درجة الليسانس في الآداب – تخصص فلسفة – عام 1954، وفي نفس الوقت التحق بالكلية الإكليريكية في الإسكندرية، حيث نال بكالوريوس العلوم اللاهوتية عام 1956، وكان الأول على دفعته. تم تعيينه معيدًا في معهد التربية العالي بالإسكندرية عام 1957، وهو معهد تابع لوزارة التربية والتعليم، ثم التحق بكلية التربية في القاهرة عام 1958، وحصل على دبلوم التخصص في علم النفس في أكتوبر 1959. بدأ خدمته عام 1948، وهو في السابعة عشر من عمره، حيث كان لا يزال طالبًا في الجامعة، من خلال خدمة التربية الكنسية في كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك. استمر في أداء خدمته بنجاح مع مواصلة دراسته، حيث كانت خدمة مدارس الأحد تُقام في المدارس القبطية المحيطة بالكنيسة، لكن الخادم سامي كامل تمكن من نقل خدمة مدارس الأحد إلى داخل الكنيسة.
تمت سيامته كاهن باسم ابونا بيشوي كامل يوم الأربعاء الموافق 2 ديسمبر 1959. أقيمت السيامة على مذبح كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس باسبورتنج، التي كانت في ذلك الوقت عبارة عن سقيفة بسيطة مبنية من الطوب الأحمر، وسقفها مصنوع من قطع الخيام المستخدمة في السرداقات. تم تجهيز المذبح ليتم رسامته عليه من قبل الأب بيشوي، وبعد ذلك توجه إلى دير السيدة العذراء للسريان حيث قضى فترة الأربعين يومًا التي تلي رسامته. عاد من الدير ليبدأ في بناء كنيسته، التي اكتمل بناؤها وتم تكريسها في عام 1968، لتصبح واحدة من أشهر كنائس الإسكندرية. لقد أصبحت كنيسة مار جرجس باسبورتنج مركزًا مهمًا، ويعود الفضل في ذلك إلى الأب المحبوب بيشوي كامل، الذي لم يقتصر عمله على باسبورتنج فقط، بل امتدت خدمته المباركة إلى العديد من المناطق في الإسكندرية، حيث أسس العديد من الكنائس.
ابونا القمص بيشوي كامل
يقول أحد تلاميذ الأستاذ سامي، الذي أصبح كاهنًا فيما بعد: “كان الأستاذ سامي يتواجد في الكنيسة بشكل منتظم كل يوم خميس وجمعة. خلال فترة الصوم الكبير، كان يذهب إلى فراش الكنيسة -عم بولس- لتناول وجبة الغداء معه. كان يعمل بلا توقف، ينتظر الأطفال ويتابع كل شيء، لدرجة أننا كنا نراه أحيانًا، بسبب الإرهاق الشديد، جالسًا على درجات الكنيسة الرخامية وهو نائم. كنا نشعر بالشفقة عليه، لكننا لم نكن نعرف كيف يمكننا مساعدته ليأخذ قسطًا من الراحة، فهو كان أستاذنا الكبير الذي لا يعرف الراحة ولا يرحم نفسه، وكل ذلك وهو عِلماني! كما أنه خدم الشباب الجامعي حتى أصبح أمينًا عامًا للخدمة رغم صغر سنه.”
ذكرى نياحة ابونا القمص بيشوي كامل
أول من أعاد إحياء التقليد الكنسي القديم المتمثل في السهر في الكنيسة ليلة رأس السنة القبطية “عيد النيروز” ورأس السنة الميلادية كان له تأثير كبير، حيث تبعت جميع الكنائس هذا التقليد فيما بعد. السر الذي أراد الله أن يكشفه بعد نياحته هو أن ابونا القمص بيشوي كامل كان يفكر في الرهبنة، وقد اختار له الله شريكة في حياته وخدمته وهي “تاسوني أنچيل”، التي كانت تتطلع أيضًا إلى حياة البتولية والرهبنة. ولذلك، تم التدبير الإلهي العجيب بزواجهما ليعيشا معًا حياة البتولية التي اتفقا عليها قبل الزواج.
0 تعليق